دبي – انتقد الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قادة العالم لعدم التزامهم بالقضايا المناخية المتَّفق عليها، وذلك في دبي، يوم الجمعة (01) أثناء كلمته في افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ “كوب28″، وفي الجلسة الافتتاحية للقسم رفيع المستوى المخصّص لرؤساء الدول وحكومات “كوب28”. وقال مُندّدًا: “لقد تعب الكوكب من عدم الالتزام باتفاقيات المناخ، من تجاهل الأهداف الخاصة بتقليل انبعاثات الكربون، من عدم وصول المساعدات المالية للدول الفقيرة، ومن الخطب الرنّانة والخاوية. ونحتاج إلى تحرّكات فعلية”.
في هذا السياق أيضًا، استفسر الرئيس لولا عن عدد القادة العالميين الملتزمين بشكلٍ فعليٍّ بإنقاذ الكوكب، خاصَّة وأنَّ العالم قد أنفق في العام الماضي وحده أكثر من
2 تريليون دولار على الأسلحة. وبهذا الشأن، أفاد: “بدلاً من توحيد الجهود، يشنُّ العالم حروبًا، ويكرِّس التفرقة، ويعمِّق من شدَّة الفقر والتفاوتات بأشكالها”.
وأضاف: “من غير المقبول أن يبقى وعدُ الدّول المتقدِّمة بتقديم 100 مليار دولار سنويًا، مجرَّدَ حبرٍ على ورق، في حين بلغت النفقات العسكرية وحدها في عام 2021 مبلغ 2.22 تريليون دولار. […] كان من المُمكن أن يُستثمَر هذا المبلغ في مكافحة الجوع ومواجهة التَّغيرات المناخية”.
كما أفاد لولا بأنّ 1% من أغنياء العالم يطلقون نفس حجم انبعاثات الكربون الذي يطلقه 66% من السكّان ككلّ. وطرح تساؤلاتٍ عن تأثير النزاعات على المناخ والظلم الذي تُسبِّبه الحروب. حيث قال: “كم طنًا من غاز ثاني أكسيد الكربون يتم إطلاقها من الصواريخ التي تعبر السماء وتسقط على المدنيين الأبرياء، خاصةً الأطفال والنساء الذين يعانون من الجوع؟ إنّ ضريبة تغيّر المناخ ليست نفسها بالنسبة للجميع، ولقد وصلت أولاً إلى من هم أكثر فقرًا”.
صندوق الخسائر والأضرار
بالإضافة إلى الرئيس البرازيلي لولا، تحدَّث في الافتتاح رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي قدَّم التهاني لبداية المؤتمر الثامن والعشرون بشأن تغير المناخ، الذي بدأ يوم الخميس (30 نوفمبر/تشرين الثاني)، بالإعلان عن اتفاقٍ تاريخيٍّ لاستثمار بلغت قيمته 420 مليون دولار بغرض دعم الدول الأكثر تأثرًا بالأزمة المناخية. و من المقرّر أن يُسهم الاتحاد الأوروبي بمبلغ 246 مليون دولار، ودولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ 100 مليون دولار، والولايات المتحدة بمبلغ 17.5 مليون دولار، بالإضافة إلى مُساهمات من دول أخرى. وعلى الرغم من ذلك، اعتُبِرَت هذه القيم متواضعة نسبةً لما ينبغي استثماره لهذا الهدف.
ترجمته من البرتغالية: يارا عثمان.