ساو باولو: يقوم جونيور أندرادي، المولود في مدينة فيتوريا دا كونكيستا، وهي مدينة تقع على بعد 250 كم عن عاصمة ولاية باهيا، والذي يبلغ 30 عاماً من العمر، بتنفيذ مشروعين معماريين متميزين في بلدين عربيين.
“نقوم حالياً بتطوير صالة عرض جديدة لسيارات لامبرغيني الفارهة في العاصمة القطرية الدوحة، وقصر في المملكة العربية السعودية. حيث كان عرض القصر هو العرض الأول، حيث وصلني في العام 2020 عن طريق تطبيق إنستغرام قبل فترة وجيزة من تفشي وباء كورونا. حينها لم يكن لدي أي زبون دولي حتى ذلك الوقت، وكان حلمي هو التوسع بأعمالي. عقدنا اجتماعاً مع الزبون عبر الانترنت حيث بدأ بعرض الفكرة علي”.
بعد هذا الاجتماع بفترة وجيزة، سافر البرازيلي إلى المملكة العربية السعودية للتعرف على الموقع حيث سيتم تشييد البناء. تضمن مشروع جونيور سينما وشلالات باتساع 17 متراً ومسجد ومصعد يصل بين بين مواقف السيارات والجناح الرئيسي ومسبح.
أما صالة عرض السيارات التي قام جونيور بتطويرها، فهي عبارة عن مجمع يسوق علامات تجارية لسيارات فاخرة مثل بنتلي وبوغاتي ولامبورجيني.
وبعد مباشرته هذين المشروعين الذين مازالا قيد الإنشاء، تلقى جونيور طلبات أخرى من زبائن عرب آخرين في الكويت وسلطنة عُمان. وأشار جونيور قائلاً: “بدأنا في العام 2020 فهم ثقافة التجارة المحلية العربية. واليوم أتفهم بأن العربي يحب التفاوض، يحب أن يجلس على مائدة ويتناول القهوة كما نحن البرازيليون. إنهم يختلفون عن الزبون الأمريكي، على سبيل المثال، والذي يكون غالباً مباشراً أكثر”.
ووفقاً للمعماري، فإن العرب لا يميلون إلى إبرام العقود بسرعة. ويضيف: “الآن بعد أن أصبحت قريباً من الزبائن العرب، فإنهم يمازحوني ويقولون لي أني أشبه العرب لأنني أحب التفاوض”.
ومن أجل أن يتمكن من تلبية هؤلاء الزبائن بأسرع طريقة ممكنة، قام جونيور بافتتاح مكتب له في دبي، في الإمارات العربية المتحدة. “نريد بعد عامين أن يكون لدينا تواجد أكبر هناك. واليوم شركتي لديها مقرين في ساو باولو وباهيا”.
بعد حصوله على مشروعه الدولي الأول في السعودية والوصول عملاء عرب جدد، حصل البرازيلي على عروض من أجل تنفيذ أعمال في إيطاليا والولايات المتحدة وكولومبيا وجنوب إفريقيا. ويعود تطور ونجاح الشركة وفقاً لجونيور لعاملين وهما حدوث الوباء ورؤيته التجارية الرائدة.
“في تلك الفترة (فترة الوباء) بدأ الناس بالاهتمام بالمكان الاهم في حياتهم وهو البيت. فالبيت أصبح مكان للدراسة والعمل والرياضة والحياة الأسرية كل هذا بنفس الوقت.
وبمجرد ملاحظته لهذا التحرك والتغير، قرر البرازيلي توسيع نطاق أعماله مستخدماً حقيقة أن الجميع كان يستخدم الانترنت للتواصل، وبالتالي قرر عرض مشاريعه وهكذا بدأ بالوصول إلى زبائن جدد من مختلف أصقاع الأرض.
لم يكن لدى جونيور حتى بلوغه سن الـ 17 أدنى فكرة بأنه سيصبح مهندساً معمارياً يوماً ما. حيث كانت كرة القدم العشق الوطني المفضلة لدى هذا الفتى البايانو (أي من ولاية باهيا). ويشير جونيور: “لقد ولدت في ريف ولاية باهيا ولذلك عندما كنت طفلاً فكرت بأن أصبح طبيب بيطري. وفي نفس الوقت كباقي الشبان، لعبت كرة القدم لسنوات طويلة، حتى أنني قمت ببعض الفحوصات للانضمام لبعض النوادي في ولاية باهيا، ولكني لم ألعب بشكل احترافي إطلاقاً”.
وقبل انهائه لمرحلة التعليم الثانوي، أشارت عليه والدته اختيار مهنة جيدة وبالتالي اختار الهندسة المعمارية. ويقول جونيور: “ظهرت الهندسة المعمارية في حياتي بعد أن قامت أمي بإجراء صيانة شاملة مكثفة لبيتنا عندما كنت لا زلت طفلاً. في هذه اللحظة بدأت بالانتباه لمسألة ما يتناسب مع وما لا يتناسب مع”. “بالإضافة لذلك، لقد كنت دائماً مبدع وكنت أحب الاطلاع على برامج إعدادات الصور والأشكال. هذه الصور هي التي أوصلتني لاختياري المهني”.
جونيور أندرادي للهندسة المعمارية
في العام 2016 وبعد تخرجه من الجامعة، كرس جونيور نفسه لتأسيس شركته الخاصة. وتضم محفظة شركة جونيور أندرادي للهندسة المعمارية مشاريع سكنية متنوعة من الفاخرة جداً جداً إلى تلك المساكن البسيطة.
وبالإضافة لقيامها بمشاريع في 19 مدينة في ولاية باهيا، فإن الشركة تتواجد في 6 ولايات في البلاد وهي ريو دي جانيرو وساو باولو وبارانا وباهيا زفورتاليزا وبيرنامبكوكو. ” بالإضافة لمشاريعي في عاصمة الولاية ساو باولو لدي مشاريع في كل من فينييدو وإيتاتيبا وبيراسيكابا وبارويري وغيرها من المدن. إن إحدى المشاريع الأكثر فضولية التي قمت بها كانت المقبرة البيئية الأولى في ريف ولاية باهيا”.