أبو ظبي – على قطعة أرض في أبو ظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، يتغير مشهد الطرق والمباني التي تبقى في أذهان من يتكلّم عن هذا البلد العربي. حيث أنّ هذه الإمارة تدهشك لكونها موطن لمساحة 176 كيلومترًا مربعًا من غابات القرم؛ المعلومة التي لا يعرفها الكثيرون. ولحسن الحظ، يمكنك رؤية الغطاء النباتي هذا في زيارتك لمنتزه قرم الجبيل، وهو المنتزه الذي استقبل 300 ألف زائر العام الماضي.
تعليقًا على هذا وفي حديثها مع الصحفيين البرازيليين يوم الأربعاء (13)، ذكرت مديرة قسم التقييم البحري والمحافظة على البيئة وقطاعات التنوع البيولوجي البري والبحري هيئة البيئة – أبوظبي، السيّدة ميثاء محمد الهاملي (الصورة الافتتاحية)، أن قرم الجبيل هو الوحيد من نوعه المفتوح للزوار في الإمارة، ولكن توجد العديد من المناطق التي تحتوي على هذه الأشجار بالقرب من ساحل أبوظبي.
كما سلَّطت الهاملي الضوء على أهمية هذه المناطق لكونها بمثابة حاضنة للأسماك التجارية، التي تُولد هناك ثم تغادر إلى المحيط. وأشارت أيضًا إلى أهمية أشجار القرم تبعاً للدور الذي تقوم به في عزل الكربون. من جهةٍ أخرى أفادت الهاملي،الحاصلة على ماجستير في العلوم البيئية، بأن ترميم أشجار القرم بدأ في السبعينيات، مع سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس الإمارات آنذاك، وأن إحدى الخطوات التالية ستكون إنشاء مركز أبحاث يركّز بشكلٍ خاصّ على أشجار القرم.
وعلى هذا، فإنّ منتزه قرم الجبيل يبدو كما لو أنّه بطاقة بريدية تعبّر عن الجهود التي تبذلها أبوظبي في مجال الحفاظ على أشجار القرم. وهو يرحّب بالزوار الأجانب والمحليين، وكذلك المجموعات القادمة من الشركات أو المدارس. إذ تضيف الهاملي أن العمل مع أشجار القرم لا يركّز فقط على الترميم والبحث، وأن هناك جهودًا لرفع مستوى الوعي العام حول هذا الموضوع، وذلك عبر الأنشطة التي تتم تحت مظلّة «مبادرة القرم -أبوظبي».
يطلق منتزه الجبيل على نفسه اسم “ملاذ غابات القرم” وهو كذلك فعلًا، عدا عن أنّه بالإضافة إلى الأسماك والأشجار، فهو ملاذ للعديد من الطيور. أما الزوّار فيستضيفهم المنتزه، ويسمح لهم الممر الخشبي، المبني فوق أشجار القرم، برؤية النباتات المحلية والتنوع البيولوجي عن قرب.
ليس هذا فحسب بل هناك الكثير من الأشياء التي تجذب الزوّار، ومن بينها الكافتيريا الموجودة هناك والمكان المخصص لشراء الهدايا التذكارية. كما يوجد أيضاً في المنطقة الخارجية للحديقة متجر للحرف اليدوية، حيث تباع القطع المصنوعة يدويّاً من قِبل نساء من دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتم عرضها لتشجيعهنّ و تحفيزهنّ على العمل الذي يقمن به.
سافرت الصحفية التي أعدت هذا التقرير بدعوة من سفارة الإمارات العربية المتحدة لدى البرازيل.
ترجمته عن البرتغالية: يارا عثمان.