ساو باولو – في تقريرٍ نشرته وزارة الخارجيّة البرازيليّة هذا الشّهر، و الذي حمل اسم “الجاليات البرازيلية في الخارج” أظهرت البيانات بأنّ عدد البرازيليين الذين يقيمون في الخارج، كان قد بلغ 4.59 مليون، في العام 2022، مُسجّلاً زيادةً بنسبة 4% مقارنةً بالعام 2021. أشار التقرير أيضاً إلى أنّه من بين هؤلاء المقيمين في الخارج، يبلغ عدد الذين يعيشون في أمريكا الشمالية 2.07 مليون برازيلي، في حين يتجاوز عدد الذين يقيمون في أوروبا 1.49 مليون، وفي أمريكا الجنوبية 646.7 ألف، ممثلين بذلك أكبر تجمعات برازيلية في الخارج. أمّا في منطقة الشرق الأوسط فيقيم 59.2 ألف برازيلي، بينما يبلغ العدد 39.6 ألف في قارة أفريقيا، ليصل الإجمالي إلى 98.8 ألف شخص برازيلي في هاتين المنطقتين.
ومن الجدير بالذكر أن دوافع البرازيليين لترك البلاد و التوسّع بالمجتمع البرازيلي في الخارج، عاماً بعد عام، تختلفُ حسب المنطقة. و وفقًا لروزانا باينينجر، الأستاذة الدكتورة ومنسقة مرصد الهجرة في ساو باولو، بقسم دراسات السكّان في جامعة ولاية كامبيناس (Unicamp)، فإن البرازيليين الذين يتّجهون إلى ما يُعرف بـ”الشمال العالمي”، يقومون ذلك بسبب الظروف الاجتماعية و الاقتصاديّة.
أمّا على صعيد الإحصائيات حول البلدان التي تتمركز فيها الجالية البرازيلية ، فقد أشار التقرير إلى أنّه يوجد في الولايات المتحدة أكبر تجمع للبرازيليين خارج البلاد ويبلغ عددهم 1.9 مليون، تليها البرتغال بـ 360 ألف برازيلي. تظهر الإحصائيات أيضاً وجود تجمّعات برازيلية ملحوظة في منطقة الشّرق الأوسط. يعيش في لبنان أكبر عدد منهم ويصل إلى 21 ألف شخص، تليه إسرائيل بـ 14 ألف، والإمارات العربية المتحدة بـ 9,630، فلسطين بـ 6 آلاف، سوريا بـ 3 آلاف، الأردن بـ 3 آلاف، وقطر بـ ألف برازيلي، و من ثمّ المملكة العربية السعودية بـ 650، والبحرين والكويت بـ 280 لكل منهما. أمّا في قارة أفريقيا، فيبلغ عدد البرازيليين 39.6 ألف، وتأتي أنغولا في المقدمة بأكبر تجمع برازيلي يصل إلى 27 ألف شخص. وبين الدول العربية في أفريقيا، يقيم حوالي 2,500 برازيلي في مصر، وهو أكبر تجمُّع برازيلي في دول العرب بالقارة الأفريقية.
وبحسب ما صرّحت به الدكتورة روزانا، فإنّ المهاجرين البرازيليين هم بالعموم من مجموعة عمرية شابة-بالغة، ذوي تعليم متوسط و تقني مكتمل، مع وجود زيادة تدريجية في عدد المهاجرين الذين أتمّوا تعليمهم العالي. لكن عادةً ما يجد هؤلاء الأفراد أنفسهم يشغلون بحسب قولها: “أدنى المناصب في الهيكل الاجتماعي للشّمال العالمي، حيث لم تعُد تمتلك هذه البلدان عدداً كافٍ من الشباب لتلبية تلك الاحتياجات الوظيفية”.
و لربّما من الملفت في هذه الإحصائيات هو هذا التواجد البرازيلي في فلسطين، و السيدة فاطمة و هي رئيسة مجلس المواطنين البرازيليين في البلد العربي، هي مثالٌ حيٌّ على هذا الواقع. فاطمة التي وُلدت في كامبو موراو، في ولاية بارانا، وانتقلت بعد ذلك إلى كورومبا، في ولاية ماتو غروسو دو سول، هاجرت إلى فلسطين في عام 1994. و لكونها ابنة لفلسطينيين، فقد تبعت ذات المسار الذي يسلكه معظم البرازيليين الذين يعيشون اليوم في الأراضي المحتلّة، و خاصّةً في مدينة رام الله في الضّفة الغربيّة.
تشرح السيّدة فاطمة عن هذا الواقع، فتقول: “إنّ الغالبيّة العظمى من البرازيليين الذين يعيشون هنا هم من أصول فلسطينيّة عربيّة. ترك آباؤهم المنطقة في الخمسينيات والستينيات، كحال والدَيّ، بحثًا عن حياةٍ أفضل، بقوا في البرازيل لمدة 40 عامًا، و من ثمّ عادوا. و جاء أبناؤهم إلى هنا منذ عام 1994 حتى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. إذ عندما تم إنشاء السّلطة الوطنية الفلسطينية في عام 1994، شعر الكثيرون من الفلسطينيين بإمكانية العودة إلى وطنهم الأم. و بعد أن قاموا بتكوين عائلات في الخارج، و أسّسوا أعمالاً تجارية، جاءوا للاستثمار في رام الله، جنين و الخليل. و بهذا استقروا هنا، إلّا أنّهم لم يتركوا أعمالهم في البرازيل”.
ترجمته من البرتغالية: يارا عثمان