ساو باولو – أصبح لسلطنة عُمان سفيراً جديداً في البرازيل، حيث قدم إلى البلاد سعادة طلال الرحبي (في الصورة أعلاه)، قبل ثلاثة أسابيع لتولي مهامه، واضعاً نصب عينيه مهمة زيادة حجم الاستثمار المتبادل بين البلدين. وخلال الزيارة التي قام بها الدبلوماسي إلى مقر الغرفة التجارية العربية البرازيلية في ساو باولو، يوم الجمعة (18)، تحدث لوكالة الأنباء البرازيلية العربية (أنبا) حول رغبة البرازيل وعمان في زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة. وكان في استقبال الرحبي في الغرفة عضو مجلس الإدارة محمد عبدوني.
وقال: “سوف أضع نصب أولياتي مهمة تشجيع الاستثمار بين البلدين وتحفيز الشركات البرازيلية على الاستثمار في عمان”. وأوضح الرحبي أن بلاده مستعدة لمنح الشركات البرازيلية كل الدعم اللازم وفتح أبواب التفاوض بشأن استثمار الأراضي وحتى الغاز والموارد الأخرى. وقال: “إنني على أهبة الاستعداد لإجراء محادثات مباشرة مع أي شركة راغبة بالإستثمار في السلطنة”.
وذكر أن هناك قطاعات تحظى بإهتمام بالغ في مجال التعاون الإستثماري، كالتكنولوجيا والصناعات الغذائية والخدمات اللوجستية، دون إقصاء القطاعات الأخرى. وقال: “نحن منفتحون على النقاش”. مشيراً الى الإستثمارات البرازيلية في السلطنة عبر شركة “فالي” (VALE). وأضاف الدبلوماسي: “لقد أثبت هذا المشروع الإستثماري نجاحه، حيث تحظى شركة “فالي” (VALE) باحترام كبير لأنها شركة تساهم في عملية التوظيف، ودعم المجتمعات المحلية وتقديم الخدمات المهنية، ناهيك عن العلاقة الوطيدة التي تربطها بحكومة السلطنة”.
هذا وقد أكد السفير الرحبي أنه سيعمل جاهداً من أجل تحويل عمان إلى مركز توزيع للمنتجات البرازيلية. مشيراً الى ان الفكرة ترتكز على زيادة حجم صادرات الشركات البرازيلية إلى عمان، وإعادة تصدير منتجاتها إلى الأسواق الإقليمية الأخرى، وتشمل الخطة بشكل رئيس قطاع الأغذية، نظراً لكون البرازيل من أكبر الدول المنتجة للغذاء في العالم، وللخبرة التي تتمتع بها في هذا المجال. كما أكد أنه سيعمل أيضاً من أجل زيادة حجم الصادرات العمانية إلى البرازيل. وأوضح قائلاً: “إننا على إستعداد للتباحث مع الشركات البرازيلية والإستماع إلى ما لديها طرحه حول إحتياجاتها من عمان، سواء كانت الأسمدة أو البتروكيماويات أو غيرها من المنتجات التي يرغبون في استيرادها”.
ويعتزم السفير تعريف البرازيليين ببعض الشركات العمانية التي تتمتع بالخصائص اللازمة لبناء علاقات شراكة متينة مع البلد العربي، وذلك عن طريق تعزيز التواصل ما بين الشركات، لمناقشة ما ينوون تصديره والمزايا التي يمكنهم الحصول عليها، وأردف قائلاً: “خاصة إذا كانت تلك الشركات مهتمة بفتح مراكز توزيع في السلطنة لبقية دول المنطقة”.
وكان السفير الرحبي قد ناقش هذه القضايا وغيرها من الأمور ذات الصلة بالعلاقات البرازيلية العمانية خلال إجتماعه مع ممثلي الغرفة العربية البرازيلية. حيث استقبل من قبل عضو مجلس الإدارة محمد عبدوني، ومدير الاستخبارات التسويقية ماركوس فينيسيوس بيلون، ومحللة العلاقات الدولية إيلين براتيس. وقد ناقشت المجموعة مع السفير العماني الجديد الإجراءات المشتركة الممكن اتخاذها وتبنيها من قبل الطرفين.
والجدير بالذكر أنه في الفترة من يناير إلى أكتوبر 2022 ، حقق البلدان تجارة متوازنة إلى حد ما، حيث بلغ إجمالي الصادرات البرازيلية إلى سلطنة عمان ما قيمته 984,2 مليون دولار أمريكي، بينما سجلت الصادرات العمانية إلى البرازيل ما قيمته 894,4 مليون دولار أمريكي. وأبرز المنتجات التي تصدرها عمان إلى البرازيل هي الأسمدة والنفط، بينما تصدر البرازيل إلى السلطنة خام الحديد والدواجن. ناهيك عن ان عُمان هي خامس أكبر وجهة للصادرات البرازيلية في العالم العربي، وسادس أكبر مورد للبرازيل بين الدول العربية.
وتجدر الإشارة إلى أن الزيارة التي قام بها السفير الرحبي إلى الغرفة العربية البرازيلية، تأتي في إطار الزيارة الأولى التي يقوم بها بصفة شخصية إلى مدينة ساو باولو. وقال: “من المهم جدًا في زيارتي الأولى لساو باولو أن أزور الغرفة العربية البرازيلية، التي طالما سمعت عنها وعن نشاطها، ودعمها لمشاريع الترويج التجاري”. علماً بأن تلك هي أول مهمة للرحبي كسفير لبلاده. حيث عمل سابقًا في مجال الاقتصاد والتخطيط ، وشغل منصب نائب رئيس وحدة متابعة رؤية عمان 2040، التي ترتكز على التخطيط الإستراتيجي للتنمية على مدى الأعوام العشرين القادمة.
*ترجمة صالح حسن