ساو باولو – يمكن للسياحة التي تراعي أعراف الدين الإسلامي والمعروفة بالسياحة الحلال أن تزدهر بمقدار استعدادية مؤسسات هذا القطاع لاستقبال المسلمين. وفي البرازيل اتُخِذت مبادرات فعلية ترمي إلى خدمة الزوار المسلمين، وقدّم خبراء في هذا القطاع شرحًا عن التدابير المعتمدة لتصبح السياحة في البرازيل “مراعية للإسلام”، وذلك في حلقة نقاش تحت عنوان “السياحة والترفيه: الابتكار والقدرة التنافسية” التي أُقيمت يوم الثلاثاء (24) في النسخة الثانية من منتدى الأعمال البرازيلي- العالمي للحلال (GBH) في مدينة ساو باولو. وبهذه المناسبة قام نائب رئيس هيئة إصدار شهادات الحلال “فامبراس” علي الزغبي بتسليم الأمينة التنفيذية في وزارة السياحة والسفر في ولاية ساو باولو لوسياني لايتشي دليل الحلال الذي تعاون على إصداره حكومة ولاية ساو باولو وشركة “فامبراس”, علمًا أن الأخيرة تشارك في تنظيم المنتدى بالتعاون مع الغرفة التجارية العربية البرازيلية.
ووفقًا للوسياني فإن الدليل السياحي عبارة عن مبادرة اتخذتها حكومة الولاية لاستقبال السياح المسلمين وتوجيههم، وأوضحت لوسياني إنه “إذا أردنا أن نجيد استقبالهم علينا أن نجهز المدن وأن ننشر الوعي بين الناس، ويكمن التحدي الأكبر في إيصال المعلومات لأكبر شريحة ممكنة من الناس”. كما قدمت لوسياني في خلال مشاركتها عرضًا لمقطع فيديو لوزير السياحة والسفر في ولاية ساو باولو روبرتو لوسينا.
كذلك اتخذت مدينة فوز دو إيغواسو في ولاية بارانا مبادرة أخرى لاستقبال السياح المسلمين واستضافتهم، علمًا أن فوز دو إيغواسو تقع على المثلث الحدودي بين البرازيل والأرجنتين والباراغواي، وتضم جالية كبيرة من العرب والمسلمين. ويقول أمين الشؤون السياحية في فوز دو إيغواسو أندريه روبرتو أليانا إن 20 بالمئة من الشركات في المدينة تعود للمسلمين وتشمل فنادق ومطاعم ومحال تجارية، وأضاف إن هناك حملة ترويجية لمدينة فوز دو إيغواسو تجري اليوم في دول الشرق الأوسط.
وأشار فرناندو غيناتو، مدير مركز التسوق العالمي وفندق شيراتون ساو باولو الذي استضاف فعاليات المنتدى، إن أحد أكبر التحديات الذي يمكن مواجهتها في تنفيذ قواعد الحلال يكمن في التغلب على العادات والممارسات المتجذرة، مع العلم أن فندق شيراتون حاز على شهادة حلال في مجرى هذا العام. وأضاف قائلًا إنه “في النهاية لا بد أن تنشئ بيئة تجعل السائح يشعر وكأنه في وطنه، فأنت تريده أن يشعر بالراحة، وحُسن الاستقبال أمر في غاية الأهمية”.
أما فضل بحرالدين، الرئيس التنفيذي لشركة “CrescentRating” المتخصصة في شؤون السياحة الحلال، فأشار إلى الاتجاهات الجديدة التي ستتجلى في السياحة في الأعوام القادمة، موضحًا إن “الناس سيظلون يبحثون عن خوض تجارب غامرة، والسائح الذي يسعى وراء التبضع والنزهات سيظل يفعل ذلك، لكن الاتجاه الجديد يكمن في البحث عن تجارب فريدة”، كما أتى على ذكر استخدام الذكاء الاصطناعي باعتباره اتجاهًا جديدًا في هذا القطاع. كذلك ذكر ابراهيم أبو هليل، الرئيس التنفيذي لشركة ” JIA” للتجارة وتسويق الأغذية الصحية والسياحة، إن أهواء السياح تختلف من شخص لآخر وإن المعايير تختلف حتى ضمن قواعد الحلال.
ووفقًا لنيكولينو بوزيلا، مدير العلاقات المؤسسية في الوكالة البرازيلية للترويج الدولي للسياحة (Embratur)، فإن السياحة تمثل نحو 10 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل، وحققت إيرادات بقيمة 4 مليارات دولار أميركي في الفترة الممتدة منذ بداية العام الجاري حتى آب/ أغسطس، وأضاف قائلًا: “إنه القطاع الوحيد الذي يفتح هذا العدد الهائل من فرص العمل ويدر بهذا الكم من الثراء على نحو مستدام، مع المحافظة على البيئة”. كذلك شاركت في حلقة النقاش التي نسقها الصحفي أندريه كوتينيو كبيرة المسؤولين التنفيذيين لمبيعات الشركات في الخطوط الجوية التركية إسراء سيربن كويليو التي أشارت في حديث لها قائلةً: “بدأنا بتقديم الخدمات الحلال قبل أن نصل إلى وجهتنا، وهذا جانب مهم للغاية نظرًا لأن الشخص الذي لم يتناول طعامًا حلالًا من قبل يبدأ برحلة التعرف عليه على متن الطائرة”.
ويجدر الذكر أن المنتدى البرازيلي- العالمي للحلال (GHB) يحظى بدعم من أكاديمية الحلال الدولية وغرفة التجارة والصناعة والزراعة الإسلامية واتحاد الغرف العربية وجامعة الدول العربية. وهو يُقام بالشراكة مع الحكومة الفدرالية البرازيلية ووزارة التنمية والصناعة والتجارة والخدمات (Mdic) ووزارة الشؤون الخارجية والوكالة البرازيلية لترويج الصادرات والاستثمار (ApexBrasil). أما الجهات الراعية له فهي شركات “BRF” و”مارفريغ” و”منيرفا فوردز” وليلى للسياحة والسفر (Laila Travel) والخطوط الجوية التركية والوكالة البرازيلية للترويج السياحي الدولي (Embratur) و “سفر بلاس” و “H2R Insights & Trends” و “WLP” (World Logistics Passport) ومصرف “ِABC Brasil” و”سيارا” (Seara) و”Pão & Arte” و “كريستال بلاس” و “بامونا أليمنتوس” (Pamunã Alimentos).
ترجمته من البرتغالية مريم موسى