ساو باولو – افتتح المغرب مكتبًا سياحيًّا رسميًّا في مدينة ساو باولو بهدف الترويج للبلد كوجهة سياحيّة بين البرازيليين. استهلّ المكتب أعماله في أيلول/ سبتمبر 2023، عندما عُيّن محمد أمين الجوداني ممثلًا للمكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT، الاختصار الفرنسي للاسم) في البرازيل، لكنّ المكتب افتتح أبوابه رسميًّا في أيار/ مايو من العام الحالي.
ويُعتبر افتتاح المكتب في ساو باولو جزءًا من استراتيجية التوسع التي وضعها المكتب الوطني المغربي للسياحة، والتي تتضمّن افتتاح مكاتب تمثيليّة جديدة حول العالم لاستقطاب سياح من بلدان خارج إطار السوق المعهودة. ووفقًا للجوداني، فإن أكبر عدد من السيّاح الذين يفدون إلى المغرب يأتون من الدول الأوروبيّة، ويعود ذلك إلى موقع المغرب في شمال إفريقيا وقرب مسافة السفر بالطائرة بينه وبين دول مثل إسبانيا وفرنسا التي تبلغ بضع ساعات فحسب.
ويشير الجوداني إلى أنّ نحو 38 ألف سائح يفدون من البرازيل إلى المغرب سنويًّا، ويودّ المكتب الوطني للسياحة أن يرى زيادة في هذا العدد، كما يفيد إنّ متوسّط إنفاق السائحين البرازيليين في بلاده مرتفع، وفي هذا السياق يقول موضحًا، “دائمًا ما أقول إنّ نحو 40 ألف سائح برازيلي ينفقون 300 ألف دولار لأنّ متوسّط إنفاقهم مرتفع”.
وبحسب الجولاني، فإنّها المرّة الأولى التي يفتتح المكتب الوطني المغربي للسياحة مقرًّا له في البرازيل، ويؤكّد إنّ “البرازيل سوق مهمّة جدًّا على صعيد السياحة العالميّة”، مشيرًا إلى أنّ الكثير من البرازيليين يسافرون إلى أوروبا، وعادةً ما يزورون بلدين أو ثلاثة ضمن رحلتهم، ويمكن إدراج المغرب في برنامج هذه الرحلات. “يمكننا الاستفادة من هذه الرحلات إلى أوروبا إلى جانب الرحلات المباشرة”.
هذا وقد باشر المكتب أعماله بالفعل لتعريف البرازيليين بالمغرب ومعالمه السياحيّة، وذلك من خلال المشاركة في المعارض المعنيّة بالقطاع السياحيّ وتنظيم رحلات تعريفيّة أو رحلات صحفيّة – أي توجيه دعوات لخبراء في الشؤون السياحية وصحفيّين للتعرّف إلى المغرب – وإجراء جولات ترويجيّة في جميع أنحاء البرازيل. ومن المقرّر أن يشارك المكتب في معرض Abav Expo الذي ينظّمه الاتحاد البرازيلي لوكالات السياحة وسيُقام في برازيليا في أيلول/ سبتمبر.
ويهدف المكتب من خلال عمله في البرازيل إلى تقديم المغرب كوجهة في ثلاث خانات: السياحة الجماعية والسياحة الفاخرة وسياحة الأعمال. تشجّع السياحة الجماعيّة على الرحلات التي تُباع في شكل باقات في وكالات السياحة. ويقول الجوداني إنّ المغرب يتمتّع بمقوّمات جذب سياحيّ بارزة تتمثّل بثقافته وتاريخه، ويضيف، “البرازيليون يحبون التعرّف إلى الثقافات المختلفة والتاريخ – فهم شعب فضوليّ يحبّ التعرّف إلى كلّ جديد”، مشيرًا إلى أنّ المطبخ المحليّ يندرج أيضًا على قائمة مقوّمات الجذب السياحيّ.
أمّا بالنسبة للسياحة الفاخرة، فيشير الجوداني إلى أنّ المغرب يتمتع بالخبرة اللازمة لتقديم هذه الخدمة ويمتلك البنية التحتية الجاهزة لها، بما فيها المنتجعات والمطاعم والفنادق الفاخرة المنتشرة في المدن السياحيّة المغربية. وعلى صعيد سياحة الأعمال، يتمتّع المغرب بالبنية التحتيّة اللازمة لاستضافة المؤتمرات والفعاليات الدولية الكبرى، خاصّة في مراكش. كما يمتاز المغرب بمقومات جذب سياحي أخرى مثل الصحراء والإبل.
ووفقًا للإحصاءات التي نشرها المكتب الوطني المغربي للسياحة على موقعه الإلكتروني، استقبل المغرب في العام الماضي 14,5 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم، بزيادة قدرها 34 بالمئة عن عام 2022. وإلى جانب التزايد في أعداد السائحين، استضاف المغرب فعاليات عالمية كبرى مثل الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ في عام 2016 (COP22)، ومن المقرر أن يستضيف مباريات كأس العالم لكرة القدم لعام 2030، جنبًا إلى جنب مع إسبانيا والبرتغال.
رحلات طيران مباشرة إلى المغرب
يرى الجوداني أنّ الرحلات السياحيّة من البرازيل إلى المغرب ستتعزّز بشكل كبير بعد استئناف الخطوط الملكية المغربية رحلاتها المباشرة بين ساو باولو والدار البيضاء في 7 كانون الأول/ ديسمبر. وأعلنت شركة الطيران المغربية إنّ هذا الخط الجوي توقّف في خلال جائحة كوفيد-19، وإنّه سيعود للعمل وفقا لجدول يتضمن ثلاث رحلات أسبوعيًّا.
ويقول الجوداني إنّه يتوقّع ارتفاعًا كبيرًا في أعداد السيّاح البرازيليين. ومن الجدير بالذكر أنّ الجوداني وُلد في المغرب وتابع تحصيله العلمي في مجال السياحة، وهو يعيش في البرازيل منذ 13 عامًا ويتمحور عمله فيها حول القطاع السياحي. ويقول الجوداني إنّه رأى في العمل في مجال السياحة وسيلة لإرضاء البلدين: “أستعرض جمال بلدي المنشأ في البلد الذي أعيش فيه”.
ترجمته من البرتغالية مريم موسى