ساو باولو – تمتلك البرازيل كافة المقومات التي تخولها لعب دور البطولة في المشاريع المعنية بإزالة الكربون، شريطة مكافحتها لعمليات إزالة الغابات. وفي هذا السياق، نوه عالم المناخ “كارلوس نوبري”، في لقائه مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية (أنبا)، إلى أن البرازيل ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 30) في مدينة بيليم بولاية بارانا وأنها ستكون ملزمة بإيجاد الحلول والموارد المالية لتمويل مشاريع التحول الطاقي.
وخلال اللقاء، أكد “نوبري” أن مؤتمر الأطراف إلى الآن لم يتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة منه خلال دورته السابعة والعشرين (كوب 27) التي عقدت في القاهرة، ودورته الثامنة والعشرين بدبي في الإمارات العربية المتحدة، والتاسعة والعشرين في باكو بأذربيجان، رغم تبنيه لقرار إنشاء “صندوق الخسائر والأضرار” خلال نسخة القاهرة، ورغم توصله أيضاً للمرة الأولى خلال نسخة دبي إلى اتفاق تاريخي بين الدول الأطراف بشأن الانتقال من الوقود الأحفوري بالاتجاه نحو الطاقات المتجددة.
يذكر أنه فور انطلاق أعمال مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في شهر نوفمبر من العام الفائت، تم تقديم دراسة أكدت بأن التكاليف اللازمة لتمويل التحول الطاقي العالمي تبلغ 1.3 ترليون دولار أمريكي سنوياً. ومع ذلك لم يتمكن المؤتمر إقناع الدول الغنية، بقطاعيها الحكومي والخاص، من تخصيص أكثر من 300 مليار دولار أمريكي لهذا الغرض.
وهذا المبلغ اعتبرته الدول غير الغنية بأنه غير كاف، وبالتالي لا بديل عن استمرار الحوار للبحث عن حلول خلال المؤتمر القادم. يمكن للبرازيل والدول العربية المساهمة في الحد من الانبعاثات الكربونية العالمية. وفي هذا الخصوص، أفاد عالم المناخ أن هناك تقارير متعلقة بانبعاثات الكربون تثبت أن 50% من الغازات الدفيئة المنبعثة في البرازيل خلال عام 2022 جاءت من عمليات إزالة الغابات و25% من أنشطة قطاع الزراعة والثروة الحيوانية.
وأكد: “الزراعة والثروة الحيوانية ذات الإنبعاثات المنخفضة هو أمر ممكن. وتعرف أيضاً بالزراعة والثروة الحيوانية المتجددة، وهي تتسم بإنتاجية أكبر وربحية أكبر وينبعث عنها غازات أقل”.
أما الدول العربية فإبمكانها أن تلعب دوراً رائداً في التحول الطاقي لاعتبارها دولاً غنية ومن كبار منتجي ومصدري البترول في العالم. حيث صرح نوبري: “لا يقتصر دور العرب على حدود دولهم فقط، بل إن لهم دوراً فعالاً في تمويل التحول الطاقي، فالعالم يحتاج إلى استثمار ترليونات الدولارات في كل عام لتحقيق هذا التحول. ومما لا شك فيه أن العرب لهم ثقلهم في هذه المعادلة”.
*ترجمة معين رياض العيّا