ساو باولو – تكمل وكالة الأنباء العربية البرازيلية (ANBA) عامها العشرين في السابع عشر من أيلول/ سبتمبر من عام 2023 بعد أن بنت مسيرتها في تغطية العلاقة التي تجمع البرازيل بالدول العربية. تأسست الوكالة في عام 2003 من قِبَل الغرفة التجارية العربية البرازيلية بغية تعزيز تبادل المعلومات بين العرب والبرازيليين، ومنذ ذلك الحين تمكنت الوكالة من زيادة حركة الزيارات على موقعها الإلكتروني إلى حد كبير وأصدرت نسخة منه بلغة جديدة وأضافت إليه المزيد من المساحات التحريرية كما عززت التعديلات في التصميم وفي سبل التواصل مع القراء.
وعلى مدار السنوات العشرين الماضية غطت الوكالة وقائع العلاقات السائدة بين البرازيل والدول العربية وتطوراتها، وفي هذا الصدد تقول مديرة شؤون المحتوى والتسويق في الغرفة العربية سيلفانا غوميز إنه “إذا ألقينا نظرةً على الأحداث الكبرى التي جرت على مدى هذا التاريخ الحافل بتوطيد العلاقات بين البرازيل والدول العربية لرأينا وكالة الأنباء العربية البرازيلية حاضرة فيها كلها تمارس دورًا جوهريًا في مجال التواصل وتسليط الأضواء على هذه العلاقات والتحفيز على تمتين أواصرها”.
وتحيط الوكالة في تغطيتها بالقضايا الدبلوماسية بين الدول، والتفاهمات الحكومية، والإجراءات التجارية التي تتخذها منطقة ما تجاه الأخرى، والوقائع المرتبطة بالتجارة الدولية، وقصص الشركات البرازيلية والعربية، والارتباط بين الدول من خلال التبادل الثقافي والهجرة، وغيرها من المواضيع التي تدور في فلك هذه العلاقات الثنائية، فعلى سبيل المثال غطت الوكالة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP27) الذي عُقد في مصر، والمعرض العالمي إكسبو 2020 الذي جرى في الإمارات العربية المتحدة.
كذلك تمكنت الوكالة من مضاعفة عدد الزيارات لصفحتها في السنوات الأخيرة، وارتفعت وتيرتها من نحو 28 ألف زيارة شهرية للصفحة قبل خمس سنوات إلى 60 ألف زيارة شهرية في هذا العام. كما خضع موقعها الإلكتروني لمجموعة من عمليات إعادة التصميم كان آخرها في عام 2018، وتستعد لطرحه بحلة جديدة بحلول نهاية العام الحالي، مضيفة المزيد من مزايا التصفح للهواتف المحمولة بالإضافة إلى ميزات جديدة. ومع العلم بأن الوكالة نشأت باللغتين الإنكليزية والبرتغالية فقد أضافت نسخة باللغة العربية في عام 2019 لتجذب المزيد من القراء العرب من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومنذ تأسيسها نشرت الوكالة نحو 59 ألف خبر صحفي، وسافر فريقها الصحفي بغية تغطية الأحداث في 19 بلد عربي: المملكة العربية السعودية والجزائر والبحرين وقطر ومصر والإمارات العربية المتحدة واليمن والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وموريتانيا وعمان وفلسطين والسودان وسوريا وتونس، مكررين زياراتهم إلى الكثير من هذه الدول، كما سافروا إلى 15 ولاية برازيلية. ومنذ عام 2021 عينت الوكالة صحفيًا يكتب من القاهرة في مصر، علمًا أنها تعتمد على فريق عمل ثابت مؤلف من أربع صحفيين ومترجمَين، كما تستعين بخدمات موظفين مستقلين.
في أواخر عام 2020 أطلقت الوكالة بثًا صوتيًا (podcast) تحت مُسمّى “ANBA Cast”، وأضافت في عام 2021 زاويةً لمقالات الرأي نُشر فيها 60 مقالًا كتب معظمها دبلوماسيون عرب موفدون في مهمات إلى البرازيل. يتألف البث الصوتي الذي يصدر حاليًا كل أسبوعين من 130 حلقة، ويركز برنامجه المسجل باللغة البرتغالية على تقديم تحليل دقيق للسوق بالإضافة إلى المعلومات والحوارات التي تصب في فائدة المصدّرين البرازيليين. وفي العام الماضي عمدت الوكالة إلى تعديل تصميمها ليتناغم مع هوية الغرفة التجارية العربية البرازيلية.
