“المذاق المفتوح” (OPEN TASTE) الرامية إلى تأهيل وتدريب اللاجئين والمغتربين المقيمين في البرازيل. ومنذ نيسان/ أبريل 2018 والمشروع يقدم خدماته للأجانب الذين يسعون لإيجاد مصدر للدخل في البلاد.
تقول “جوانا”: “إنني لاجئة أيضاً. وعندما وصلت إلى هنا فكرت بتصميم موقع الكتروني خاص بي لبيع منتجاتي. وشعرت بحاجة لتأهيل أشخاص آخرين. بعد عام ونصف من قدومي أصبح لدي إلمام بالبرتغالية وبدأت بتقديم المساعدة للعائلات السورية، من خلال ترجمة ما كان بإمكاني ترجمته. هدفي هو خلق مجتمع يتعاون أفراده فيما بينهم. فأسألهم: من أنت وأين تريد أن تصل؟ وأنصح الشخص المعني أن تحقيق هدفه يتطلب اتباع الخطوات 1 و2 و3 و4 وأنه باستطاعتي أن أوفر له الخطوتين 1 و2، أو بإمكاني أن أضعه على إتصال مع الأشخاص المعنيين، وبعد ذلك عليه أن يتكل على نفسه لإنجاز ما تبقى من خطوات وتحقيق ما يربو إليه. الكثيرون يسألوني كيف أتكلم البرتغالية جيداً، إذ أنني وصلت إلى البرازيل دون أي إلمام باللغة”. والجدير بالذكر أن “جوانا” تعلمت اللغة بفضل إصرارها والتدريب المستمر عن طريق مشاهدة مسلسلها المفضل “فريندز” (FRIENDS) باللغة البرتغالية.
وفي سوريا، كانت “جوانا” تسكن في العاصمة دمشق. وتتابع حديثها عن جذورها فتقول: “لقد ولدت في أسرة رائدة أعمال. وأنا أفتخر وأعتز بذلك. لم أكن قد عملت سابقاً في مجال المأكولات، لكن لدي أعمام يديرون مطاعم، وأخي ممتهن مهنة الطبخ “شيف”. وبالتالي فموضوع الطهي تردد على مسمعي كل يوم، لكني لم أكن أدرك أن هذه المهنة ستخدمني يوماً ما”. وحالياً تتلقى “جوانا” دعم متطوعين من جمعية “بازي كولابوراتيفا” (Base Colaborativa)، المتخصصة بدعم المشاريع الصغيرة، والإسهام في تخطيط أعمالها”.
بدأ مشروع “المذاق المفتوح” (OPEN TASTE) باستئجار مساحة “بيت الطعام” (HOUSE OF FOOD) لإنشاء مطعم مشترك، يمارس فيه اللاجئون أعمال الطهي ويبيعون المأكولات الجاهزة. لكنه الآن استولت عليها الرغبة في الإبتكار وتحسين المبادرة. تقول شارحة: “شعرنا بالحاجة إلى إمتلاك مساحة والتفكير بمستقبل هؤلاء الأشخاص. الأمر لا يتعلق فقط بالتردد على المكان فقط للبيع. وبالتالي فالهدف هو وضع برنامج على مدار السنة ليعملوا وليكتسبوا خبرة حقيقية وليفكروا في مستقبلهم وليس فقط في مبيعاتهم الحينية”.
وقد ساهم المشروع منذ إطلاقه في تقديم المساعدة لـ 13 أسرة لاجئة تعمل في مجال بيع المأكولات، وخاصة للعائلات القادمة من دول عربية كسوريا، وفلسطين، والعراق. والفكرة المرجو انجازها تنص على المباشرة في عملية التأهيل المسماة بـ “التمكين عبر تجربة اللجوء”، والتي سيتم انجازها على ضوء استراتيجيات طويلة الأجل، في مكان مناسب. “نحن بحاجة إلى مكان لإنجاز برنامج مهني، بدءًا بعملية التدريب. عندما رأينا أنه لا يوجد موارد مادية كافية للاستمرار، أطلقنا حملة تبرعات عبر الإنترنت وحصلنا من جرائها على 6 آلاف ريال برازيلي، كما تم التبرع بمبلغ 20 ألف ريال برازيلي بشكل موازي. نحن بحاجة للوصول إلى هدف الـ 100 ألف ريال برازيلي لتحقيق حلمنا”، صرحت “جوانا”.
وتقوم السيدة السورية بتسويق المشروع لجذب اهتمام العملاء للاجئين، ولا تتوانى عن مساعدتهم في أمور أخرى. تقول “جوانا”: “على الأغلب يعمل الزوج والزوجة معاً ويشتريان المكونات اللازمة. لكنه إذا دعت الحاجة فإنني أعمل كمتطوعة، فألبي طلبات الزبائن، وأدخل إلى المطبخ لتقطيع الطعام. لقد رأينا أنه من المهم الإهتمام بالآخر وبحياته المهنية”.
ترجمة صالح حسن