ساو باولو – في زيارة رسمية إلى جمهورية البرازيل الاتحادية، افتتح وزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، معالي السيد نبيل عمار، في يوم الخميس 11 تموز/يوليو، المكتب التجاري والقنصلي التونسي في ولاية ساو باولو التابع لسفارة الجمهورية التونسية في البرازيل. حيق يقع المكتب في شارع أفينيدا باوليستا، وسيقوم بأعمال الترويج التجاري في البرازيل وتقديم الخدمات القنصلية للجالية التونسية المقيمة في البرازيل.
كما شارك معاليه في الملتقى البرازيلي التونسي الذي عقد في مقر الغرفة التجارية العربية البرازيلية ، التي تتخذ من ساو باولو مقراً لها كذلك، وتحدث إلى الصحفيين معرباً عن حماسه للتقارب بين بلده والبرازيل كدولة عضو في مجموعة البريكس، ولاستئناف بيع الأسمدة التونسية إلى السوق البرازيلية وفرص زيت الزيتون المنتج في بلاده.
وذكر لدى افتتاحه المكتب أن تونس تعمل جاهدة لتسهيل الخدمات للمواطنين التونسيين المقيمين في الخارج. وقال إن بلاده تريد علاقة مع هؤلاء التونسيين تتجاوز الخدمات القنصلية وتشمل التعاون. وقال معاليه قبل إزاحة الستار عن اللوحة الخاصة بالمكتب الجديد: “التونسيون لديهم صورة جيدة جداً في الخارج ويمكنهم دعم البلاد”. كما شكر الوزير الغرفة التجارية العربية البرازيلية على دعمها القيم لافتتاح هذا المكتب.
وصرح الوزير لوكالة الأنباء العربية البرازيلية ANBA، مسلطاً الضوء على حقيقة أن البرازيل جزء من مجموعة بريكس، وهي المجموعة التي تشكلت بالأصل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا وانضم إليها حالياً أعضاء جدد، والعلاقات الجيدة التي تربط بلاده بدول الكتلة. وحول البرازيل، قال الوزير إن وجهات النظر فيما يتعلق بالسيناريو الدولي هي نفسها وأنه يريد التعاون مع البلاد. وأضاف: “نحن بلدان الجنوب متشابهون ويمكننا العمل معا بشكل أكبر”.
كما تحدث الوزير في المقابلة الصحفية مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية عن استعداد تونس لتصدير المزيد من الأسمدة إلى البرازيل. الجدير بالذكر بأن تونس قد زودت السوق البرازيلية بـ 200000 طن من الأسمدة في العام 2013، ولكن منذ ذلك الحين لم يتجاوز الحجم أكثر من 100000 طن. وفي العام الماضي تم شحن 30 ألف طن فقط وهذا العام لم يتم تصدير المنتج إلى البرازيل.
وأضاف الوزير إن اقتصاد بلاده يتعافى، بعد 10 سنوات صعبة، وأن الاتجاه هو عودة تونس إلى توريد الأسمدة إلى البرازيل، حيث تعمل من أجل ذلك وتريد بيع المزيد. كما سلط الوزير الذي يزور البرازيل برفقة وفد من رجال الأعمال الضوء على وجود ممثل لقطاع الأسمدة ضمن الوفد المرافق.
وردا على سؤال حول ما إذا كان بإمكان تونس تزويد البرازيل بزيت الزيتون بأسعار أقل من زيت الزيتون الأوروبي، حيث يواجه البرازيليون ارتفاع بأسعار زيت الزيتون في محلات السوبر ماركت، قال الوزير إن بلاده مستعدة لبيع المزيد من زيوت الزيتون للبرازيليين. هذا هو القطاع الذي تتقدم فيه تونس كمورد من البرازيل، حيث تم شحن 690 طنا هذا العام حتى حزيران/يونيو وهناك مشاركة كبيرة للعلامات التجارية التونسية في المنطقة كعارضين في معرض Apas للمواد الغذائية الذي أقيم في ساو باولو هذا العام.
الملتقى
وخلال الملتقى الذي عقد في الغرفة التجارية العربية البرازيلية، قدم الوزير للحاضرين وصفاً للعلاقات التونسية البرازيلية المتميزة في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، وعرضاً عن بلاده على المشاركين، مؤكداً على قيمة الموارد البشرية التونسية وموقع البلاد المتميز السلمي والآمن والفرص التي يمكن أن تقدمها للشركات البرازيلية في تونس نفسها وفي البلدان القريبة منها.
وكان قد تخلل الحدث الذي عقد في الغرفة العربية البرازيلية، إضافة إلى كلمة الوزير، سلسلة من المستجدات الأخرى، مثل إعادة تفعيل مجلس الأعمال البرازيلي التونسي، وتوقيع خطاب نوايا بين الصيدلة المركزية التونسية والجمعية البرازيلية لصناعة المدخلات الصيدلانية (Abiquifi) ، وتسليم إعادة إصدار كتاب “المقدمة” لابن خلدون، كما تخلله مناظرات مع ممثلي القطاع الخاص التونسي، وعرض حول منصة Ellos (سلسلة الكتل – Blockchain) التي تقوم الغرفة العربية البرازيلية من خلالها بتحويل التخليص الجمركي لتجارة البرازيل مع الدول العربية إلى عملية رقمية.
المكتب التجاري القنصلي
وافتتح معالي السيد نبيل عمار المكتب التجاري والقنصلي التونسي إلى جانب السفير التونسي في البرازيل، سعادة السيد نبيل الاكحل الذي قاد المبادرة. وخلال الحفل وبعد الحديث عن التوقعات حول العلاقة مع الجالية التونسية في الخارج، أفاد الوزير أن اجتماعاً سيعقد في آب/أغسطس في تونس يتعلق بالجاليات التونسية في الخارج، حتى يتمكن الناس من التعرف على بعضهم البعض وحتى يتمكنوا من تقديم ما لديهم ليقدموه لبلدهم الأم. حيث قال “ما يوحد التونسيين في الخارج هو حبهم لبلدهم”.