ساو باولو – قامت الشركة التي أسستها عائلة موريس يوسف فرانسيس منذ 12 عاماً بأول عملية تصدير لنبيذ عشتار في العام 2020. وقد اختارت الشركة التي تتخذ من منطقة الكورة في شمال لبنان مقر لها البرازيل كأول وجهة لمبيعاتها العالمية. إن اختيار هذه الوجهة من قبل الشريكة في الشركة السيدة ريتا ريجياني كان خياراً ناجعاً جداً بحيث حققت المبيعات خلال 5 سنوات نمواً بنسبة 170%.
تقول ريتا ريجياني: ” تعرفت على موريس عندما كنت أعمل في شركة للتجارة الخارجية. طلب مني موريس الذي يعمل كطبيب المساعدة في جلب أول حاوية من النبيذ الذي تصنعه عائلته إلى البرازيل، وكان ذلك خلال فترة وباء كورنا، ليرى فيما إذا كان النبيذ يلقى قبولاً في البرازيل. وقد نجح الأمر، وقد أبرمنا حينها شراكة واحدة في العام 2023، بصفتي مديرة ومنسقة المبيعات”.

مراهنين على حصرية المنتجات وتميزها، تم جلب 4 حاويات إلى البرازيل. وتقول الشريكة في مصنع عشتار للنبيذ: ” تشتري البرازيل حالياً 70% من انتاجنا، ويمكنني القول بأن زبائننا هم من البرازيليين ومن الجالية العربية. من يشتري نبيذنا هو الجيل الشاب البالغ من العمر من 25 إلى 45 عاماً، أولئك الذين يرتادون حانات النبيذ أو أبناء الجالية العربية ذوي الاصول اللبنانية والسورية الذين يشاركون في الفعاليات”.
وباعتبار أن الانتاجية قليلة حيث تصل إلى 60 ألف زجاجة سنوياً، فقد تبنت الشركة نموذج أعمال يتبع الحصرية، من خلال نشر منتجاتها فقط في مطاعم وحانات ومتاجر محددة بدلاً من نشرها في سلاسل بيع الجملة الكبيرة.
وتوضح ريتا: ” إن اختيار نقاط البيع يمر عبر تحليل الملف التأسيسي للشركات. حيث ندقق فيما إذا كانت نقطة البيع هذه تتمتع بزبائن ستضع منتجنا موضع التقدير. لقد تحولنا من شركة مبيعات B2C إلى B2B أكثر توجهاً نحو الأعمال.
وتوضح الشريكة في الشركة التي تستورد كذلك زيت الزيتون اللبناني إلى البرازيل لماذا يعتبر نبيذها متميزاً حيث تقول: ” إنها الأرض كل ما يتعلق بجودة التربة، كالأمطار والرياح حتى انواع التوابل المزروعة بالقرب، كلها تعطي مواصفات متميزة لنبيذنا. حيث تقع منطقة التربة ضمن مساحة بين الجبال والبحر الأبيض المتوسط، وهي منطقة ذات حرارة أعلى، مما يجعل عِنَبِنا مختلف عن غيره. وبسبب الحرارة، فإن نسبة الكحول هي إحدى الأسباب التي تجعل نبيذنا متميزاً، حيث يتم انتاجه في درجة حرارة أعلى من أنواع النبيذ الأخرى التي يتم انتاجها في مناطق أكثر برودة. فعلى سبيل المثال لدينا نبيذ أبيض نسبة الكحول فيه 14%، وهذه النسبة تعتبر مرتفعة بالنسبة لنبيذ أبيض

يتم الانتاج بعنب أصلي من المنطقة كعنب العبيدي والمروح وغيره من العنب الدولي مثل Cabernet Sauvignon و Sangiovese، حيث تمتلك الشركة مقراً لوجيستياً في البرازيل في منطقة سوزانو في ريف ولاية ساو باولو.
من الاقتصاد إلى النبيذ
إن مسار ريتا حتى وصولها لقيادة شركة الاستيراد كان قد بدأ بعيداً عن صناعة النبيذ. خريجة الاقتصاد والدراسات العليا في العلاقات الدولية، عملت لسنوات في التجارة الخارجية. انتقالها إلى الارجنتين رفقة زوجها قادها إلى الخوض في مجال جديد حيث أتمت دورة وتخرجت كساقية.

تستذكر ريتا قائلةً: ” لطالما كنت أقدر النبيذ، لذلك بينما كنت في الارجنتين وبمحاولة مني التقرب من السكان الأصليين، قررت الانضمام إلى دورة للسقاة. وبعد 3 سنوات من الدورة التي كانت حضورياً حصل الوباء وعدت الى البرازيل”.
وعند عودتها إلى البرازيل كانت معرفتها التقنية حول الاستيراد وشغفها بالنبيذ قد اتحدا، عندها تعرفت على شريكها في معرض للتجارة الخارجية وهو طبيب من عائلة لبنانية.
وتضيف سيدة الاعمال: ” أردت إحداث نقطة تحول في الحياة، القيام بعمل مختلف. أيقنت حينها بأنه كان تحد كبير لأنه منتج لا يتمتع بتسويق كبير في البرازيل”.
ووفقاً لسيدة الاعمال، إضافةً للبرازيل تبيع الشركة إلى الولايات المتحدة واليابان. وبالنسبة للمستقبل، تخطط شركة النبيذ لاستيراد حاوية جديدة إلى البرازيل مع ملصقين جديدين وإعادة تحديث موقعها على الإنترنت ليشمل خريطة تحتوي على جميع نقاط البيع في البلاد. إنها فلسفة التوسع. وتختتم ريتا حديثها قائلةً: ” يجب علينا ان نكون كأرزة لبنان، ننمو على جذور قوية. فمن ينمو على أساس قوي من الصعب أن يُكسر”.
اقرأ كذلك:
تقرير لريبيكا فيتوري بالتعاون مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية.


