ساو باولو – إن استئناف الرحلات الجوية المباشرة لشركة الخطوط الجوية المغربية Royal Air Maroc بين الدار البيضاء وساو باولو، اعتباراً من 7 كانون الاول/ سبتمبر، يولد توقعاً بزيادة تدفق السياح بين البلدين. ويعتقد سفير المغرب لدى البرازيلي سعادة السيد نبيل الدغوغي أن تشهد الوجهتان ارتفاعاً في عدد البرازيليين المتوجهين إلى هذا البلد العربي ووصول المغاربة إلى البرازيل.
إن المغرب الذي يشهد نشاطات سياحية قوية يستقبل ما بين 40 إلى 45 ألف سائح برازيلي سنوياً. وأكد سعادة السفير الدغوغي في مقابلة مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية “بأن الهدف هو الوصول إلى 100 ألف سائح سنوياً”. المغاربة يسافرون كذلك إلى البرازيل بقصد السياحة، حيث بلغ تدفق السياح ما قبل وباء كورونا ما بين 8 آلاف إلى 9 آلاف سائح سنوياً. كما أكد سعادته قائلاً: ” باستئناف رحلات الطيران هذه، من المؤكد أن يزداد عدد السياح هذا”.
تجدر الإشارة إلى أن رحلة الطيران المباشر للخطوط الملكية المغربية إلى البرازيل قد توقفت خلال فترة وباء كوفيد 19، مع توقف النقل الجوي العالمي خلال تلك الفترة. وتعود الشركة اليوم بثلاث رحلات أسبوعية بين مطار محمد الخامس الدولي في مدينة الدار البيضاء ومطار غواروليوس الدولي في مدينة ساو باولو. كما تجدر الإشارة إلى أن عملية بيع التذاكر قد بدأت بالفعل.
كما يعتقد السفير الدغوغي بأنه الطلب سيحدث سواء بقصد السياحة المباشرة بين البلدين أو من خلال رحلات الترانزيت. حيث يمكن أن يقوم البرازيليون بالمرور بالمغرب خلال توجههم في رحلاتهم إلى مدن أوروبية أو زيارة الوجهتين معاً، حيث يمكنهم قضاء بضع أيام في المغرب وبضع أيام أخرى في أوروبا. ويشير سعادة السفير إلى أن مدينة الدار البيضاء قد أصبحت مركزاً للطيران في منطقة غرب إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.
كما يُذَّكِر السفير بان المغرب قد افتتحت مكتباً تمثيلياً للمكتب الوطني المغربي للسياحة في مدينة ساو باولو بداية هذا العام حيث يقول: ” ستجتمع هذه الجهود معاً لتعزيز تدفق السياح بين البلدين”. وإضافة إلى ذلك هناك مؤشر كبير عن رضى البرازيليين الذين يزورون المغرب. ويضيف قائلاً: كلما أحب السائح الوجهة التي زارها كلما أراد العودة إليها”.
وكان سعادة السفير نبيل الدغوغي قد تحدث إلى وكالة الأنباء العربية البرازيلية بعد اجتماعه في مقر الغرفة العربية البرازيلية مع نائب الرئيس للعلاقات الدولية الأمين العام للغرفة التجارية العربية البرازيلية السيد محمد مراد، ومديرة العلاقات المؤسسية في الغرفة السيدة فرناندا بالتازار، حيث بحثوا في هذا الاجتماع الاجراءات اللازمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البرازيل والمغرب، بما فيها إرسال بعثة من رجال الاعمال إلى هذا البلد العربي، حيث يتم بحث التفاصيل.
الخطوات المقبلة
عقدت حكومتي البرازيل والمغرب في شهر أيار/ مايو من هذا العام في العاصمة برازيليا اجتماعاً حول آلية المشاورات السياسية، وبعدها مباشرة في شهر حزيران/يونيو، زار وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا المملكة المغربية حيث بحث مع وزير الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطا ترتيبات لشراكة بين البلدين.
ومن ضمن التوصيات التي نتجت عن هذا اللقاء، الشراكة في مسائل متعلقة بالأطلسي الجنوبي، خاصة وأن كلا البلدين لديهما شريط ساحلي كبير على الاطلسي – (تشير التسمية إلى منطقة المحيط الأطلسي الواقعة بين أمريكا الجنوبية وأفريقيا). كما تضمن البيان المشترك الصادر الاهتمام بالأمن الغذائي. حيث قال السفير الدغوغي في هذا الخصوص: “إن المغرب من أكبر الموردين للأسمدة إلى الزراعة البرازيلية كما تستورد كذلك السلع على نطاق كبير من البرازيل، كالسكر والذرة والقهوة”.
كما كان موضوع إقامة منتدى الاعمال بين البلدين إحدى المواضيع التي بحثها السفير مع الغرفة العربية البرازيلية، حيث كان هذا المنتدى إحدى توصيات اجتماع وزراء خارجية البلدين. ووفقاً للوثيقة التي نشرت حينها، فإن هذا المنتدى سيؤدي إلى تعزيز العلاقات التجارية وأوجه التآزر بين الفاعلين في القطاعين العام والخاص وتعزيز التكاملية بين القطاعات المنتجة البرازيلية والمغربية.
كما يرى سعادة السفير نبيل الدغوغي بأن اللحظة الاقتصادية العالمية الحالية هي لحظة مواتية جداً لشراكات بين القطاعات كالصناعية واللوجستية وقطاعات الخدمات. كما ذكر سعادته بأن البرازيل والمغرب هم على سبيل المثال منتجين للمركبات ويؤكد قائلاً: “من الممكن أن يكون لدينا تكاملاً بين مصنعي هذه المركبات”، كما ذكر كذلك بمجالات أخرى يمكن استكشافها من خلال هذه الشراكات مثل الملاحة الجوية والهيدروجين الأخضر.
اقرأ كذلك:
المغرب تفتتح مكتباً سياحياً في البرازيل