بيليم – يرى قطاع الأعمال الزراعية في البرازيل أن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (كوب 30)، الذي سيُعقد في شهر نوفمبر المقبل بمدينة بيلم، عاصمة ولاية بارا، يمثل فرصة لعرض كيفية تعامل هذا القطاع مع قضايا الحفاظ على البيئة أمام المجتمع الدولي. ويؤكد منسّق الاستدامة في اتحاد الزراعة والثروة الحيوانية في البرازيل، السيد “نيلسون أنانياس”، أن استضافة البرازيل للمؤتمر ستوجه أنظار المجتمع الدولي على النشاط الزراعي في البلاد.
ومن بارا، صرح نيلسون لوكالة الأنباء العربية البرازيلية (أنبا): “انعقاد مؤتمر الأطراف في البرازيل سيمنحنا فرصة لنبين للعالم ما يجري فعليًا هنا، ولنجذب الانتباه إلى حقيقة أن في البرازيل، وخاصة في هذه المنطقة الغنية بالغابات، يعيش سكان يتعايشون بانسجام مع الغابة، ويمارسون أنشطة إنتاجية توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة. وهذا ما يجب أن نُظهره للعالم”.

يؤكد اتحاد الزراعة والثروة الحيوانية في البرازيل أن التشريعات البرازيلية السارية تلزم ملاك الأراضي الزراعية الواقعة ضمن نطاق منطقة الأمازون الأحيائية تخصيص 80% من مساحاتها كمناطق محمية قانونيًا (تُحافظ على الغطاء النباتي الطبيعي دون أي استغلال إنتاجي)، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 35% في منطقة السافانا (السيرادو) و20% في بقية المناطق الأحيائية من البلاد. كما تفرض القوانين عدم المساس بمايسمى “مناطق الحماية الدائمة”، مثل الينابيع وقمم التلال وأنواع أخرى من التضاريس الحساسة بيئيًا.
ووفقًا لبيانات نشرتها الاتحاد فإن 66,3% من مساحة الأراضي البرازيلية تتكوّن من محميات قانونية ومناطق الحفاظ على الغطاء النباتي الطبيعي، بما في ذلك تلك الموجودة داخل الممتلكات الريفية. في المقابل. بينما لا تشغل المدن والبنى التحتية سوى 3,5% من إجمالي مساحة البلاد، في حين يستخدم النشاط الزراعي والرعوي 30,2% منها.
وسيلعب المزارعون البرازيليون دوراً محورياً في النقاشات التي سيجريها الوفد الحكومي خلال المؤتمر. ويوضح نيلسون أن المقترح البرازيلي للمساهمات الوطنية المحددة (NDCs) – وهي الالتزامات التي تتعهد بها الدول لتقليص انبعاثاتها — يقوم في جوهره على جهود قطاع الزراعة والثروة الحيوانية، لا سيّما في مجال استصلاح الأراضي المتدهورة. ويؤكد أن خطة البرازيل تهدف إلى خفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 59% و67% بحلول عام 2035 مقارنة بمستويات عام 2005.
كما يعتبر المزارعون زيادة إنتاجية الأراضي والمحاصيل أحد أهم مكاسبهم البيئية، حيث أتيح لهم زيادة الإنتاج الغذائي دون الحاجة إلى توسيع الرقعة الزراعية. وخلال جولة صحفية نظمها اتحاد الزراعة والثروة الحيوانية لمجموعة من الصحفيين الأجانب في ولاية بارا، عرض المستشار في الاتحاد والمزارع البرازيلي “ريكاردو أريولي سيلفا” تجربته الشخصية كمثالاً حياً على هذا التحول.

فقد جاء ريكاردو أريولي من ولاية ريو غراندي دو سول ليستقر في ولاية ماتو غروسو في تسعينيات القرن الماضي بهدف زراعة فول الصويا. وبعد سنوات قليلة، وبناءً على تجارب مزارعين آخرين، بدأت عائلته بزراعة الذرة أيضًا. ومؤخرًا، اعتمدت الأسرة أسلوب الزراعة المزدوجة، حيث تربى المواشي مع زراعة المحاصيل، لتتحول الأرض بعد الحصاد إلى مرعى للماشية. وهكذا أصبحت الأرض التي كانت تنتج محصولًا واحدًا فقط (الصويا) مصدرًا لثلاثة منتجات غذائية.
ومن المقرر أن يُعقد مؤتمر COP30 في الفترة من 10 إلى 21 نوفمبر، بينما تُعقد قمة قادة الدول في 6 و7 نوفمبر. وخلال الحدث، ستستقبل مدينة بيلم وفودًا رسمية وقادة من مختلف أنحاء العالم. وسيكون لاتحاد الزراعة والثروة الحيوانية البرازيلي جناحان في المؤتمر: أحدهما في المنطقة الزرقاء (Blue Zone) والآخر في منطقة الزراعة (AgriZone)، حيث سيُعرض عدد من المبادرات المتعلقة باستصلاح المراعي المتدهورة وتوسيع الممارسات الزراعية المستدامة.
الصحفية معدة التقرير سافرت إلى بيلم بدعوة من اتحاد الزراعة والثروة الحيوانية
*ترجمه من البرتغالية: معين رياض العيّا


