ساو باولو – بعد تحقيقها لإنجازات كبيرة في مسيرتها الرياضيّة، برزت إيزابيلي ماريا جوستينو دي سوزا، البالغة من العمر 23 عامًا فقط، في تجربتها الأولى خارج البرازيل، حيث تميّزت اللاعبة الشابة بمهاراتها كجناح في فريق كرة الصالات الكويتي “التّضامن”، وساهمت بشكل كبير في تحقيق إنجاز غير مسبوق للفريق، بتأهُّلِه للمرة الأولى في تاريخه إلى نهائي الدوري الوطني. (في الصورة أعلاه، إيزابيل تلعب لصالح “التضامن”).
لم تسهم إيزابيلي في تحقيق لقب الوصيف لفريقها فحسب، بل تألّقت أيضًا كأفضل هدّافة برصيد 14 هدفًا لصالح “التضامن”، الذي انضمّت إليه بعد تلقّيها لرسالة عبر الإنستغرام من قبل أحد أعضاء الجهاز الفني، قدّم لها من خلالها عرضاً للمشاركة في الفريق لمدة أربعة أشهر.
كانت قد جاءت هذه الدعوة في أكتوبر/تشرين الأوّل من العام 2022، وبعد شهر واحد انتقلت إيزابيلي إلى الكويت، لذا لم يسمح لها ضيق الوقت بتعلم اللغة الجديدة. تعبّر عن هذا التحدّي قائلةً: “كنت أستطيع التحدّث الإنجليزية بشكل مبتدئ جدًا، لذلك في البداية استخدمت الكثير من الإيماءات و مترجم “غوغل” للتحدثِ مع اللّاعبات والمدرّب. لكن و بمرور الوقت، تعلَّمت كيفية التواصل بشكل أفضل، كما تعلَّمتُ بعض الكلمات باللغة العربية وعلَّمتُهم بالمقابل بعضها بالبرتغالية”.
عند وصولها إلى البلد العربي، قامت اللاعبة بالتدرُّب لمدة أسبوع كامل، وفي الأسبوع التالي من نوفمبر/تشرين الثاني، بدأت بالمشاركة في الدوري الوطني، حيث كانت المباريات ضد فرق أخرى في البلاد تقام يوم السبت. تتذكر اللاعبة البرازيلية أنها اندهشت كثيرًا من أسلوب زميلاتها الكويتيات في اللّعب، حيث لاحظت اختلافًا بينه و بين ما اعتادت عليه في البرازيل.
في هذا الإطار تقول: “إنّ كرة القدم بالنسبة لي هي حياتي، بينما تُعتبر هوايةً بالنسبة لهن، إذ عادةً ما تعمل هنا اللاعبات خلال النهار و تتدرّبن في المساء. و يتم تدريبهنّ استعدادًا للمشاركة في الدوري بضعة أيامٍ فقط قبل بدايته. كما أنّه ليس هناك الكثير من التكتيكات في اللعب، بينما لدينا في البرازيل العديد منها، علاوةً على روح المنافسة التي نمتلكُها والرغبة في الفوز بالكرة. أمرٌ آخر شائعٌ جدًا هنا وهو أن تنتقل اللاعبات من فريق لآخر، حتى أثناء موسم الدوري”. أشارت إيزابيلي أيضاً إلى أنّه بجانبها، كانت هناك لاعبة أجنبية واحدة فقط في الفريق، وهي لاعبة أوكرانية تعيش في الكويت منذ عدة سنوات.
في انتظار اللاعبة الشابة، كانت هناك مفاجآت أخرى متعلّقة بالثقافة والمأكولات المحلية. إذ و قبل وصولها إلى الكويت، كانت البرازيلية تتوقع أن تكون العلاقة مع اللاعبات الكويتيات أكثر انغلاقًا و بُعداً، ولكنها دُهِشَت للغاية بالاستقبال الحارّ الذي حظيت به. وفيما يتعلق بتلك التجربة، قالت: “كل يوم كانت إحدى اللاعبات تعرض علي أن ترافقني وتأخذني في جولة لاستكشاف المدينة. ممّا جعلني أشعر بأنني في بيتي مع الفريق. الناس في هذا البلد مضيافون ودودون جداً”.
