ساوباولو – على الرغم من كون البرازيل مصدرًا رئيسيًا في المنطقة، إلا أنها تستورد أيضًا المواد الغذائية ولديها فرص لاستيراد المنتجات التي توفرها الأردن. تمت الاشارة عن هذه الفرص المتاحة في السوق البرازيلي، يوم الأربعاء الموافق 18 مايو، في ندوة بعنوان، الأردن والبرازيل – التحديات والفرص، التي عُقدت في مقر الغرفة التجارية العربية البرازيلية، وذلك بحضور رجال الأعمال الأردنيين والبرازيليين. جدير بالذكر أنه يوجد الان في العاصمة ساوباولو وفد أردني لحضور معرض أباس للمنتجات الغذائية.
ووفقًا للشرح الذي قدم في الندوة من قبل مدير قسم الذكاء التسويقي في الغرفة التجارية العربية البرازيلية، ماركوس فينيسيوس، حيث ذكر أنه توجد فرص جيدة للأردن لبيع منتجاتها من الزيتون، الخوخ، التمر، التوابل، البذور، الثوم، الطماطم، الفراولة والأطعمة المصنعة إلى البرازيل. ووفقًا للبيانات الموضحة، فالثوم يعد أحد المنتجات الغذائية القليلة التي تبيعها الأردن بالفعل الى البرازيل.
كما تحدث فينيسيوس إلى الأردنيين حول الفرص المتاحة حاليًا في سوق المواد الغذائية البرازيلية، بسبب انخفاض بعضالضرائب المفروضة على الاستيراد، حيث ذكر أن الحكومة البرازيلية قد أعفت بعض المنتجات الأساسية من ضريبة الاستيراد حتى نهاية هذا العام، كوسيلة لخفض التضخم، تشمل الاعفاءات، اللحم البقري المجمد الخالي من العظام، وقطع الدجاج المجمدة وأحشائها، دقيق القمح ، المخبوزات ، المعجنات البسكويت، والذرة على هيئة حبوب.
البرازيل العملاقة
تعتبر البرازيل سابع أكبر سوق للمواد الغذائية في العالم، بقيمة تجارية تبلغ 250 مليار دولار أمريكي سنويًا في هذا القطاع. وتشير التقديرات إلى أن هذه القيمة ستصل إلى 262 مليار دولار أمريكي في العام 2025. فجزء كبير من الاستهلاك يوجد في الأسواق التجارية الإلكترونية، ومحلات الأسواق التجارية الكبيرة. ووفقًا لماركوس فينيسيوس، فإن الطلب على المواد الغذائية العضوية، والمكملات الغذائية آخذ في الارتفاع في البرازيل، ويرجع ذلك أساسًا إلى كوفيد -19 ، حيث بدأ الناس يرغبون في تقوية جهاز المناعة لديهم.
اضاف بأنه مع ذلك، لا تشارك الدول العربية إلا قليلاً في هذا السوق. جدير بالذكر أن البرازيل استوردت العام الماضي بما يقدر بـ12 مليار دولار من المواد الغذائية، منها 118.6 مليون دولار جاءت فقط من الدول العربية. وكان من بين أكبر الموردين العرب، المغرب بنسبة 37%، مصر 36%، عمان 16%، تونس 9% ولبنان 1%. وكان نصف اجمالي المنتجات المباعة للبرازيل هي، السردين المجمد، ثم بعد ذلك الخضروات المحفوظة، زيت الزيتون، النباتات، التمر، المكسرات، بذور اليانسون، البرتقال، الخضروات المجففة، البصل والثوم.
الأردن لا تعتبرمن بين موردي الأغذية العرب الرئيسيين للبرازيل، وذلك على الرغم من تصدير منتجاتها إلى العالم. فقد باعت الأردن في العام الماضي ما قيمته 292 ألف دولار أمريكي من الثوم إلى البرازيل. قدم رئيس الجمعية الأردنية للتمور، أنور حداد، في الندوة التي عقدت في الغرفة التجارية العربية البرازيلية، لمحة عامة عن الإنتاج الزراعي الأردني، حيث ذكر أن الأردن تزرع الطماطم، والكوسا، والباذنجان، والخيار، والبطاطس، والقرنبيط، والبطيخ، والقمح، والشعير، والحمضيات، والزيتون، والعنب، والتفاح والتمر. وتتكون صادرات القطاع بشكل رئيسي من الخضار والحبوب والتمور.
