أبوظبي – في عام 2008، عندما لم تكن مسألة البيئة موضوعًا هامًا، كانت العاصمة الإماراتية أبو ظبي منهمكة ببناء أول مدينة مستدامة في البلاد. واليوم، بعد مرور خمسة عشر عامًا، أصبح التغير المناخي مصدر قلق عالمي في وقت تتمتع فيه مدينة مصدر بخبرة تراكمية واسعة في سعيها لجعل الاستدامة تتوافق مع حياة السكان اليومية. ويجدر الذكر أن المشروع دخل اليوم في مرحلة تحقيق صافي الصفر في المباني.
وفي هذا السياق أفاد نائب مدير الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية والمؤسسية (CSR) في مدينة مصدر كريس وان (في الصورة أعلاه) في حديث له مع مجموعة من الصحفيين البرازيليين يوم الثلاثاء (12) إن الموقع يضم خمس مبان مُعدّة لتحقيق صفر انبعاثات كربونية. استُكمل بناء مبنيين ولا يزال اثنان قيد البناء، كما أُعلِن في هذا الشهر عن إطلاق مشروع مسجد يتمتع بخاصية تعويض إجمالي الانبعاثات.
وبخصوص المباني يوضح وان إن صافي الصفر يعني أن المباني ستكون قادرة على إنتاج طاقة شمسية نظيفة بكمية أكبر من أو تساوي استهلاكها من الكهرباء والتبريد على مدار عام واحد. ولهذا الغرض ستُركَّب الألواح الشمسية على الأسطح وفي المساحات الخضراء المحيطة بالمباني.
أما مشروع المسجد فقد لاقى ترحيبًا واسعًا من قبل الإماراتيين كونه أول مسجد في الدولة وفي المنطقة بأكملها مُعَدّ لتحقيق صافي الصفر.
ويندرج التصميم البيئي على قائمة اهتمامات مدينة مصدر ، وهو البناء انطلاقًا من هندسة معمارية تفضي إلى أقل قدر ممكن من استهلاك الطاقة، سواء من خلال الاستفادة من دوران الرياح أو من خلال وضع المبنى على مستوى ارتفاع سطح الأرض لضمان التهوية الجيدة وغيرها من الإمكانيات. كذلك تصب الجوانب الاجتماعية وصلاحية السكن والنموذج الاقتصادي للمشاريع أو الجدوى التجارية منها في صميم اهتمامات المدينة.
ويقول وان إنه يتناهى إلى سمعه منذ فترة طويلة أن الاستدامة هي فكرة عظيمة لكنها مكلفة جدًا ولا يمكن تنفيذها. وفي هذا السياق يؤكد قائلًا: “نريد أن نكون من المحفزين على التغيير، وعلينا أن نعثر على حل للعلاقة بين التصميم البيئي وعالم التمويل المتعلق بالميزانيات”.
سافرت الصحفية إلى أبوظبي بدعوة من سفارة الإمارات العربية المتحدة في البرازيل.
ترجمته من البرتغالية مريم موسى