ساو باولو – في حفلٍ أُقيم في قصر إيتاماراتي في العاصمة الفيدرالية، يوم الثلاثاء الفائت (21)، قام الرئيس البرازيلي، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا بتكريمِ سفير فلسطين لدى البرازيل، إبراهيم الزبن و تقديم التهاني الحارّة له. وقد تم التعرُّف على الدبلوماسي بأعلى رتبة من وسام ريو برانكو، وهي رتبة “جراند كروس” الأعلى درجة من حيث الجدارة من بين الرتب الأربعة الأخرى.
و كان الزبن، الذي هو أيضًا عميد مجلس السفراء العرب في البرازيل (مجموعة تضمّ الدبلوماسيين العرب في البرازيل) قد حصل على الشارة من يد وزير الخارجية البرازيلي، ماورو فييرا. علمًا بأنّه تم إنشاء وسام ريو برانكو في إطار وزارة الخارجية لتمييز الشخصيات بفضل خدماتهم وفضائلهم.
في تصريحٍ له لوكالة الأنباء العربية البرازيلية، أكّد الزبن على أهميّة تلقيه للتّكريم في هذا الوقت العصيب الذي يعيشه شعبه. وقال: “أُهدي هذا التكريم إلى شعبي، وعائلتي، وخاصّةً إلى ذكرى الأطفال الذين فقدوا حياتهم البريئة في الـ46 يومًا الماضية بشكلٍ غير عادل”.
على صعيدٍ أشمل، يدرك الزبن أن هذا التكريم هو اعتراف بالعلاقات الجيدة بين فلسطين والبرازيل، كما أنّه يجسِّد الدعم غير المشروط من البرازيل لسلامٍ عادلٍ ودائمٍ في المنطقة. أمّا بالنسبة له شخصيّاً، فيُعتبر ذلك سببًا للاستمرار في العمل بجدّ لتعزيز العلاقات البرازيلية-الفلسطينية. حيث قال: “نعمل من أجل أن تكون هذه العلاقات بين فلسطين، وأيضًا بين العالم العربي، والبرازيل أقوى وأكثر فعالية وفائدة لجميع الأطراف”.
من الجدير بالذكر أنّ إبراهيم الزبن هو سفير فلسطين في البرازيل منذ عام 2008، وقد كان واحدًا من أبرز المتحدّثين باسم حقوق الشعب الفلسطيني في البلاد. السفير المولود في الأردن؛ المكان الذي لجأت إليه عائلته بعد إنشاء دولة إسرائيل، كان صحفيًا قبل أن يدخل في مجال الدبلوماسية، واليوم يتمتّع بخبرةٍ واسعةٍ في العمل الدبلوماسي في دول أمريكا اللاتينية.
لا بدّ ايضًا من الإشارة إلى العمل الذي تقوم به الحكومة البرازيلية بشكلٍ قويٍّ من أجل إيجاد حلٍّ للنزاع في الشرق الأوسط. ومن بين العديد من الإجراءات، هي تلك المحادثات التي قام بها الرئيس لولا مع قادة آخرين في محاولةٍ للمساعدة في العثور على حلٍّ سلمي. ففي يوم الثلاثاء الموافق (21) من الشهر الجاري، طلب لولا التحرك المشترك من قبل مجموعة بريكس، التي تضمّ البرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا والصين والهند، وذلك لتجنب انتشار النزاع و توسّعه في الشرق الأوسط.
بدورها أيضًا، أرسلت الحكومة طائراتٍ لإجلاء البرازيليين الذين كانوا في منطقة الشرق الأوسط بعد بدء النزاع، وأرادوا العودة إلى بلدهم. إذ تمّ إعادة مواطنين كانوا في الضفة الغربية و32 شخصًا من قطاع غزة. فضلًا عن تيسير مغادرة المجموعة عبر الحدود مع مصر، أُرسِلت أيضًا مساعدات إنسانية، وكانت قد بُذلت جميع هذه الجهود من خلال الدبلوماسية البرازيلية.
ترجمته من البرتغالية: يارا عثمان.