ساو باولو – قامت سيدة الأعمال البرازيلية “كلاوديا ميندس” بزيارة مدينة مراكش المغربية في عام 2018، عندما كانت مقيمة في العاصمة البرتغالية، لشبونة. وقد استحوذت هذه الرحلة على اهتمامها، حيث زارت الحمامات الشعبية المغربية التي رأت فيها فرصة لبدء مشروع جديد. فأطلقت العلامة التجارية “حمام سوب” (HAMMAM SOAP) في البرازيل، لتسويق الصابون والمرطبات والمقشرات المصنوعة يدويًا برائحة إكليل الجبل والخزامى والبرغموت وغيرها من الأعشاب العطرية.
والجدير بالذكر أن الحمامات العربية توفر للمترددين عليها مياه الإستحمام والبخار الساخن. ويستخدم فيها نوعاً من الصابون باللون البني الذي يميل إلى السواد، والمصنوع من زيت الكافور وزيت الزيتون، وفقًا لـ “كلاوديا مينديس”، التي أردفت قائلة خلال اللقاء الذي أجرته معها “وكالة الأنباء العربية البرازيلية” (أنبا): “الحمام عادة ما يكون بجوار المساجد وله نوع من القدسية. والإستحمام فيه يعتبر وسيلة من وسائل الطهارة قبل الصلاة. كما أنه مكان للقاء الأصدقاء”. وأضافت أنها خضعت للتقشير عن طريق استخدام نوع من الصابون. وقالت: “تقوم موظفة في المكان بوضع رغوة الصابون للبدء بالتقشير باستخدام قفاز كيسا المغربي، على غرار الليفة النباتية”.
من هنا جاء اسم العلامة التجارية وتعززت الرغبة في صنع أنواع الصابون والعمل في مجال العطريات. تقول “كلاوديا ميندس”: “قمت بإنتاج مقشر أسود اللون من الأوكالبتوس، ومكون من زيت الزيتون والملح كمقشر. وأطلقت عليه اسم “مكتوب”، تكريماً للثقافة والتراث العربي”.
ثم جاءت خطوط الخزامى وإكليل الجبل، التي تعد أبرز منتجات العلامة التجارية، وكذلك البرغموت. يحتوي صابون الحمام أيضًا على منتجات بروائح أخرى، مثل الألوة فيرا وجوز الهند (الصورة أعلاه) ومن المقرر إطلاق خطين جديدين في وقت لاحق من هذا العام، أحدهما يحتوي على خشب الأرز والآخر لعيد الميلاد، مصنوع من التين.
هذا ويتم صنع الصابون يدوياً كما أن هناك بعض الخطوط الإنتاجية التي ترتكز على بعض الأصناف النباتية. وأكدت سيدة الأعمال البرازيلية أنها لا تستخدم زيت النخيل في التحضير، وإنما زيت اللوز وزيت جوز الهند وزيت بذور العنب وزبدة الشيا. كما إنها لا تقوم بعملية التصبن، فهي تشتري القاعدة الجاهزة بالدهون النباتية أو الحيوانية. وتؤكد أن الصابون الذي تنتجه غني بالجلسرين، مما يضفي على الألواح جودة فائقة. وقالت: “إن ألواح الصابون أفضل من الصابون السائل لأن الزيوت تدخل في تركيبة الألواح وهذا لا ينطبق على النوع السائل”.
وكانت “كلاوديا ميندس” قد باشرت في الإنتاج اعتباراً من يوليو 2019، في مدينة سانتوس، الواقعة على ساحل ولاية ساو باولو، وذلك بعد أن أقامت ورشة عمل حول إنتاج الصابون وبعد وضع مشروع العلامة التجارية. فقالت: “منذ حوالي عشرين عاماً كنت أصنع الصابون وأبيعه. وعندما ذهبت إلى المغرب، تعززت لدي الرغبة في ممارسة هذه الحرفة مرة أخرى. وأردت أن أفعل شيئًا يثير إعجابي حقًاً. رحلتي إلى المغرب لم تكن رحلة احترافية، لكنه مع ذلك حملتني إلى تحديد مسيرتي المهنية”. والجدير بالذكر أن “ميندس” تحمل شهادة في التصميم الداخلي وتمتلك متجراً للألبسة”.
وكان المغرب أول بلد عربي تزوره “ميندس”. وقالت إنها حصلت على دروس في اللغة العربية وإنها تريد العودة إلى مراكش وزيارة دول عربية أخرى، مثل لبنان.
وحالياً لا يتم بيع منتجات “حمام سوب” (HAMMAM SOAP) إلا عن طريق شبكة التواصل الإجتماعي “انستغرام” (Instagram)، وأيضاً في عيادة للأمراض الجلدية في مدينة “غواروجا”. وتؤكد سيدة الأعمال البرازيلية أن حجم مبيعاتها في المدن الساحلية يتفوق بكثير حجم المبيعات في مدينة ساو باولو. كما أنها تقوم بتسويق منتجاتها في كافة أرجاء البرازيل وتعتزم توسيع نطاق المبيعات في العام المقبل. وقالت: “أريد الحفاظ على مشروع الصناعة اليدوية، مع تطوير المنتج. كما أنوي زيادة الأيدي العاملة، لكن ذلك يتطلب زيادة حجم المبيعات”.
وتتراوح أسعار قطع الصابون ما بين 17 و 23 ريال برازيلي. أما المقشرات فيصل سعرها إلى 53 ريال برازيلي، والمرطبات ذات العبوات التي يبلغ حجمها 250 مل، فيصل سعرها إلى 44 ريال برازيلي، وكذلك بالنسبة للصابون السائل. وهناك منتجات أخرى متوفرة، كالبخاخات المنزلية وناشرات العطر.
وتفيد “كلاوديا ميندس” أن تصميم العلامة التجارية والتعبئة والتغليف يتأثر بالمينيماليزم الإسكندنافي. وهذا التأثر يقتصر على الأسباب الجمالية. فتقول: “الفخامة بالنسبة لي هي تلك المتواجدة في الأشياء البسيطة. وقد أنشأت علامة تجارية خاصة بي، وقد يكون لها منتجات مماثلة في السوق، لكنها لن تكون هي نفسها”.
*ترجمة صالح حسن