شرم الشيخ :- كشف جاسم محمد الجيدة، مدير علاقات الشركاء والاستدامة فى اللجنة العليا للمشاريع والأرث القطرية، أن بلاده على اتم الاستعداد لتنظيم نسخة استثنائية وفريدة لبطولة كأس العالم، مشيرًا إلى أنه منذ اللحظات الأولى لفوز ملف قطر بحق استضافة كأس العالم FIFA 2022، التزمت الدولة بتنظيم النسخة الأكثر استدامة في تاريخ المونديال، وحرصت على توظيف ممارسات الاستدامة وحماية البيئة من خلال كافة مراحل مشاريع البنية التحتية اللازمة لتنظيم الحدث العالمي، وفي مقدمتها استادات البطولة الثمانية.
وأضاف «الجيدة» فى مقابلة صحفية مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية “ANBA” على هامش قمة المناخ cop27 المنعقدة فى مدينة شرم الشيخ المصرية_ أن جميع ملاعب المونديال حصلت على شهادة “جي ساس” أول نظام متكامل لتقييم الأبنية الخضراء ومنشآت البنية التحتية وآثارها على الاستدامة البيئية، والذى يهدف إلى تعزيز ممارسات الاستدامة في مراحل البناء المختلفة بدءًا بالتصميم مروراً بالتشييد ثم التشغيل، مع تحديد التحديات المرتبطة بالاستدامة في عمليات البناء في ظل البيئة المحيطة، لافتا إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا سبق وأن أعتمد “جي ساس” في العام 2014، باعتبارها منظومة تقييم الاستدامة لجميع مشاريع البنية التحتية التي جرى إنشاؤها لهذه النسخة من كأس العالم.
وأوضح أن استادات المونديال حصلت على فئة الخمس نجوم في التصميم والبناء، كما حظيت بالتصنيف A في إدارة أعمال الإنشاء، كما حصلت الاستادات على شهادات في كفاءة استهلاك الطاقة، حيث سبق وأن تم مراعاة استخدام الطاقة النظيفة فى مراحل تصميم الاستادات، ما جعل كافة الملاعب تستخدم طاقة أقل بنسبة تصل إلى 40 % مقارنة بباقي ملاعب العالم، كما تم الاعتماد على اضاءة LED الأطول عمرا والاقل استهلاكا للكهرباء.
وأضاف أن المياه المستخدمة لري العشب هي مياه معاد تدويرها ومعالجتها، كذلك اعتمد بناء الملاعب على مواد معاد تدويرها وصلت فى استاد أحمد بن على لنسبة 90%”.
استراتيجية الاستدامة
وأشار إلى أن قطر تعد أول دولة مستضيفة فى تاريخ كأس العالم تقوم بتوقيع اتفاقية تعاون مع الفيفا فى مجال الاستدامة، منوها إلى أن النسخ السابقة كانت تشهد قيام الفيفا بوضع خطة الاستدامة على أن تقوم الدول المستضيفة بتنفيذها، إلا أنه وحرصا من اللجنة العليا للمشاريع والأرث القطرية على أن تكون النسخة الحالية من البطولة الأكثر استدامة وأن تعم الفائدة منها على الأجيال القادمة قامت بوضع خطة عمل قائمة على احتياجات دولة قطر فى مجال البيئة.
وأوضح أن الاستراتيجية القطرية فى مجال الاستدامة التى تم العمل على تطبيقها بالنسخة الحالية اعتمدت على 5 محاور رئيسية هي المحور الاقتصادي والبيئي والإنساني والاجتماعي والحكومي، مشيرًا إلى أن النسخ السابقة كانت دائما ما تقتصر أي استراتيجية فيها على ثلاث محاور فقط هي المحور البيئي والاقتصادي والاجتماعي، ضاربا المثال بإستاد 974 الذى يعد الأول من نوعه فى العالم المبنى من حاويات الشحن والقابل فى نفس الوقت للفك والتركيب فى أي مكان أخر ما يعد نموذجا للاستدامة، كذلك الحال بالنسبة لإستاد أحمد بن على المعروف بإستاد نادى الريان سابقا والذى تم هدمه بالكامل ليتم بناءه من خلال مواد الهدم ذاتها، أيضا استاد البيت والمقرر أن يشهد المباراة الافتتاحية من بطولة كأس العالم اعتمد تصميمه المبدئي على أن تكون واجهته باللون الأسود لكن حرصا على الاستدامة وعدم امتصاص الحرارة تم تغيير الواجهات لتكون باللون الأبيض.
وتابع ” جميع وسائل المواصلات اعتمدت على تقليل الانبعاثات الكربونية مثل المترو والحافلات والسيارات الكهربائية، كذلك تعد نسخة كأس العالم فيفا قطر 2022 هي أول بطولة لا تعتمد على الطائرات فى الانتقالات الداخلية بين المدن والاستادات بحكم الحجم الصغيرة لدولة قطر وقرب الملاعب من بعضها البعض”.
وعن فرص استغلال كأس العالم فى نشر ثقافة الحفاظ على البيئة، أكد أن اللجنة العليا للمشاريع والأرث اعتمدت على نشر رسائل التوعية الخاصة بالاستدامة فى مختلف المناطق بقطر، كما قامت بتخصيص حاويات منفصلة لمخلفات البلاستيك والورق وغيرها لتشجيع الزائرين علي فصل المخلفات، كذلك قامت اللجنة مؤخرا بإطلاق برنامج «موجة واحدة » لمكافحة مخلفات البلاستك التى تضرب البحار والمحيطات.
وأشار إلى أنه تم تطبيق بعض برامج الاستدامة فى كأس العرب التى تم اقامتها منذ عدة أشهر على ملاعب المونديال، حيث وصلت نسبة إعادة تدوير جميع النفايات إلى ما يفوق الـ 70%.