ساو باولو – تعد تونس من بين أكبر أربعة منتجين لزيت الزيتون في العالم، وهو المنتج الذي حصلت تونس من خلاله على الكثير من الجوائز الدولية. كما تحتل تونس المركز الخامس عالمياً في انتاج التمور وتنتج بعض من أرقى الانواع ذات الجودة العالية القادمة من الواحات. بهذه الخبرة ومن خلال تقديمها أيضاً لمنتجات غذائية أخرى مثل توابل الحريسة المغاربية الشهيرة، ستشارك الشركات التونسية الاسبوع المقبل في أكبر معرض للأغذية والمشروبات في أمريكا اللاتينية Apas Show الذي سيقام في ساو باولو.
وقال السفير التونسي لدى البرازيل نبيل الأكحل في مقابلة مع وكالة الانباء العربية البرازيلية ANBA : ” قررت تونس المشاركة في معرض Apas Show للعام 2024 في ساو باولو، لأنها تعتقد بأن منتجاتها من الممكن أن تجذب المستهلك البرازيلي المتعطش والمهتم بالجودة. وعلاوة على ذلك، ستمثل هذه المنتجات جسوراً للتعريف بتونس وخصائصها التراثية لأنها عنصر أساسي في التراث الثقافي التونسي”.
تشارك خمس شركات تونسية كشركات عارضة في معرض Apas Show ضمن الجناح الذي تنظمه الغرفة التجارية العربية البرازيلية في هذا المعرض. ومن الجدير بالذكر بأن شركتي الجزيرة و I3C+، هما الشركتان اللتان ستعرضان بشكل رئيسي زيت الزيتون، إلا أن I3C+ ستعرض كذلك الهريسة والمعلبات، أم كل من CBF Plus و Nouri Dates و FIT ، فستقوم بعرض تمور خاصة. حيث سيتابع السفير الأكحل المشاركة التونسية في المعرض في ساو باولو.
وأضاف سعادة السفير: ” تتمتع هذه المنتجات التونسية بعلامات تجارية دولية عالية الجودة واستطاعت الوصول إلى الأسواق العالمية والأوروبية والاسيوية وإلى العالم العربي وأمريكا الشمالية. حيث تشهد هذه المنتجات الكثير من الطلب عليها في هذه المناطق وقد بدأت بالدخول إلى السوق البرازيلية. نأمل أن نصل بهذه المنتجات إلى المستوى الذي تستحقه في هذه السوق الواعدة”. ووفقاً لسعادة السفير، تسعى تونس لإدخال منتجات تونسية أخرى إلى السوق البرازيلية مثل البرتقال مع أصناف حصرية مثل البرتقال المالطي التونسي.
تنتج تونس سنوياً 240 ألف طن من زيت الزيتون من خلال ما يقارب 70 مليون شجرة زيتون، ومن الجدير بالذكر أن تونس قد حصلت في العام الماضي “فقط” على 300 ميدالية ذهبية في مسابقات دولية. كعضو في المجلس الدولي للزيتون، متبعة لمعايير الجودة والسلامة الدولية، تسعى تونس من خلال وزارة الزراعة والموارد المائية والسمكية لزيادة قيمة هذ الانتاج مع تأسيس مخابر مختصة معنية بالجودة مستخدمة التكنولوجيا المتقدمة.
كما يتميز التونسيون في السوق العالمية في قطاع التمور. إن الشركات العارضة المشاركة في معرض Apas هي شركات تصدير. حيث يصدر هذا البلد العربي ما يقارب 25 مليون طن من التمور سنوياً، وهذا يمثل ما يقارب 11% من الانتاج العالمي. وسلط السفير الأكحل الضوء على الإنتاج التونسي لتمر دجلة النور التونسي الذي قال عنه: “إنه متوفر بكثرة في واحات الجريد والجنوب التونسي، تحميه أذرع التونسيين والتونسيات المتشبثين بخيرات أرضهم والمصممين على الترويج لها في كل أصقاع الأرض”.
