ساو باولو – ستعمل مبادرات تحديث ميناء إيتاكي في ولاية مارانياون على تعزيز التجارة عبر الميناء مع الدول العربية. الاستثمارات جارية في مجال الأسمدة والحاويات المبرّدة وتوجد هيكلية جاهزة لتصدير الماشية الحيّة. تحدّث “تيد لاغو Ted Lago” (الصورة أعلاه)، رئيس شركة مارانياون لإدارة الموانئ (إيماب)، إلى وكالة ANBA حول هذا الموضوع فقال: إن إيماب هي المسؤولة عن إدارة ميناء إيتاكي.
ويصف لاغو الميناء بأنه لا يُهزم من حيث القدرة التنافسية للتجارة مع إفريقيا نظراً لموقعه جنباً إلى جنب مع امكانيات السوق والتموين والهيكلية. وأكدّ أنه “مع هذه الهيكلية وطبيعة المنطقة، سنكون الأكثر قدرة على المنافسة بالنسبة لأفريقيا”. لأن الدول العربية مصر والمغرب وتونس وموريتانيا والسودان والجزائر وليبيا والصومال وجيبوتي تقع في شمال إفريقيا. ويقع الميناء في منطقة منتجة للحبوب ويلبّي احتياجات منطقة تضم حوالي 50 مليون مستهلك.
يقوم ميناء إيتاكي بتوسيع محطة الأسمدة الخاصة به، وهو منتَج تستورده البرازيل من الدول العربية، وسوف يوسّع من إمكانية استقبال الحاويات المبرّدة، مما يسمح بالتصدير عبر ميناء اللحوم، وهو منتج تُعتبر البرازيل من أهم مورديه الى الدول العربية. ومن بين المنتجات الأخرى التي تشتريها الأسواق العربية من البرازيل المواشي الحيّة، والتي أصبح ميناء مارانياون جاهزاً لشحنها، وفقاً لما ذكره تيد لاغو.
وقال لاغو لتقرير وكالة ANBA ” نحن الآن بصدد الانتهاء من أحدث محطة للأسمدة في أمريكا اللاتينية في شهر نوفمبر”. في الوقت الحالي، تدخل معظم الأسمدة التي تستوردها البرازيل إلى البلاد عبر موانئ باراناغوا في ولاية بارانا، وسانتوس في ولاية ساو باولو. لكن قادة مارانياون يهدفون إلى تغيير هذا الواقع.
تبلغ قدرة ميناء إيتاكي على استقبال الأسمدة 2 مليون طن والتي سترتفع إلى 3.5 مليون طن بعد عملية التوسعة. الموقع يجعل الميناء منافساً لتأمين الأسمدة لولايات الوسط الغربي وشمال البرازيل. يعتقد لاغو أن الأسمدة التي تصل عبر الميناء قادرة على المنافسة في تلبية احتياجات منطقة شمال ولاية غوياس وما فوقها.
وبالنسبة للاستثمار في السكك الحديدية في المنطقة، فانه اعتباراً من العام المقبل، سيكون للأسمدة أيضاً إمكانية نقلها بالقطار إلى مناطق إنتاج الحبوب، مما سيسهل التدفّق بشكل أكبر. وحتى نصل هذا الواقع، والذي من المفترض أن يحدث في شهر يوليو من العام المقبل، يمكن نقل الأسمدة عبر الطرق البرية السريعة، كما هو الحال حالياً.
يقول لاغو إن النمو الكبير اليوم في إنتاج الحبوب في البرازيل يحدث في منطقة آركو نورتي، وهي منطقة تضم ولايات أمازوناس، وأماباه، ومارانياون، ورورايما، وبارا. ولأول مرة، سوف تتجاوز منطقة مارانياون مليون هكتار من فول الصويا المزروعة في موسم حصاد 2020/2021. يقول لاغو إن هناك اتجاهاً في آركو نورتي يتمثل في أن الماشية من المناطق المتضررة بيئياً تذهب إلى النظام المكثف، مع استهلاك العلف، مما يفسح المجال لإنتاج حبوب عالية الكفاءة في هذه الأراضي، والتي ستحتاج إلى الأسمدة.
حاويات مبرّدة
استثمر ميناء إيتاكي في هيكل يضم 50 مقبساً للطاقة لاستقبال الحاويات المبرّدة منذ حوالي ثلاث سنوات، لكنه في طريقه لتوسيع النظام الكهربائي ليشمل إجمالي 450 مقبساً للطاقة. يقول لاغو: “عند اكتمال هذا العمل، سنكون بالتأكيد من بين الموانئ الرئيسية للحاويات المبرّدة ومن ثم يتغيّر المستوى تماماً”.