خلال الأشهر الأربعة التي عاشتها البرازيلية في الكويت، كان روتين حياتها متلخِّصاً في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية في الصباح، قضاء الوقت مع زميلاتها في فترة ما بعد الظهر، و التدريبات المكثّفة في المساء. أمّا في المطاعم، كانت هناك أحيانًا شكوك حول إمكانية تناولها لبعض الأطعمة المقدمة. وضّحت إيزابيلي هذه النّقطة قائلةً: “الطعام هنا مختلف جدًا عن الطعام في البرازيل، فهو يحتوي على مزيد من الفلفل مما أنا معتادة عليه. و طعم الأرز والفاصوليا، على سبيل المثال، مختلف تمامًا. و نظرًا لأنني عشت في فندق، فلطالما انتهى بي الأمر بتناول الكثير من الخبز المحلّي”.
انتهت التجربة الدولية في فبراير من هذا العام، ولكن الدروس التي حصدتها اللاعبة من هذه التجربة ما زالت تؤتي ثمارها. عائدةً إلى فريقها باراتيرو هافان، في بروسكي/سانتا كاتارينا، تقول إيزابيلي إنها شعرت بالإنجاز بعد الفوز بلقب تاريخي، واليوم ترى نفسها كلاعبة أكثر اكتمالًا و مهارةً.
الشغف بكرة القدم
بدأ شغف إيزابيلي بكرة القدم منذ نعومة أظافرها و هي اليوم تلعب كلاعبة محترفة لأكثر من خمس سنوات. تعليقاً على هذا أفادت: “لقد ورثت شغفي بالكرة من والدي الذي لطالما لعب بمهارة كبيرة، ولكنه لم يحظ بدعم آبائه ليصبح لاعبًا محترفًا. لذا عندما بدأت في الاهتمام بالرياضة، دعمَني وساعَدني في تحقيق حلمي بأن أصبح لاعبةً محترفة.”
كانت إيزابيلي التي وُلِدَت في موسورو، ريو غراندي دو نورتي، ونشأت في شاطئ منيبو في مدينة إيكابوي، في ولاية سيارا، تلعب كرة القدم على الشاطئ مع شقيقيها و ذلك في سن السابعة. وعندما بلغت العاشرة، بدأت في المشاركة في بطولات مدرسية.
و قبل أن تبلغ سن الثامنة عشرة بوقتٍ قصير، أجرت اختبارًا وتم قبولها في فريق”Leoas da Serra” في مدينة لاجيس/ ولاية سانتا كاتارينا. بعيدًا عن عائلتها، قضت إيزابيلي عامين في الفريق البرازيلي، حيث ساهمت في تحقيق بطولات مهمة مثل كأس الليبرتادوريس لأمريكا في عام 2018 وكأس العالم للأندية وكأس البرازيل في عام 2019. وفي عام 2018، شاركت أيضًا مع المنتخب البرازيلي دون العشرين واحتفلت بفوزها ببطولة كأس أمريكا الجنوبية.
بين عامي 2021 و 2022، لعبت إيزابيلي بقميص فريق باراتيرو هافان لكرة الصالات/بروسكي، ثمّ شاركت مع الفريق العربي من 12 نوفمبر حتى 12 فبراير، و مع نهاية المدّة المحدّدة في فبراير من العام 2023، عادت للعب في باراتيرو حاملةً في جعبتها إنجازاً قيّماً تفتخرُ به في مسيرتها الرياضية.
تقرير لريبيكا فيتوري/ خاصّ بوكالة الأنباء العربية البرازيلية.
ترجمته من البرتغالية: يارا عثمان