ساو باولو – حصل مشروع “اللاتينيون العرب” على دعم رسمي من المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). و تم اتخاذ القرار في اجتماع للدول الأعضاء في المنظمة، بعد أن تمّ التصويت بالإجماع لصالح المشروع. هذه المبادرة التي تمّ إنشاؤها من قبل الأمانة العامة لليونسكو، كان قد تمّ تم إطلاقها في عام 2022 في مقر الغرفة التجارية العربية البرازيلية في ساو باولو.
يحتفي “اللاتينيون العرب” بالتعددية و التنوّع، ويهدف إلى تعزيز الروابط بين المناطق، ورسم خريطة للحوار الثقافي المعاصر بين أمريكا اللاتينية والدول العربية. و كانت قد تمت الموافقة على الاقتراح بإشادة جماعية في الجلسة الـ 216 للمنظمة.
و في هذا الصدد، أوضح الدبلوماسي سيرجيو باولو بينيفيديس، الذي يعمل في الوفد الدائم للبرازيل لدى اليونسكو، ما يمثله هذا العمل قائلاً: “تم التصويت بالإجماع على هذه الرعاية، مما يعني أن جميع البلدان الأعضاء في المجلس لم يقوموا فقط بالاعتراف بأهمية المشروع، بل احتفوا أيضًا به كمبادرة لتقدير المساهمة التي تقدمها حركات الهجرة للمجتمعات المختلفة، بما في ذلك تعزيز الروابط بين الثقافات المتنوّعة”.
علاوةً على ذلك، فإنّ الإشادة الجماعية بالمشروع قد ساهمت في الاعتراف بإمكانياته في تعزيز الحوار الثقافي بين أمريكا اللاتينية والدول العربية. و في هذا السياق، صرّحت سيلفيا أنتيباس، المديرة الثقافية للغرفة التجارية العربية البرازيلية، قائلةً: “كانت مبادرة من الغرفة العربية بالتعاون مع اليونسكو وقد نجحت بشكل كبير. و من منظورنا الذي يتطلّع لتوحيد جميع العرب في أمريكا اللاتينية لدراسة و حصد ثمار هجرتهم في المنطقة، فإنها لخطوةٌ غاية في الأهمية. فضلاً عن أنّ البرازيل هي دولة قيادية في أمريكا اللاتينية في هذا الصدد، ولديها القدرة والمصداقية لدعم هذا المشروع”.
عملياً، أوضح بينيفيديس أن هذه الرعاية من قبل اليونيسكو، تمنح المشروع دعماً قويًا، مما يسمح له بجمع مزيد من الموارد والجهود و يجعله أكثر ظهورًا. و بهذا اختتم الدبلوماسي قائلأً: “نجاح المشروع يعتمد أيضًا على قدرته على تحفيز المشاركة والتعاون من الناس في الأنشطة المقترحة. بصفة عامة، نحن سعداء جدًا لرؤية دعم المجلس التنفيذي بقوة لمبادرة اللاتينيون العرب”.
أمّا بالنسبة لجيرالدو أدريانو غودوي دي كامبوس، المنسق العلمي للمشروع و أستاذ العلاقات الدولية في جامعة سيرجيبي الفيديرالية في البرازيل، فإن هذا الإجماع من قبل الدول الأعضاء في اليونيسكو، من شأنه أن يضيف قيمةً و وزنًا آخرين للمشروع. بشأن هذا أفاد موضّحًا: “هذا يعني دعمًا سياسيًا رسميًا صريحًا الآن. إنه مستوى آخر من التمكين المؤسسي الذي ينطوي أيضًا على أهمية الحوار بين الثقافات المتعدّدة”.
قبل عقد اجتماع المجلس التنفيذي، تواجد كامبوس مع الوفد البرازيلي لدى اليونسكو في 25 أبريل، حيث قاموا بنشاط للترويج لـ “اللاتينيون العرب” . الحدث الذي أقيم في مقر اليونسكو في باريس، شهد حضورًا من السلطات والدبلوماسيين، كما تضمّن أنشطة مثل معرض فوتوغرافي يعرض أعمال ومباني المهندس المعماري أوسكار نيماير في لبنان، إضافةً إلى عرض لفيلم قصير عن رحلة الإمبراطور بيدرو الثاني إلى الدول العربية.
ترجمته من البرتغالية: يارا عثمان