حالياً، من الممكن بالفعل، مع المولدات، أن يكون هناك 150 مقبساً للطاقة للحاويات المبرّدة في الميناء. والاستثمار لـ 450 يجب أن يكتمل في 12 شهراً. الهدف هو تحويل إيتاكي إلى منفذ تصدير اللحوم المصنّعة في ولايات مثل مارانياون أو توكانتينس، يقول رئيس الميناء: “أكثر بكثير من مجرد مصدّر للحبوب، نريد أن نكون منفذاً لتصدير البروتين، سواء كان ذلك من الخضار، في حالة الحبوب، أو اللحوم المصنعة والحيوانية”.
في مجال الواردات، يستقبل ميناء إيتاكي الوقود والأسمدة بشكل أساسي. يأتي الوقود من أمريكا الشمالية والأسمدة من مناطق مثل أوروبا الشرقية والمغرب والإمارات. أما في الصادرات، فان الشحنة الرئيسية هي الحبوب، والتي لها علاقة بطبيعة المنتج في المنطقة التي يقع فيها الميناء. الوجهة الرئيسية هي آسيا، ولكن هناك أيضاً مبيعات الذرة لدول عربية مثل مصر والمغرب، وبعض الدول الأوروبية. كما يقوم الميناء بشحن السيلولوز إلى أمريكا الشمالية.
يتم شحن الحبوب المنتجة في الشمال وجزء من الوسط الغربي عبر ميناء إيتاكي. يقول رئيس الميناء: “سبع ولايات برازيلية تنقل البضائع من عندنا”. والحبوب المنقولة عبر إيتاكي هي بشكل رئيسي فول الصويا والذرة. فمن شهر مارس إلى شهر سبتمبر، وهي ذروة محصول فول الصويا، يغادر إيتاكي ما يقرب من مليون طن من الحبوب شهرياً في السفن.
ميناء إيتاكي هو أيضاً الثالث في البرازيل من حيث مناولة الوقود. لديه القدرة على استقبال السفن الكبيرة بالوقود نسبة الى عمقه. جزء من هذا الوقود، في الواقع، يخضع لإعادة الشحن عبر سفن أصغر لنقله إلى موانئ أخرى في البرازيل. يقول لاغو: “إنه حامل ثلاثي القوائم، والحبوب والأسمدة والوقود دائماً ما تجتمع معاً، لأن الأعمال التجارية الزراعية تتطلب أيضاً الكثير من الوقود، سواء للزراعة أو للحصاد”.
مع العرب في الغرفة التجارية العربية البرازيلية
بورتو دو إيتاكي هو شريك في الغرفة التجارية العربية البرازيلية وسيكون أحد العارضين في المنتدى الاقتصادي بين البرازيل والدول العربية، والذي تروّج له الغرفة العربية البرازيلية فرضياً في الفترة من 19 إلى 22 أكتوبر. وكان الميناء يتقارب من الغرفة في السنوات الأخيرة حيث يريد أن يكون له مشاركة أكبر في استقبال المنتجات العربية وشحن المنتجات من البرازيل إلى المنطقة.
ويعتقد لاغو أن الغرفة التجارية العربية البرازيلية ستكون قادرة على مساعدة الميناء وبصورة ادقّ بربط الأطراف ببعضها، طرفي الطلب والإنتاج، ويؤكد أن الشبكات التي تنفذّها الغرفة مهمة للاقتراب من العرب. في المنتدى، سُيظهر الميناء هيكله. “سنعمل على تعزيز أهمية المنطقة ليس فقط كمصدّرة، ولكن كمشترية، بالإضافة إلى الأسمدة، وللمنتجات الأخرى التي يمكن للعرب تقديمها. لدينا سوق يضم 50 مليون نسمة هنا في منطقة نفوذ الميناء “، يضيف الرئيس.
كما كان لميناء إيتاكي عدة مبادرات للتواصل مباشرة مع الدول العربية، في رحلات واتصالات مع الدبلوماسيين في مصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة. يقول تيد لاغو إن مارانياون تتمتّع بحضور قوي للمهاجرين العرب. “إنها علاقة وثيقة للغاية، هناك العديد من العائلات العربية مثل: عبد الله، معلوف، مراد. إنهم جزء من تاريخ مارانياون “.
*ترجمة جورجيت ميرخان