ساو باولو – إزداد عدد السياح البرازيليين الذين سافروا إلى الأردن في النصف الأول من عام 2019 بنسبة 39.8 في المائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2018. في المجموع، زار 9371 سائحاً البلد العربي بين شهري كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو من هذا العام. صدرت هذه البيانات في النشرة الشهرية لمكتب هيئة تنشيط السياحة الأردنية. تجدر الإشارة إلى أنه في هذه الفترة زاد أيضاً عدد ليالي المبيت للبرازيليين في الوجهة، بنسبة 27.6٪ عن العام السابق.
ما هي الأسباب التي أدّت إلى هذه الزيادة؟ تقول لنا جيزيلي أبراهاو، مديرة غلوبال فيزيون أكسيس (Global Vision Access – GVA)، الشركة المسؤولة عن التسويق والاتصالات لمكتب هيئة تنشيط السياحة الأردنية في البرازيل “اتخذ الأردن قراراً بالدخول في حقل السياحة من أبوابه الواسعة والبدء بالعمل الجدي. كانت المرحلة الأولية هي الاستثمار في هذا المجال كزراعة البذور. بدأوا باستثمار رمزي للغاية، ولن نتحدث عن قيمته، جرى التواصل مع منظمي الرحلات السياحية. وتركز الإستثمار بشكل كبير على مجال الاتصالات”.
إستلمت شركة (GVA) مسؤولية التسويق والاتصالات لهيئة تنشيط السياحة الأردنية في البرازيل إعتباراً من شهر كانون الثاني/يناير عام 2019. بالنسبة للمديرة أبراهاو، العمل على أسس علمية وتخطيط سليم لمواكبة التقدم في مجال السياحة كان سر النجاح وزيادة عدد السائحين. “بإعتقادي، كممثلة لوجهة سياحية متميزة، هو تعريف الآخرين بهذه الوجهة بشكل واضح، تتغير الأمور عندما يعرف الآخر الوجهة بشكل صحيح. بمجرد أن يعرف السائح ما هو متاح له، فلن يتردد بالقيام بزيارة ذلك البلد. كل ما فعلناه كان إظهار تنوع الفرص الفعلي الذي تقدمه السياحة في البلد”. وأضافت “كان التركيز الأكبر للشركة هذا العام ترويج الأردن كعلامة سياحية وعكس صورته كمقصد رئيسي وفريد، لا يلزم بالضرورة دمجه مع زيارة دول أخرى مثل مصر وإسرائيل.
من بين الاستراتيجيات التي تبنتها الشركة العمل على صورة البلد ككل وتسليط الضوء على الأمن والإستقرار الذي تتمتع به البلاد كميزة رئيسية. “نقل صورة الأردن كبلد آمن للغاية له تاريخ من التسامح ويحظى باحترام بلدان المنطقة بأكملها”، على حد قول المديرة أبراهاو.
ووفقاً للمديرة أبراهاو هناك عامل آخر ربما يكون قد ساهم في تنمية السياحة إلى الأردن، وهي رحلات جديدة للخطوط الجوية تربط البرازيل بالمملكة الهاشمية. ففي عام 2018، أعلنت الخطوط الجوية التركية عن تسيير رحلة جديدة تربط البلدين، وفي مطلع هذا العام تبعتها الخطوط الجوية الملكية المغربية، ومؤخراً، في شهر تموز/يوليو الماضي، واكبت الخطوط الجوية الإثيوبية الشركات الأخرى.
في المقارنة الشهرية، نلحظ زيادة بنسبة 60٪ في زيارات البرازيليين إلى الأردن في شهر تموز/يوليو وحده. ومع ذلك، أوضحت لنا المديرة جيزيلي أبراهاو أن الهدف الذي وضعته الشركة نصب أعينها للوصول إلى نسبة 10٪ من النمو في عدد السائحين البرازيليين طوال هذا العام لا يزال قائما. تم الإعلان عن هذا الهدف من قِـبَـل السيد مجد أبو عرقوب، مدير التسويق الإقليمي لهيئة تنشيط السياحة الأردنية، خلال المنتدى الإقتصادي البرازيلي-الأردني الذي نظمته الغرفة التجارية العربية البرازيلية العام الماضي، في مقرها بمدينة ساو باولو.
السياحة في الاردن لا تنحصر فقط بالبتراء
لزيادة عدد ليالي المبيت، تسعى شركة غلوبال فيزيون أكسيس (GVA) أيضاً لترويج وتسويق باقات سياحية متنوعة داخل البلد. بنظر المديرة أبراهاو، للحصول على تجربة كاملة لوجهة السفر، لا بد للسائح أن يقضي فيها سبع ليال على الأقل. وخلصت جيزيلي إلى القول “نحن نعمل على إطالة فترة إقامة السائحين البرازيليين في الأردن. البتراء جوهرة، لكن الأردن يمتلك الكثير من الكنوز. نحن لا ندخل في الحسبان زيارة ليوم واحد فقط. نطرح على الأشخاص السؤال التالي: ماذا يمكنكم مشاهدته في يوم واحد؟ حتى بالنسبة للبتراء لا يكفي يوم واحد لزيارتها، تحتاج إلى يومين على الأقل”.
من بين الوجهات التي شهدت زيادة في عدد الزوار البرازيليين صحراء وادي رم (الصورة في أعلى المقالة) والبحر الميت. وأكدت لنا جيزيلي “إزداد الطلب على رحلات وادي رم (وادي القمر) حيث توجد اليوم خيارات إقامة في المخيمات الفاخرة، على سبيل المثال. والبحر الميت أيضا. عندما كنت هناك، ذكر لي وكلاء مكاتب السياحة والسفريات في البحر الميت أن أعلى نسبة زيادة في أعداد السائحين هي للبرازيليين، وهم الذين يبيتون في فنادق ومنتجعات المنطقة أكثر من غيرهم”. من بين المعالم الأخرى التي تعمل شركة (GVA) على ترويج الزيارة إليها نذكر جرش وعاصمة البلاد، عمّـان.
* ترجمة جورج فائز خوري