وتأتي المشاركة التونسية في معرض Apas بالتعاون مع الغرفة التجارية العربية البرازيلية. حيث وصف سعادة السفير الغرفة العربية قائلاً: ” شريكنا الأهم في البرازيل”، وأضاف سعادته قائلاً: “إن المشاركة في معرض Apas لهذا العام ستكون مختلفة عن سابقاتها من المشاركات، حيث قامت السفارة التونسية في برازيليا بالتنسيق مع وزارة الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج ومركز تونس للنهوض بالصادرات Cepex، جنباً إلى جنب مع الغرفة التجارية العربية البرازيلية، بالتحضير منذ بداية العام وذلك من خلال دعوة الشركات التونسية المصدرة إلى هذا الحدث.
وأكد سعادة السفير بأن الدعوة قد لاقت استحساناً كبيراً لدى المصدرين التونسيين وأن مشاركة بلاده في معرض Apas أصبحت بالفعل تقليداً سنوياً. ستتواجد الشركات التونسية لهذا العام في الجناح الابيض. وأوضح السفير بأن تونس تمضي قدماً في العمل من أجل تنويع شركائها الاقتصاديين والانفتاح على أسواق جديدة بما فيها السوق البرازيلية. وفي هذا السياق، ووفقاً لسعادته، فإن معرض Apas يقدم فرصة قيمة وثمينة لتأسيس اتصال مع الموردين ومع المساحات التجارية الكبيرة ومراكز التسوق البرازيلية، وخاصة في ولاية ساو باولو، كونها القلب النابض للأعمال في البرازيل وأمريكا الجنوبية ككل.
وأكد السفير التونسي قائلاً: ” نأمل من خلال هذه المشاركة زيادة ورفع مستوى الصادرات التونسية إلى البرازيل ونعتقد أن جميع المنتجات التونسية يمكن أن تنافس بقوة، ليس فقط المواد الغذائية فحسب وإنما أيضا المنتجات الصناعية والتكنولوجية والمصنعة، مثل الأسمدة ومشتقات الفوسفات”. حيث ذَكّرّ سعادته بأن تونس تعد من أكبر منتجي الفوسفات ومشتقاته في العالم وأفاد بأن وفداً برازيلياً سيتوجه قريبا إلى تونس لمناقشة وبحث هذه التجارة.
تونس: مكتب في ساو باولو
ووفقاً لسعادة السفير الأكحل، ستفتح تونس في المستقبل القريب مكتباً قنصلياً وتجارياً لها في ساو باولو، حيث سيتولى هذا المكتب مهمة رعاية الجالية التونسية المقيمة في ولاية ساو باولو وتعزيز التبادلات. وأشار سعادته بأن البرازيل وتونس تربطهما علاقات دبلوماسية منذ العام 1956، وهو العام الذي حصلت تونس فيه على استقلالها، حيث تحافظان على علاقات متميزة على كل الاصعدة وفي كل المجالات. حيث أكد سعادته قائلاً: ” في هذا الصدد، نسعى لتعزيز هذه العلاقات خلال الفترة المقبلة أكثر فأكثر من خلال تبادل الزيارات الرفيعة المستوى وتعزيز المشاورات حول كل المسائل ذات الاهتمام المشترك”.
وفقاً لسعادة السفير، إن حضور ومشاركة تونس في الفعاليات الكبرى في البرازيل كمعرض Apas يقدم فرصاً ليتمكن رجال الأعمال التونسيون من التواصل مع زملائهم البرازيليين وتأسيس الشراكات وفتح آفاق أوسع للتعاون المثمر بين البلدين على أساس المصالح والمكاسب المتبادلة. كما دعا سعادته البرازيليين للمشاركة في المعارض في تونس والتعرف على الفرص والحوافز المقدمة للمستثمرين الأجانب، حيث يصف السفير الأكحل ذلك بأنه فرصة للوصول إلى المناطق التي كانت تونس قد أبرمت معها اتفاقيات، مثل السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، والسوق العربية المشتركة (اتفاقية أغادير) والاتحاد الأوروبي.
وأكد سعادته قائلاً: “إن تونس التي أعطت اسمها للقارة الإفريقية وهي بوابتها، مؤهلة بموقعها الجغرافي الاستثنائي والاستراتيجي الواقع بين القارات الثلاث إفريقيا وآسيا وأوروبا مما يمنحها وجهة متميزة للمستثمرين البرازيليين في كافة المجالات، ونظراً لقربها هناك إمكانية كذلك لاستكشاف السوق الأوروبية والعالم العربي وتأسيس شراكة متميزة ومثمرة.
تعرف فيما يلي على تونس بالصور: