ساو باولو – بعد سنوات قليلة من وصول الاخوة لولا ووفاء وابراهيم وروضة وعمر من لبنان إلى البرازيل رفقة والديهما زهره محمد عساف ومحمد عبد اللطيف عساف، أصبحت تجارة الأثاث جزء من حياتهم اليومية. لولا وهي أصغر الأخوة كانت قد وصلت البرازيل في نهاية العقد السابع من القرن الماضي وهي طفلة رضيعة، وقد كبرت مع التجارة التي افتتحتها عائلتها في مدينة سانتوس: وهي محل تجاري لبيع الأثاث اسمه Alhambra.
كذلك الأمر سيان بالنسبة لأخوتها فقد كبروا وهم على اتصال مباشر بعالم بيع الاثاث بالتجزئة. وانطلق الأخوة الستة يشاركون في المؤسسة كل وفقاً لمهاراته وإمكانياته، وكانوا شهوداً على نمو العمل التجاري الذي أسسه والدهم والذي تحول من متجر إلى متجرين ومن ثم إلى ثلاثة وأربعة متاجر. اليوم شركة Alhambra عبارة عن سلسلة تعتبر مرجعاً في تجارة الأثاث الفاخر في مدينة سانتوس وتستعد حالياً لافتتاح فرعها الخامس في المدينة.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية، قصت لولا حكاية التجارة والهجرة التي خاضتها عائلتها اللبنانية. إن والدها محمد ووالدتها زهره من وادي البقاع اللبناني، وقد انتقلا إلى البرازيل بسبب الحرب الأهلية التي كانت مندلعة في هذا البلد العربي آنذاك، وكان والدا السيدة زهره حينها مقيمين في مدينة سانتوس وهذا كان الدافع لاختيارهم الاستقرار في هذه المدينة، وكان أولادهم الستة حينها قد ولدوا وسافروا رفقتهما.
عمل محمد في لبنان في القطاع العام. أما في البرازيل، كانت المحاولة الأولى في التجارة من خلال محلات السوبر ماركت، وهو المجال الذي كان الأقارب يعملون به بالفعل. ومع ذلك، سرعان ما غادر المنطقة وافتتح متجر الأثاث في شارع Senador Feijó، والذي لا يزال إلى وقتنا هذا أحد عناوين الشركة الحالية، حيث كان جزء من المتجر صالة عرض لعرض الأثاث والجزء الآخر كان مخصصاً لتلميع الأثاث.
التصميم البرازيلي
وتقول لولا أنه منذ البداية كان تركيز شركة Alhambra على الأثاث عالي الجودة، وأن الأعمال أخذت تنمو باتجاه تقدير التصميم البرازيلي. وتؤكد سيدة الأعمال قائلة: ” إن DNA شركة Alhambra هو تكريم جذورنا اللبنانية البرازيل التي رحبت بنا واحتضنتنا بالكثير من المودة، ونحن نكن احتراماً كبيراً للبرازيل وللجذور البرازيلية. المصممون هنا مبدعون للغاية والأثاث ذو جودة عالية جداً “، مؤكدةً أنه على الرغم من الجودة العالية المطلوبة، فإن تقديم الأسعار الجيدة كان ولازال أيضاً أحد محاور الشركة.
إن متاجر Alhambra متعددة العلامات التجارية وتبيع أثاثاً فضفاضاً، سواء للمنازل أوالمكاتب أو الشركات التجارية. على الرغم من أنه لا يوجد تصنيع داخلي، إلا أن العمل في شراكة مع الصناعات في هذا القطاع يسمح لك بتخصيص القطع للعملاء، كتغيير القياسات والألوان وأقمشة الأرائك على سبيل المثال. وفقا للولا، إن عملية ما بعد البيع هي مجال تتميز فيه الشركة.
وتتحدث لولا عن مسار الشركة فتقول: “كان هناك تنظيم وتخطيط كامل للإبقاء بالفعل على أفضل العلامات التجارية في السوق، مع زبائننا الذين نلبيهم بالطريقة التي نريدها، وهي التميز والمنتج عالي الجودة واحترام المستهلك. هكذا نحن وهكذا كنا نختار العلامات التجارية التي ستشكل صالة عرض Alhambra “،.
وتشير لولا أن هناك عملاء يبحثون عن المتجر بمفردهم، لكن معظمهم يأتون برفقة أحد أو يعتمدون على مهندس معماري أو مصمم داخلي للمساعدة في اختياراتهم. تتراوح القطع من الأرائك إلى الكراسي والطاولات والخزائن الجانبية وغيرها، ولكن لا يوجد نوع واحد بإنتاج أفضل أو تسويق أعلى من المتوسط. “إنه المزيج، بل المشروع بأكمله” ، متحدثة هنا عن تركيبات الأثاث لمنازل بأكملها، باستثناء ما يجب التخطيط له أو لغرفة مثل غرفة المعيشة أو غرفة النوم.
الأخوة عساف
يعمل مع لولا بشكل مباشر في الشركة جنباً إلى جنب كل من رجاء في التنظيم والقسم التجاري ووفاء في القسم المالي. أما بقية الأخوة فيشاركون كشركاء، ويهتمون من وقت لآخر بمشاريع محددة. وفقاً للولا، على الرغم من أن الجميع لا يعمل في الإدارة اليومية للشركة، إلا أن هناك دائما تبادل للأفكار حول العمل.
الأبوين محمد وزهره قد وافتهم المنية، محمد انتقل إلى رحمة الله في العام 2013، وزهره منذ ثلاثة أعوام. تؤكد لولا بأن والدها كان يدير الأعمال التجارية ببراعة. وتضيف: “اليوم نحن نهنا نحافظ على إرثه”. أما والدتها فلم تكن تعمل في المتجر، ولكنها كانت في غاية الأهمية وأساسية في هذا العمل التجاري، وتؤكد لولا متحدثة عن إلى التحفيز والتشجيع الذي كانت تقوم به والدتها والمدخرات التي إذخرتها والدتها والتي ساعدت في افتتاح الشركة: ” أمي كانت الرأس المفكر في هذا المنزل”
تؤكد البنت الصغرى أن الأم كانت تشجع أولادها على الدراسة والنمو حيث تقول: “لقد كانت ولازالت حيث هي الآن مذهلة رائعة، وكانت في غاية الأهمية في كل خطوات عملنا التجاري”. إن هذا التحفيز كان له تأثيره. فلولا خريجة دعاية وإعلان، ورجا وعمر خريجي إدارة أعمال، وروضة مهندسة معمارية، وابراهيم خريج هندسة الحاسوب، أم وفاء فخريجة الهندسة الكهربائية.
لبنان
إن التواصل مع لبنان لم يتوقف أبداً. فقد زارت لولا لبنان مرتين، وهي شديدة الإعجاب ببلدها الأم كونه بلد عصري وعالمي ملؤه الترحاب وبمناظره الطبيعية الخلابة. تمتلك العائلة منزلاً في لبنان وتسافر إلى لبنان كلما أمكن. ممتلكة لصفات وقيم اكتسبتها من أبويها كالشخصية والصدق والتواضع، تعتقد لولا بأن الأخوة عساف قد ورثوا عن التقاليد والثقافة العربية بشكل رئيسي “وحدة العائلة”. وتؤكد قائلة: ” إن الثقافة والتقاليد العربية هي ثقافة مبينة بشكل رئيسي على العائلة فهي ثقافة وتقاليد عائلية، وهذا كان أساس كل شيء”.