ويُعتبر نشر الأخبار التي يمكن أن تسفر عن أعمال تجارية جديدة واحدًا من الجوانب المهمة لوكالة الأنباء العربية البرازيلية، فهي تفتح فرصًا جديدة أمام العرب المقيمين في البرازيل وأمام البرازيليين المقيمين في العالم العربي، انطلاقًا من عمليات التصدير والاستيراد وصولًا إلى الاستثمارات والتعاون وتقديم الخدمات. وفي هذا السياق تقول سيلفانا غوميز إن “الوكالة تلعب دورًا مهمًا على صعيد التعريف بالعلامات التجارية العربية في البرازيل والعلامات التجارية البرازيلية في البلدان العربية وتقليص الهوة الثقافية بين العالمين ونقل الرسالة المناسبة والصحيحة لكل من أسواقهما”.
وفي العالم التجاري ترى المديرة في الوكالة أيضًا مصدرًا مهمًا للمعلومات حول البلدان العربية والبرازيل لأولئك المهتمين بالقيام بالأعمال التجارية، وتقول إنه “من البديهي أنك تحتاج إلى التزود بالمحتوى للتحدث مع المحاورين التجاريين، فالتحدث عن المنتَج وحده لا يكفي بل يلزمك أن تطّلع على واقع البلد وأن تجمع القليل من المعلومات حول الرياضة والمطبخ وتطّلع على تاريخ الشركات الأخرى التي حققت نجاحًا في المنطقة، ووكالة الأنباء هي الأداة المتاحة رهن استخدام الشركات كي تستعد بشكل أفضل، فهي توفر هذه المعلومات الشاملة”.
وتتحدث سيلفانا التي تعمل في الغرفة التجارية منذ عام 2021 عن العلاقة التي كانت تربطها بوكالة الأنباء في بداية أنشطتها عندما كانت تعمل كمديرة تنفيذية في مجال الترويج الدولي لقطاع المستحضرات التجميلية البرازيلية. ففي ذلك الوقت بدأت الشركات البرازيلية بالمشاركة في معرض للقطاع الآنف ذكره في دبي وساهمت تغطية وكالة الأنباء في إذاعة سيطه. وأردفت سيلفانا قائلةً: “أتولى اليوم منصب مديرة في الغرفة العربية التي تعمل وكالة الأنباء العربية البرازيلية تحت مظلتها. وضعتني الحياة على هذا الدرب، درب المشروع الذي شكّل جزءًا من حياتي المهنية ومن مسيرتي، وأنا أُكنّ الكثير من المودة تجاه هذه الوكالة”.
وستتخذ وكالة الأنباء خطوات إضافية فضلًا عن إعادة تصميم موقعها الإلكتروني الذي سيأخذ حيزًا في مجرى العام الحالي إذ ستستلم قريبًا تسويق الإعلانات الممولة والمحتوى الممول في السوق، علمًا أن الغرفة العربية تنفرد حاليًا بالصلاحية في هذا الدور، وتؤكد سيلفانا إن “هذا الدور الجديد أصبح ملموسًا وستتمكن الشركات العربية والبرازيلية من اعتماده كاستراتيجية للترويج لعلاماتها التجارية في الأسواق الأخرى”.
أما نسبة زيارات موقع الوكالة الإلكتروني من الخارج فتبلغ 35 بالمئة، وتحتل كل من مصر والإمارات والسعودية والمغرب والجزائر الطليعة في قائمة الدول العربية التي تتصفح الموقع. كذلك عقدت الوكالة اتفاقيات مشاركة المحتوى مع 10 وكالات أنباء في البلدان العربية ووكالة واحدة في البرازيل، وتعتمد على هذه الوكالات كمصادر للتزود بالمعلومات حول واقع الدول العربية، كما حاز فريق التقارير الصحفية على 11 جائزة صحفية.
ويتألف الفريق اليوم من مجموعة من الصحفيين هم على التوالي رئيسة التحرير إيزاورا دانيال والقائمَين على تحرير التقارير برونا غارسيا وماركوس كارييري، كما يتولى غيليرمي ميرندا وإلوزيو برازيليرو ترجمة التقارير إلى اللغة الإنكليزية، أما إدارة شؤون التسويق والمحتوى في الغرفة العربية فهي في عهدة سيلفانا غوميز، ويعمل الصحفي عمر عاصي لحساب وكالة الأنباء من مصر.
ترجمته من البرتغالية مريم موسى