ساو باولو – نظم مكتب الغرفة التجارية العربية البرازيلية في دبي بعثة تجارية إلى سلطنة عمان تضم مدراء تنفيذيين ورجال أعمال برازيليين سنحت الفرصة أمامهم للتعرف عن كثب على فرص الأعمال المتاحة في البلد العربي وتمكنوا من عقد اجتماعات عديدة مع الجانب العماني من شأنها خلق آفاق جديدة لتأسيس الأعمال بين البلدين.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية (أنبا) قال مدير المكتب الدولي للغرفة التجارية العربية البرازيلية في دبي، السيد رافائيل سوليميو، الذي ترأس البعثة: “مشاريع جيدة تم التأسيس لها من خلال هذه البعثة”. وذكر بأن سفارة البرازيل في مسقط، التي تلعب دوراً أساسياً للرفع من شأن البرازيل في البلد العربي، استغلت الذكرى المئوية الثانية للبرازيل لوضع أجندة العمل.
وصرح “سوليميو” بأن نتائج البعثة هي خير دليل على الكم الكبير لفرص الأعمال في عٌمان، هذا البلد الذي على حد قوله يعتبر سوقاً غير مشبعاً ويتبنى مواقف سلمية، حيث قال لأنبا: “عملياً، تعتبر عمان سوق غير مستكشفة ويوجد فيها الكثير من الفرص للبرازيليين، ليس فقط على الصعيد التجاري وإنما على صعيد إقامة الشراكات أيضاً.”، وأكد على العلاقات الطيبة التي تمتلكها عمان مع باقي دول العالم، كأفريقيا مثلاً، الأمر الذي من شأنه توسييع الآفاق أكثر وأكثر أمام البرازيل.
وذكر بأن عمان تعتبر من كبار مصدري الأسمدة في العالم، وهو عنصر تحتاجه البرازيل كثيراً للحفاظ على استمرارية انتاجها الزراعي، وأنها في الوقت ذاته، لاتزال بحاجة إلى استيراد العديد من المنتجات لضمان أمنها الغذائي. حيث قال: “حتى وإن كان بلداً منتجاً للغذاء، فهناك مساحة كبيرة أمام البرازيليين لتصدير منتجاتهم، فمستويات الطلب في هذا القطاع وغيره من القطاعات مرتفعة جداً”.
ولأن التنظيم للبعثة بدأ قبل بضعة أيام من موعدها، انحصرت المشاركة على فروع الشركات البرازيلية الحاضرة في الإمارات العربية المتحدة،. وقال: “ما إن تم الإعلان عن البعثة حتى سارعت الشركات على قبول التحدي”. وكشف “سوليميو” عن نيته تنظيم بعثة مماثلة ولكن بمشاركة شركات قادمة من البرازيل، وبعثة تجمع شركات عمانية وتتجه نحو البرازيل بهدف استكشاف أهم الفرص التي تنطوي عليها العلاقة البرازيلية-العربية.
شارك في البعثة إلى جانب “سوليميو” كل من السيد نوري دويري، تنفيذي أعمال دولية أول في الغرفة التجارية العربية البرازيلية، والسيد “رونالدو كوراديني”،المدير التجاري في شركة “إمبراير” (Embraer) لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا، والسيد “عمر حموي”، شريك في شركة “ناد الشيبا للتجارة العامة الدولية” (Nad Al Shiba International)، والسيدة “لاريسا ويلسون”، مالكة شركة “هاي كلاس ترافل إكسبيرينس” (High Class Travel Experiences)، والسيدة “جوليا ماريا دو برادو مارتينس”، مديرة مكتب شركة ” بانتانال تريدينغ” (Pantanal Trading) في دبي، والسيد “رودريغو بورغيس دي بايفا”، المدير العام لشركة “Al Qutbay Trading FZ-LCC”، وهذا الأخير كانت مشاركته عبر الإنترنت.علماً أن سفارة البرازيل في مسقط كانت داعمة للبعثة.
عقدت المجموعة العديد من الاجتماعات التجارية والمؤسسية، كل شركة وفقاً لقطاعها ومصالحها، حيث استضافهم مسؤولون عمانيون في مقرات مؤسساتهم، ومن بين هذه المؤسسات “جهاز الاستثمار العماني” و”غرفة تجارة وصناعة عمان” (في الصورة الافتتاحية). استمرت الأنشطة ثلاثة أيام (من السادس وحتى الثامن من سبتمبر) تخللها ندوة في مقر غرفة تجارة وصناعة عمان يوم الخميس 8 سبتمبر. وكممثل عن السفارة البرازيلية في مسقط، شارك في البعثة المستشارة “كلوديا عساف”. واحتفل الوفد البرازيلي بالذكرى المئوية الثانية لاستقلال البرازيل.
تنوعت وتعددت اهتمامات الشركات المشاركة في البعثة، فمثلاً ترغب شركة “هاي كلاس” بجذب السياح البرازيليين إلى عمان. ومن جهتها أثنت “لاريسا ويلسون” على الجهود المبذولة لتنظيم البعثة وما نتج عنها من اجتماعات تجارية. وذكرت بإن عمان لديها إمكانات كبيرة في مجال السياحة فهي تمتلك طبيعة ساحرة، وفنادق فخمة، ومياه عذبة، ومدن جبلية، ولازالت تحافظ على الثقافة العربية الأصيلة، إضافة لكونها بلد آمن وشعب مضياف. وقالت معبرة عن رغبتها بتنظيم بعثة سياحية عمانية إلى البرازيل: “ستضع شركتنا مع نهاية العام الجاري خطة عمل تتضمن التعريف بهذه الوجهة العربية داخل الأراضي البرازيلية”.
أما رجل الأعمال “عمر حموي” الذي أسس شركة “ناد الشيبا” بعد فترة من استقراره في المنطقة قادماً من الشركة الهندسية “إنجيبروت” (Engeprot) فوصف التجربة بالإيجابية والاجتماعات بالمشجعة. واستذكر الدعم الذي تلقاه من الغرفة التجارية العربية البرازيلية في بداياته مع الشركة الهندسية وقال: “وكأن التاريخ يكرر نفسه”. هذا وتعتزم الشركة توريد منتجات برازيلية مثل السكر والصويا والزيوت وغيرها من المنتجات إلى عمان ودول المنطقة.
من الشخصيات الأخرى التي كان لها نشاط في البعثة: سعادة رضا بن جمعة آل صالح رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان، والفضل بن العباس الهنائي، الرئيس التنفيذي، و حارثة سالم البوسعيدي، مديرة قسم المنظمات والعلاقات الدولية في الغرفة، إلى جانب السيد خالد الزدجالي مدير مكتب عمان للمؤتمرات التابع لوزارة الآثار والسياحة العمانية. وعن جهاز الاستثمار العماني، شارك طلال الحراصي مدير أول للاستثمار في التنويع الاقتصادي، ولبنى بدر المزروعي مديرة الاستثمار في التنويع الاقتصادي.
*ترجمة معين رياض العيّا