ساو باولو – بدافع تخديم الجالية البرازيلية المقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة والدول القريبة منها، افتتحت مجموعة “أوني سيزومار” (UniCesumar)، وهي مؤسسة للتعليم العالي من ولاية بارانا البرازيلية، مركزًا لها في دبي عام 2019. وخلال أشهر قليلة، كان عدد المسجلين قد بلغ 200 طالب. وخلال ست سنوات تجاوز عدد الطلاب الذين التحقوا بالدراسة هناك 1.100 طالب. واليوم يوجد نحو 450 طالبًا مسجلين فعلياً ومتوزعين بين الدراسات الجامعية والدراسات العليا.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية (أنبا) قالت مديرة عمليات المركز “أنجليكا ووكر”: “منذ البداية، في مارس 2019، حظينا بترحيب ممتاز داخل الجالية المقيمة هنا، فقد كنا الأوائل الذين منحوا البرازيليين فرصة تحقيق حلم الحصول على شهادة جامعية رغم بُعدهم عن الوطن”. تعيش أنجليكا في الإمارات منذ عام 2017، وهي حاصلة على شهادة في الأدب والسكرتارية التنفيذية وعملت كمضيفة طيران لثمان سنوات في البرازيل قبل هجرتها.
عام واحد فقط بعد الافتتاح، اندلعت جائحة كورونا التي كان من الممكن أن تعرقل خطط المركز، إلا أن ما حدث هو خلاف ذلك، فطبيعة المشروع القائمة على نموذج التعليم عن بُعد، ساعدت بتسريع نموه. فإلى جانب غياب التعلم الحضوري، الذي كان ضروريًا آنذاك، سادت مخاوف واسعة النطاق تتعلق بالمستقبل المهني.

وتضيف أنجليكا:”في ظل حالة عدم اليقين الوظيفي التي سادت خلال تلك الفترة، ازدادت رغبة الناس في التخطيط للمستقبل، ولذلك شهدنا إقبالًا كبيرًا على برامج البكالوريوس والتخصصات في ذلك الوقت. خلال الجائحة، وصلنا إلى 400 طالب، واضطررنا إلى التعاقد مع مُدرّستين جديدتين للمساعدة في عمليات التسجيل والدعم الأكاديمي”.
يقدّم المركز اليوم أكثر من 50 فرعاً جامعياً وأكثر من 100 برنامج للدراسات العليا. وتُعد الفروع التكنولوجية الأكثر جذبًا للطلاب، نظرًا للطلب المتزايد عليها في سوق العمل، وتشمل مجالات مثل الأمن السيبراني، وتحليل البيانات، والإعلام الرقمي، والذكاء الاصطناعي وغيرها. أما في مرحلة الدراسات العليا (مابعد التخرج الجامعي)، فإن البرامج الأكثر طلبًا تتركز في مجالات إدارة الموارد البشرية والقطاع الصحي، بالإضافة إلى اختصاصات التكنولوجيا مثل لغات البرمجة وتكنولوجيا المعلومات.

ويُعد فرع البكالوريوس في التربية البدنية الأكثر تسجيلًا بين جميع التخصصات، والسبب في ذلك مثير للفضول نوعًا ما: فبحسب أنجيلكا، العديد من البرازيليين المقيمين في الإمارات هم مدربو “جوجيتسو” يعملون لدى الحكومة الإماراتية، التي أدرجت هذه الرياضة كمادة إلزامية في المدارس الابتدائية والثانوية، وكذلك في القوات المسلحة.
وتضيف الموجهة: “نستقبل أيضًا العديد من أفراد عائلات هؤلاء المدربين، إلى جانب مضيفي طيران وطيارين عاملين في شركات الطيران بالشرق الأوسط — وغالبيتهم يدرسون إدارة الأعمال أو الموارد البشرية أو الاقتصاد — وكذلك المغتربين البرازيليين العاملين في الشركات البرازيلية الكبرى في الإمارات مثل “BR Foods” و”Tramontina”.
تتراوح أعمار معظم الطلاب هناك بين 30 و50 عامًا، ويقيم أغلبهم في دبي والإمارات الأخرى، غير أن هناك أيضًا طلابًا من دول مجاورة مثل قطر والبحرين والسعودية والكويت، وهؤلاء يتوجب عليهم الحضور إلى المركز مرة واحدة في الشهر لأداء الامتحانات الحضورية.

وبما أنه مركز للتعليم عن بعد، فالهيكل التعليمي بأكمله موجود في المقر الرئيسي بمدينة “مارينغا” بولاية بارانا. حيث يتم تسجيل المحاضرات ونشرها على المنصة الافتراضية للجامعة، ويطلب فقط من الطلاب إجراء الاختبارات النهائية بشكل حضوري. وتوضح أنجيلكا: “ينحصر عملنا في دبي بالترويج للتخصصات وتقديم بعض الخدمات الافتراضية كاستيفاء الرسوم والإجابة على استفسارات الطلاب”. كما يحظى المركز بدعم إداري من المدير المسؤول عن الفروع الخارجية في المقر الرئيسي بمارينغا، روبرتو فاليريو.
وبسبب هذا النموذج، فإن فريق العمل المحلي صغير، يضم خمسة أشخاص فقط، من بينهم “ميغيل روميرو”، مدير المركز وصاحب فكرة تأسيس فرع UniCesumar في العالم العربي. ميغيل، المولود في مارينغا والمقيم حاليًا في أبوظبي، هو طيار تجاري ورجل أعمال يمتلك مشاريع أخرى في كلٍّ من الإمارات والبرازيل.
إلى جانب مركز دبي، تمتلك UniCesumar فرعين دوليين آخرين يعملان بالنظام ذاته: واحد في جنيف بسويسرا وآخر في جوسو باليابان.
هذا التقرير من إعداد ديبورا روبين بالتعاون مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية (أنبا)
*ترجمه من البرتغالية: معين رياض العيّا


