ساو باولو – تقوم مؤسسة الخدمة الوطنية البرازيلية للتعليم الصناعي (SENAI) بإعداد برنامجاً لنقل خبرتها في مجال التعليم عن بعد لدورة الهندسة الميكانيكية وفي التأهيل عبر التعليم الالكتروني إلى مكتب التكوين المهني وتعزيز العمل (OFPPT) في المغرب. وتأتي هذه المبادرة في إطار اتفاقية التعاون قيد المباحثات بين البرازيل والمغرب. في الصورة أعلاه، حفل التخرج عبر الإنترنت لطلاب مؤسسة الخدمات الاجتماعية للعاملين في الصناعة (Sesi) / التابعة لمؤسسة الخدمة الوطنية البرازيلية للتعليم الصناعي (SENAI).
تقوم وكالة التعاون البرازيلية (ABC)، وهي المؤسسة المسؤولة عن تنسيق التعاون التقني الدولي للبرازيل والتابعة لوزارة العلاقات الخارجية البرازيلية، بالاشتراك مع سفارة المغرب في برازيليا، بإجراء هذا التقارب بين حكومة البلدين، والذي يتضمن تبادل الخبرات بين مؤسسة الخدمة الوطنية البرازيلية للتعليم الصناعي (SENAI) وَمكتب التكوين المهني وتعزيز العمل (OFPPT) في المغرب. وصرّح ممثل وكالة التعاون البرازيلية (ABC) إلى وكالة الأنباء العربية البرازيلية بأن “المشروع المذكور قيد التفاوض بين الحكومتين البرازيلية والمغربية”.
تقدم مؤسسة الخدمة الوطنية البرازيلية للتعليم الصناعي (SENAI) دورات تأهيل تقني ومهني في 28 قطاعاً صناعياً في البرازيل، سواء على مستوى الدورات التكنولوجية وفي دورات مستوى التعليم العالي والدراسات العليا، وعادة ما تلبي برامجها متطلبات التأهيل الدولي لتدريب الطلاب المحليين أو لنقل الخبرة إلى المنظمات والمعاهد الأخرى حول العالم. كما يعمل مكتب التكوين المهني وتعزيز العمل (OFPPT) في مجال تأهيل اليد العاملة للقطاع الإنتاجي في المغرب.
وقال المدير التنفيذي للتعليم المهني والتكنولوجي في مؤسسة (SENAI)، السيد فيليبي مورغادو، في حديث لوكالة الأنباء العربية البرازيلية أن المجالين قيد الدراسة ليكونا موضع تعاون مع المغرب وتمّ اختيارهما كونهما موضع اهتمام للجانب المغربي. في المجال الأول، ستقدم مؤسسة (SENAI) برنامج تطوير دورة الهندسة الميكانيكية، وفي المجال الآخر، ستقدم دورة دراسات عليا لتدريب المدرسين القائمين على الدورات لإعطاء الدروس عبر الإنترنت. وأوضح مورغادو “تسعى المبادرة إلى نقل التحولات الرقمية الجارية على المؤسسات التعليمية إلى بلدان أخرى”.
ستكون مؤسسة (SENAI) شريكة للحكومة البرازيلية في اتفاقية التعاون مع المغرب، وستنقل المعرفة إلى مكتب التكوين المهني وتعزيز العمل (OFPPT) ليتمكن بدوره بتقديم الدورات بشكل ملائم، من إعداد مواد الدورة إلى تدريب الأساتذة الذين سيقومون بتدريسها. “دورنا في هذه المبادرة ما نسميه في المجال الدولي ببناء القدرات. لا يمكننا تقديم الدورة فحسب، بل يجب أن نمدّ الشريك بالكفاءة اللازمة لإدارتها”، كما عبّرت تاتيانا فرح ميللو، الأخصائية في العلاقات الدولية في مؤسسة (SENAI).
