ساو باولو – وصلت الرَسامة السورية جهيده البيطار إلى البرازيل في بداية شهر كانون الأول/ديسمبر، حيث ستقيم لمدة 45 يوماً في Kaaysá Art Residency – دار كايسا للفنون، والتي تقع على شاطئ بيوسوكانغا في ساو سيباستياو، وهي مدينة ساحلية في ولاية ساو باولو. جهيدة التي اعتادت تجسيد الحياة في الشرق الأوسط على لوحاتها تقول الآن بأن فنها قد اكتشف في البرازيل لوحةً جديدة بآلاف من الألوان الفريدة.
وقالت الفنانة جهيدة البيطار (في الصورة أعلاه) خلال زيارتها لمقر الغرفة التجارية العربية البرازيلية في ساو باولو: “ما رأيته عندما وصلت إلى ساو سيباستياو لم يكن بحراً وإنما محيطاً. كل الأماكن لها مواصفاتها، ولكن هنا مكان لا مثيل له. اللون الأخضر للغابة أخضرٌ! لم تراه عيني من قبل، حقيقةً هي أنغام فريدة. كما أن Kaaysá ليست مجرد دار للفنون وإنما هي عائلة بكل ما للكلمة من معنى. هنا تتواجد عناصر فريدة جداً، الطبيعة والسامبا حتى البرازيليون أنفسهم، كل شيء فريد، الفن يكمُنُ في كل شيء هنا”.
تستضيف Kaaysá Art Residency جهيدة وفنانة أُخرى من فلسطين، وذلك من خلال منحة يقدمها مشروع شركة لويزا إيلينا تراجانو، رئيسة مجلس إدارة Magazine Luiza ورئيسة مجموعة سيدات البرازيل. إن قدوم الفنانة إلى البرازيل جاء باقتراح من السيدة كلاوديا بارينكو عباس.
ففي نزل قديم عند سفح الغابة مواجهاً للبحر، تستضيف دار كايسا للفنون فنانين من كل أنحاء العالم. مكان مُكَرَسٌ للفن أسسته رائدة ومؤرخة الفنون السيدة اللبنانية لوردينا جان ربيع. ووفقاً لجهيدة, فإنها كانت قد أرسلت طلب تسجيلها في Kaaysá إلى الغرفة التجارية العربية البرازيلية. وبدعم من نائبة رئيس الغرفة لشؤون الاتصالات والتسويق، سيلفا انتيباس, حصلت جهيدة على المنحة في ساو سيباستياو. وتقول لوردينا جان ربيع: “سأعمل جاهدة على جلب المزيد والمزيد من الفنانين من كل الدول العربية، حيث أن الأغلبية اللذين يأتون إلى البرازيل من أصول سورية ولبنانية”.
بالإضافة إلى للقاء والتواصل بفنانين آخرين وبالطبيعة، تقدم Kaaysá لزوارها الفنانين الفرصة لتجربة الحياة الثقافية للمدينة التي تقع على بعد 160 كم. فعلى سبيل المثال، زارت جهيده متحف ساو باولو للفنون (MASP) وحضرت عرضاً في مسرح أوفيسينا.
وُلِدَتْ جهيده في العام 1991 في العاصمة السورية دمشق، ودرست في جامعة دمشق حيث حصلت على درجة الماجستير في “الفنون البيزنطية في السنوات الأولى للمسيحية”. وفي العام 2018 انتقلت جهيده إلى مدينة الشارقة – الامارت العربية المتحدة بدعوة من مؤسسة الشارقة، وتعرض أعمالها في الدول الشرق أوسطية.
تعمل جهيده بأدوات متنوعة مثل ألوان الاكريليك والألوان المائية وغيرها، وهذه الأدوات هي التي تمكنها من تجسيد تلك المشاعر التي استلهمتها من البرازيل في لوحاتها. تقول جهيده: “لكل مكان جماله، سواء كان هذا المكان مدن أو صحاري أو غابات. وتوجد داخل النفس البشرية التراجيدية والكوميديا ….. أما الطبيعة فهي مثلنا لديها مشاعر مختلطة ومتعددة. كل هذا يؤثر بي”.