ساو باولو – سيقوم وفد مؤلف من تسعة دبلوماسيين عرب ومقرهم العاصمة الإتحادية برازيليا، بزيارة ماناوس عاصمة ولاية الأمازون في الفترة ما بين 09 إلى 12 تشرين الثاني/نوفمبر. تتمثل أهداف الزيارة في التعرّف على المدينة الواقعة في شمال البلاد والإلمام عن كثب بخصوصيات الولاية ومنتجاتها وإمكاناتها في مجال الأعمال ومجالات التعاون الأخرى. في الصورة أعلاه، مسرح أمازوناس، البطاقة البريدية للمدينة.
وستشمل البعثة أصحاب السعادة: السفير الفلسطيني إبراهيم الزبن، سفير موريتانيا وان عبد الله إدريسا، سفير المغرب نبيل الدغدوغي، سفير تونس محمد الهادي سلطاني، سفير السودان عبد المنعم أحمد الأمين الحسين، سفير مصر وائل أحمد كمال أبو المجد، سفير جامعة الدول العربية قيس معروف خيرو شقير، القائم بأعمال السفارة الأردنية معتز خصاونة والقائم بأعمال السفارة الليبية أسامة إبراهيم عياد صوان.
وسيضم الوفد أيضاً رئيس إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البرازيلية، لياندرو فييرا سيلفا، ونائب رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية للشؤون الإدارية، السيد محمد مراد، والأمين العام للغرفة، السيد تامر منصور.
وصرَّح سعادة السفير الزبن وهو أيضا عميد مجلس السفراء العرب في البرازيل “هذه الزيارات تفسح المجال لتبادل الأفكار وإنشاء الشراكات وإمكانية المبادلات والاستثمارات. خلال السنوات الماضية، وبفضل زياراتنا، تم إطلاق العديد من المشاريع والشراكات بين الدول العربية والبرازيل. وبحضور الأمين العام للغرفة التجارية العربية البرازيلية، يتم تسهيل هذا التبادل عدا عن تبسيط وتسريع إجراءات التعاون”.
بالنسبة إلى منصور، فإن البعثات المشتركة التي تنظمها الغرفة العربية البرازيلية مع مجلس السفراء هي مهمة للغاية وتهدف لتعزيز العلاقات الفردية بين الدول العربية والولايات البرازيلية كل منها على حدة.
وأضاف الأمين العام “تــُـعتبر الأمازون ولاية مهمة لكونها بوابة الدخول للمنتجات الأكثر تصديراً من الدول العربية إلى البرازيل، مثل الفوسفات والأسمدة ومشتقاتها، وأيضاً كونها الولاية البرازيلية الوحيدة التي لديها منطقة حرة عاملة، وهي المنطقة الحرة في ماناوس، والتي يمكن أن تكون حافزاً إضافياً لزيادة الاستثمارات العربية في الولاية”.
يشمل برنامج زيارة الدبلوماسيين اجتماعات مع حاكم الولاية، ويلسون ليما عن الحزب الإجتماعي المسيحي (PSC)، وعمدة العاصمة ماناوس، آرثور فيرجيليو نيتو عن الحزب الديمقراطي الإجتماعي البرازيلي (PSDB)، ومدير المنطقة الحرة في ماناوس (Suframa)، ألفريدو مينيزيس، بالإضافة إلى زيارة مصنع هوندا، ولقاء مع رئيس اتحاد الصناعات في ولاية الأمازون (Fieam)، أنطونيو سيلفا، والمشاركة في ندوة تحت عنوان “فرص الأعمال والاستثمارات بين ماناوس والدول العربية”.
إستناداً إلى أقوال السفير الزبن، فالإجتماعات مع حاكم الولاية وعمدة العاصمة تفتح أبواباً آمنة مع الشركات الحكومية والهياكل الاقتصادية في الولاية. وأضاف السفير “مع العمدة، سنسعى أيضا إلى إنشاء مشروع لتوأمة بعض البلدان العربية مع ماناوس، التي تـُـعتبر العاصمة البرازيلية الخضراء”.
وقال السفير الذي يرأس الوفد إنه يأمل أن يلتقي رجال الأعمال من مختلف قطاعات الإنتاج والخدمات في ولاية الأمازون. وأردف “أعتقد أن أهم نقطتين في الزيارة، فيما يتعلق بالأعمال والشراكات، ستكون الاجتماع مع رجال الأعمال وزيارتنا الأولى إلى المنطقة الحرة، مما سيتيح لنا اكتشاف نماذج أعمال جديدة وأفكار مبتكرة وفتح نافذة جديدة للتعاون وإنشاء الشراكات”.
ووفقاً لما قاله منصور، فإن الاجتماع مع رجال الأعمال في اتحاد الصناعات ستكون له فوائد جمة من حيث إكتشاف طرق جديدة وفرص محتملة فيما يتعلق بمنتجات المنطقة، مثل تصدير مستحضرات التجميل والمنتجات الطبيعية من منطقة الأمازون إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي الإتجاه المعاكس، سيصلح لترويج سلع الدول العربية مثل الأسمدة والبولي ايثلين والمواد الأخرى مثل زيت الزيتون والتمور.
وقال الزبن إن الدبلوماسيين يعتزمون تنسيق زيارات لبعض المسؤولين والهيئات العربية ورجال الأعمال إلى ولاية الأمازون، ومن طرف آخر تنظيم زيارات للمسؤولين ورجال الأعمال من الأمازون إلى الدول العربية.
وأضاف السفير ” تتميز ولاية أمازوناس بالعديد من المنتجات التي لا تزال غير معروفة وتحتاج إلى واجهة لعرضها. سنقوم بأداء دورنا على أكمل وجه. هذه هي أفضل طريقة للتعبير عن تضامننا والإحترام الذي نكنه للبلد ولولاية أمازوناس. نحن ذاهبون بقلب وعقل مفتوحين وإرادة صادقة لتعميق علاقاتنا وشراكاتنا”.
وأكد على ذلك الأمين العام للغرفة التجارية العربية البرازيلية، تامر منصور، الذي قال “من وجهة نظر مؤسساتية، تعتبر الغرفة العربية هذه الزيارة أمراً أساسياً لتوطيد العلاقات مع حكومة الولاية وحكومة مدينة ماناوس، ونحن نفكر بجدية، ولربما في العام المقبل، بتنظيم بعثة خاصة من ولاية الأمازون لزيارة بعض الدول العربية”.
واستناداً لما ذكره السفير الزبن، فإن زيارة الرئيس جائير بولسونارو إلى الدول العربية في نهاية أكتوبر قد فتحت المزيد من إمكانيات التبادل بين المنطقتين، والعمل على تعزيز الصادرات والواردات، بالإضافة إلى الاستثمارات.
وأكد قائلاً “لقد فتحت الزيارة مجالاً أكبر للشركات البرازيلية الكبرى للعمل في البلدان العربية في مجالات البناء والأشغال العامة. أعتقد أن هذه الشراكة بين الدول العربية والبرازيل تشهد لحظة ولادة جديدة تـُبشر بالنمو. وفي إطار هذا الجو الواعد، الذي أعتبره فرصة ممتازة، تتم هذه الزيارة إلى ولاية أمازوناس”. واختتم حديثه معرباً عن شعور التضامن العربي “من الناحية السياسية، سوف نعرب عن تضامننا مع الأمازون، والتأكيد على موقفنا المتمثل باحترام السيادة البرازيلية والأهمية التي يشعر بها العالم العربي بشكل عام تجاه هذه الولاية البرازيلية الخضراء، التي تــُعد بحق رئة عالمنا”.
* ترجمة جورج فائز خوري