كما أكد مورغادو “هذه المجالات هي جزءاً لا يتجزأ من الثورة الصناعية الرابعة، وذلك لتطوير تكنولوجيات جديدة”، معلقاً عن قطاعات التعاون المحتمل مع المغرب. وأضاف بإن مؤسسة (SENAI) تحتل دائماً مرتبة بارزة في – بطولة العالم للتعليم المهني (WorldSkills) – خاصة في الهندسة الميكانيكية، وأن تدريب المدرسين هو أمر ضروري في جميع البلدان. وأردف: “تهتم جميع الحكومات بإطلاع المدرسين على كل التحديثات في مجال التعليم ليتمكنوا من إدخال التقنيات الجديدة بأسرع وقت في حياتهم اليومية”.
الخبرة والسمعة
قالت ميللو أن مؤسسة (SENAI) تعمل في مجال التأهيل الدولي منذ 30 عاماً ونشاطاتها قائمة في جميع القارات. وأوضحت الأخصائية “بدأنا بالدول الناطقة بالغة البرتغالية، من إفريقيا إلى تيمور الشرقية، ثم توسعنا. لقد تغلبنا بالفعل على حواجز الاختلاف اللغوي والثقافي”، وتابعت قائلة بأن التدريب يُقدم عادةً بلغة البلد. يتم حالياً التعاون مع شركات عالمية الكبيرة، تسعى للحصول على خبرة مؤسسة (SENAI) في التعليم المهني.
بعد أن نالت كل التقدير في مجال التأهيل الحضوري، بدأت مؤسسة (SENAI) في عام 2012 بالاستثمار في مجال تقديم دورات التأهيل عن بعد، التي لا تتطلب الحضور إلى كل مواد المنهاج بل بعض منها فقط مع استخدام التكنولوجيا بشكل واسع. ولعل هذه الخطوة ساعدتها بشكل كبير لدرجة أنه عند وصول جائحة الكوفيد -19، في أوائل عام 2020، كانت المؤسسة مستعدة لمواصلة عملها في السيناريو الجديد للتعليم الرقمي. وتابع مورغادو: “لدينا حاليًا أكثر من 120 ألف ساعة من دورات التعليم عن بعد، وهناك أكثر من 620 دورة تقنية تم تطويرها باستخدام مكثف لأجهزة المحاكاة ثلاثية الأبعاد، لمطابقة الواقع بأكبر قدر ممكن”.
وقد حصلت مؤسسة (SENAI) باعتراف الكثير من الدول بجودة أعمالها، وبشكل رئيسي من خلال الشهرة الدولية التي تحققت في بطولة العالم للتعليم المهني وغيرها من الأحداث العالمية، وهذه الدول هي الآن بصدد الاعتراف بقدرتنا التنموية للتأهيل عبر الإنترنت. وأردف مورغادو: “جعل الوباء البلدان الأصغر تشعر بالحاجة للحصول على هذه التقنيات والمشاركة في هذه العملية”.
وكالة التعاون البرازيلية
في اتفاقية تبادل الخبرات مع المغرب، ستلعب مؤسسة (SENAI) دور الهيئة التنفيذية الفنية لطلب حكومي للتأهيل. واستناداً إلى المعلومات التي أدلت بها وكالة التعاون البرازيلية (ABC) إلى وكالة الأنباء العربية البرازيلية، فإن التعاون بين مؤسسة (SENAI) وَمكتب (OFPPT) هو قيد التفاوض “بهدف إعداد مشروع رسمي يمكن تنفيذه من خلال التوقيع على اتفاقية تكميلية لاتفاقية التعاون العلمي والتقني والتكنولوجي الموقعة بين البلدين في عام 1984، والتي تحدد الإطار القانوني للتعاون الثنائي”.
وأفادت وكالة التعاون البرازيلية (ABC) أن تأسيس الشراكات من قبل الوكالة يعتمد، من بين معايير أخرى، على تلبية الطلب الرسمي للدولة المهتمة بالتعاون. ووفقاً لوكالة التعاون البرازيلية (ABC)، يوفر التعاون التقني البرازيلي القدرات التقنية والتكنولوجية والصناعية والخدمية من أجل المساهمة في تنمية البلدان الشريكة ويتم تنفيذه من خلال تعبئة مجموعة من المعارف والممارسات والخبرات والتقنيات المتاحة في المؤسسات الوطنية المتميزة، التابعة للجهات الحكومية أو من القطاع العام أو القطاع الخاص، مثل مؤسسة (SENAI).
*ترجمة جورج خوري