فرصة للنمو
وقد أجمع المتحدثون على رأي مفاده أن التجارة بين البرازيل والأردن بحاجة إلى الازدهار والتقدم. هذا وقد افتتحت ناهد شيكاني، أمين خزانة الغرفة العربية، الندوة، وتحدثت عن الحاجة إلى إزالة العقبات التي تعترض هذا النمو، مثل التكاليف اللوجستية، وقواعد الجمارك البيروقراطية، والمعلومات القليلة عن السوق البرازيلية، والمنافسة مع السلع الأوروبية وسلع أمريكا الشمالية و نقل المنتجات. قالت شيكاني، توجد أمور صعبة، ولكن ليست معوقة لتحفيز التبادل التجاري بين الأردن والبرازيل.
هذا وقد وقعت الغرفة التجارية العربية البرازيلية مذكرات تفاهم خلال الندوة (الصورة الافتتاحية) مع جمعية رجال الأعمال البرازيلية الأردنية وغرفة صناعات عمان. فمن خلال الاتفاقيات، يجب أن تتعاون المؤسسات وأن تساعد على تعزيز التجارة بين البرازيل والأردن. واقترح فتحي الجغبير، رئيس غرفة صناعة عمان ورئيس غرفة الصناعات الأردنية في كلمته بالندوة، الى دراسة مجالات التصدير والاستيراد المحتملة بين البلدين، حسب مصالح كل جانب، وإضفاء الطابع الرسمي عليها مع حكومات البلدين.
قال رئيس جمعية الأعمال البرازيلية الأردنية جمال فريز، إن البعثة الأردنية في البرازيل تهدف إلى توسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين والعمل على تخفيف المخاطر. وقال، بهذه الطريقة نساعد بلداننا على التغلب على الأزمة التي جاءت مع الوباء، الى جانب دخول أسواق جديدة. وتحدث عضو مجلس الشيوخ الأردني عيسى مراد في الندوة، عن الرغبة في توسيع التعاون بين البلدين، ويرى أن ذلك يجب أن يبدأ بالقطاع الخاص، كما يتم الان من خلال البعثة.
وأشار السفير الأردني في البرازيل، معن مساعدة، إلى أن العلاقات بين البرازيل والأردن مزدهرة دائماً، ولم تكن بعد المسافة عائقا أمام التجارة والتفاعلات الاخرى. أضاف مساعدة، لقد نمت تجارتنا الثنائية في السنوات الأخيرة على الرغم من التحدي المتمثل في كوفيد 19. ففي العام 2020 ، بلغت التجارة الثنائية 240 مليون دولار أمريكي، وفي العام 2021 وصلت إلى 423 مليون دولار. فنحن نتطلع إلى المزيد من التبادل التجاري هذا العام.
الاستثمارات ومستحضرات التجميل
كما تحدث في الندوة رئيس جمعية المصدرين الأردنيين أحمد الخضري، الذي يشغل منصب نائب رئيس غرفة صناعة عمان والمدير العام لشركة عدنان الخضري وأولاده للتجارة. دعا الخضري البرازيليين إلى الاستثمار في الأردن، كما ذكر كيف ان قطاعات الأسمدة والمواد الخام والصناعات الدوائية تعتبر من القطاعات واعدة. جدير بالذكر أن الأردن تصدر الأسمدة إلى البرازيل.
هذا وقد تحدث رجل الأعمال البرازيلي لوكاس ميندس، الرئيس التنفيذي لصناعة مستحضرات التجميل فيتا جولد، في الندوة عن تجربته في السوق الأردني. لقد استطاعت الشركة تحقيق شراكة إستراتيجية في الأردن ولديها اليوم أحد أكثر أسواقها الواعدة في الخارج. توجد منتجات الشركة في 60 دولة. واختتمت مديرة الأعمال الجديدة في الغرفة التجارية العربية البرازيلية، دانييلا لايت، الندوة التي أعقبها اجتماعات بين رجال الأعمال البرازيليين الحاضرين في الندوة مع رجال الأعمال الأردنيين.
قامت جمعية الأعمال البرازيلية الأردنية بتنظيم البعثة الأردنية إلى البرازيل، بالتعاون مع بيت التصدير الأردني ، وبدعم من الغرفة العربية والسفارة الأردنية في البرازيل.
ترجمة أحمد سمير