ساو باولو – تعمل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وهي إحدى منظمات الامم المتحدة بتعاون وثيق مع القطاع الخاص وتسعى لشراكات جديدة للمضي قدماً باستراتيجيتها. وتتمثل مهمة الـ UNIDO في دعم التنمية الصناعية وتعزيزها وتسريعها، من خلال الإدماج والاستدامة والابتكار والبنية التحتية القادرة على الصمود.
وكان المدير العام للابتكار والتحول الاقتصادي لأهداف التنمية المستدامة في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO غانثر بيغر قد زار مقر الغرفة التجارية العربية البرازيلية في ساوباولو، حيث بحث التعاون مع قياداتها.
وفي مقابلة مكتوبة مع وكالة الانباء العربية البرازيلية، قال بيغر إن مشاركة القطاع الخاص يعتبر عامل أساسي لتحقيق التغيرات المهمة في التنمية الاقتصادية والصناعية المستدامة، حيث أضاف بهذا الخصوص: “يمتلك القطاع الخاص المعرفة والتكنولوجيا والموارد الضرورية لذلك”.
وما فتئت منظمة الـ UNIDO تعتمد نهجاً موسعاً إزاء الشراكات مع القطاع الخاص وتعمل على زيادتها، حيث قال: “نبذل جهوداً كبيرة كي نشكل شراكات جديدة بهدف الوصول بهذه الموارد إلى مستوى جديد من المشاركة، من خلال الشراكات المبتكرة التي تعود بالفائدة على جميع الاطراف ذات الصلة”.

ومن ضمن أهداف اجتماع بيغر مع الغرفة العربية، هو فهم عمل المنظمة واستكشاف أوجه التداخل المحتملة مع أولويات منظمة UNIDO في البرازيل. وتجدر الاشارة إلى أن مهمة الغرفة العربية البرازيلية تكمن في تعزيز العلاقات بين البرازيل والعالم العربي مع تركيز خاص على القطاع الاقتصادي. من ناحيته أشار بيغر بأن منظمة الـ UNIDO تتمتع بشراكات مثمرة جداً مع المنطقة العربية.
وأردف بيغر: ” إن اتحاد الغرف العربية شريك قوي في تعاوننا المستمر خاصة من خلال مكتبنا لترويج الاستثمارات والتكنولوجيا في البحرين”. وتجدر الإشارة إلى أن هناك تعاون في الترويج للخدمات المالية وغير المالية للشركات الرائدة والمتوسطة والصغير ومتناهية الصغر، من خلال برنامج تطوير الاعمال وتشجيع الاستثمار – EDIP.
وأشار بيغر، بأن منظمة الـ UNIDO قد أطلقت مؤخراً برنامج يوجه التمويل الاسلامي والعربي لدعم الشركات المتوسطة والصغيرة، بالتعاون مع هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية – AAOIFI، واتحاد البنوك العربية – UAB وغيرهم من الشركاء.
وانطلاقاً من هذا اللقاء في الغرفة العربية البرازيلية، أشار المدير العام إلى سلسلة من من فرص التعاون في مجالات مثل الأغذية الحلال وتطوير البنية التحتية. كما تم تحديد فعاليات ومؤتمرات ذات اهتمامات ومشاركة مشتركة، التي من الممكن بحثها. وعن رأيه حول اللقاء، سلط بيغر الضوء على الأداء الواسع والقوي للغرفة العربية في البرازيل وفرص الشراكة بين المنطقة العربية والبرازيل، كما هو الحال في قطاعي الأسمدة والأغذية. والجدير بالذكر بأن الدول العربية تزود السوق البرازيلية بالأسمدة والبرازيليون بدورهم يصدرون المواد الغذائية إلى المنطقة.
وأضاف بيغر: ” لا يقتصر عمل الغرفة العربية البرازيلية في البرازيل فحسب، إذ أنها تعمل كذلك في مناطق أخرى. فالتعاون في افريقيا قد يكون شكل من اشكال التعاون الممكن. حيث أن الدول التي تعاني من النزاعات بحاجة لدعم فعال لجهودها في التعافي، ويبدو أنه هناك اهتمام مشترك للعب دور في هذا الخصوص وخاصة في القطاع الزراعي. لدينا أساس قوي من التعاون مع اتحاد الغرف العربية والذي يمتد إلى العديد من الدول الافريقية. والآن نريد أن نستكشف كيف يمكن للغرفة العربية البرازيلية أن تكون شريكة في المنطقة”.
الجوع والتغير المناخي
تعمل منظمة التنمية الصناعية UNIDO وفقاً لثلاثة أولويات، وفقاً لما حدده المدير العام جيرد مولير. وبالحديث عنها بايجاز، فإن هذه الأولويات الثلاث هي: تعزيز سلاسل التوريد العادلة والمستدامة، الحد من تدهور المناخ وتوفير الوصول إلى حلول الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والقضاء على الجوع عن طريق إضافة قيمة للغذاء من بين طرق أخرى. وقد قال بيغر في هذا السياق: “الجوع والفقر، التغير المناخي والتدهور البيئي، كلها تشكل التحديات الرئيسية التي نواجهها اليوم”.
كذلك وفقاً لبيغر، تتركز المحفظة في البرازيل بشكل رئيسي على جعل الصناعة خالية من الكربون وعلى كفاءة الطاقة. حيث أكد قائلاً: ” لدينا عدد متنامي من المشاريع التي تركز عل مجالات كالتحول بالطاقة والصناعة الخالية من الكريون والاقتصاد الدائري، والذي يظهر مواءمة كبيرة بين عملنا ومع الأهداف الوطنية البرازيلية”. وإن مجالات مثل سوق الكربون وانتاج الهيدروجين الأخضر والاسمدة منخفضة الأمونيا، هي مجالات قامت منظمة الـ UNIDO بتحليلها بوصفها نقطة تركيز محتملة في البرازيل، وكذلك إنشاء مشاريع في مجال الأعمال التجارية الزراعية.
أيضاً وفقاً لبيغر، فأن منظمة الـ UNIDO ستحظى بتمثيل قوي في مؤتمر COP30. حيث سيعقد مؤتمر الامم المتحدة حول التغير المناخي في ولاية بارا البرازيلية في شهر كانون الاول/ ديسمبر من العام الجاري. وقد تحدث بيغر بهذا الخصوص: ” تتوقع منظمة الـ UNIDO سلسلة من الفعاليات حول مسائل بالغة الاهمية، بما فيها مسألة الأمن الغذائي والأعمال الزراعية والاقتصاد الحيوي والمعادن المسؤولة والخضراء، والهيدروجين الأخضر والأسمدة منخفضة الأمونيا ذات الانبعاثات المنخفضة، والصناعة الخالية الكربون وكفاءة الطاقة. حيث تتوافق كل هذه المسائل المهمة مع المجالات المواضيعية الستة الموضحة في الرسالة الرابعة لرئيس مؤتمر COP30 “.
وقد رافق بيرجير خلال زيارته لمقر الغرفة التجارية العربية البرازيلية في ساو باولو مساعدة المشروع ماري كريستين سكابوس، حيث كان في استقبالهما كل من نائب الرئيس للعلاقات الدولية والأمين العام للغرفة التجارية العربية البرازيلية محمد مراد، وأعضاء مجلس إدارة الغرفة سامي رومية وأرتور جافيت واليساندرا فريزو ومديرة العلاقات المؤسسية في الغرفة فرناندا بالتازار.


