ساو باولو – شهدت مدينة ساو باولو انطلاق فعاليات منتدى الأعمال البرازيلي العالمي للحلال يوم الإثنين 27 أكتوبر. وقد ركز المنتدى في يومه الأول على ضرورة توسيع حجم التجارة بين البرازيل والدول الإسلامية، وعلى الانسجام ما بين مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة المؤسسات (ESG) وبين مفهوم الحلال الذي يشير إلى ما هو مباح للمسلمين في الاستهلاك. يعقد المنتدى مرة كل عامين بتنظيم من الغرفة التجارية العربية البرازيلية وفامبراس حلال لإصدار الشهادات، ويقام هذا العام بنسخته الثالثة يومي الاثنين والثلاثاء (27 و28 أكتوبر) في مركز التجارة العالمي بساو باولو.

أكّد السيد محمد عرّة مراد، الأمين العام للغرفة التجارية العربية البرازيلية نائب الرئيس للعلاقات الدولية، في كلمته الافتتاحية، أن البرازيل تُعدّ أكبر مصدّر للبروتين الحلال في العالم. ففي عام 2024، بلغت صادراتها من المنتجات الحلال نحو 6 مليارات دولار أمريكي إلى 57 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي، بينما بلغ إجمالي صادرات الأغذية والمشروبات إلى تلك الدول 28 مليار دولار في الفترة نفسها.
ورغم هذا الحجم الكبير من التبادل التجاري، أكد مراد على أن هناك مجالًا واسعًا للنمو، قائلاً: “علينا أن نسعى إلى تنويع سلة الصادرات التي على الرغم من قوتها ما تزال تعتمد إلى حدٍّ كبير على المنتجات الأساسية كاللحوم والسلع الزراعية”.

ولفت مراد إلى أن السكان في الدول الإسلامية غالبيتهم من الشباب، وينمون بوتيرة أسرع من معدل نمو سكان العالم، ما يفتح فرصًا واسعة للأعمال والتعاون التجاري مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. كما شدّد على ضرورة تعزيز الجهود المؤسسية لتهيئة بيئة أعمال مشجعة تتيح تبادلاً تجاريًا أكثر حيوية بين رجال الأعمال البرازيليين ونظرائهم في الدول الإسلامية.
من جانبه، كشف محمد حسين الزغبي، رئيس فامبراس حلال، أن شعار الدورة الحالية من المنتدى هو “الحلال الأخضر”، في إشارة إلى أهمية الاستدامة وتلاقي القيم المشتركة بين مفهوم الحلال ومبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات. علماً بأن مبادئ الحوكمة تعبّر عن التزام الشركات بالاستدامة البيئية والمسؤولية أمام الموظفين والمجتمع، بينما يُجسّد مفهوم الحلال النقاء والنظافة واحترام الرفق بالحيوان وفق التعاليم الإسلامية.
يجدر بالذكر أن المنتجات الحلال يجب ألا تحتوي على أي أثر من لحم الخنزير أو الكحول، فهاتان المادتان محرّمتان على المسلمين. وقال الزغبي: “لم تعد الجودة والسعر وحدهما كافيين لجذب المستهلكين، فالعالم اليوم يطالب الشركات بالالتزام الأخلاقي وبوضع أهداف تصب في مصلحة الإنسان والكوكب”.

من جهته، كشف السيد “أليسون نافارو”، نائب رئيس قطاع لحوم الأبقار في شركة “MBRF” – وهي شركة برازيلية تعتبر واحدة من أكبر شركات معالجة البروتين في العالم – بأن شركته حاضرة في الأسواق العربية منذ زمن بعيد، حيث تتواجد هناك ممثلة بعلامات تجارية مثل “ساديا” منذ أكثر من خمسين عامًا، وهي رائدة في أسواق الخليج التي تجمعها بها شراكة “بنيت على مدار عدة عقود”، على حدّ تعبيره. وأضاف : “إنها علاقة لا تثمن المنتجات وحسب بل المبادئ أيضاً”. جدير بالذكر أن الشركة هي ثمرة اندماج حديث بين مجموعة “مارفريغ” (Marfrig)، أحد كبار منتجي لحوم الأبقار، وشركة “بي آر إف” (BRF)، أحد أكبر مصنّعي لحوم الدواجن في العالم.
وبدوره أكد سعادة السفير إبراهيم الزبن، سفير دولة فلسطين وعميد مجلس السفراء العرب في برازيليا، أن حضور الدبلوماسيين العرب في المنتدى يعكس ثقة الدول العربية بالبرازيل كشريك موثوق في منتجات الحلال، مشيرًا إلى أن العلاقات بين الجانبين تتجاوز الإطار التجاري إلى روابط أعمق.
ونوّه الزبن إلى وجود إمكانات كبيرة لتوسيع العلاقات الاقتصادية بين البرازيل والدول الإسلامية، موضحًا: “تُعرف البرازيل عالميًا بتميّز منتجاتها الحلال، وهو ما يعزّز صورتها كشريك موثوق ومنافس قوي. ومع ذلك، لا يزال المجال مفتوحًا لتعزيز التعاون عبر دمج مزيد من القطاعات، وتشجيع الاستثمارات المشتركة، وتقوية الروابط الثقافية والإنسانية التي تجمع شعوبنا”.

يقام المنتدى بتنظيم من الغرفة التجارية العربية البرازيلية وفامبراس حلال لإصدار الشهادات، ويرعاه كل من:MBRF (مارفريغ – BRF)، والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، وشركة “سيارا” (Seara)، وشركة اللحوم “كارا بريتا كارنيس نوبرس” (Cara Preta Carnes Nobres)، و”إيكو حلال” (EcoHalal)، وطيران الإمارات، ومجموعة “MHE9” للخدمات اللوجستية، وشركة السفريات “Laila Travel” وشركة “Prime Company”، وشركة “SGS”. خدمات الضيافة مقدمة من شركتي “Agua Mineral Frescca” و”Pão & Arte Frozen Bread”.
أما الشركاء الاستراتيجيون فهم الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية والغرفة الإسلامية لخدمات الحلال (Islamic Chamber Halal Services). وكذلك يحظى المنتدى بدعم مؤسساتي من الرابطة البرازيلية لمصدري اللحوم، و”برازيليان بيف” (BrazilianBeef)، والرابطة البرازيلية للبروتين الحيواني، و”برازيليان تشيكن” (Brazilian Chicken)، وأكاديمية الحلال الدولية، واتحاد الغرف العربية.
*ترجمه من البرتغالية: معين رياض العيّا


