برازيليا – أعرب سفير جامعة الدول العربية في البرازيل، السيد قيس شقير، عن تفاؤله إزاء العلاقات القائمة ما بين البرازيل والدول العربية. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية (أنبا) تحدث الدبلوماسي عن تطلعاته إزاء العلاقات ما بين المنطقتين، مشيراً إلى الزيارة التي ينوي الرئيس البرازيلي “جاير بولسونارو” القيام بها إلى منطقة الشرق الأوسط في اكتوبر المقبل. كما أعرب عن إعتقاده بإمكانية أن تلعب البرازيل دور الوسيط في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي. وأكد على ضرورة تعميق أواصر التعاون وزيادة الترابط في العلاقات الإقتصادية ما بين البرازيل والبلدان العربية.
وكان السفير شقير قد زار مؤخراً وزارة العلاقات الخارجية البرازيلية حيث تم تباحث جملة من المواضيع المتعلقة بالعلاقات البرازيلية – العربية، بما فيها زيارة الرئيس البرازيلي.
ومن المنتظر أن يقوم الرئيس “جاير بولسونارو” بزيارة المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر. لكن الدبلوماسي تحدث عن إمكانية توسيع نطاق هذه الجولة لتشمل دول عربية أخرى. وأعرب عن رغبته بأن يقوم الرئيس “بولسونارو” بزيارة المملكة الأردنية الهاشمية ودول أخرى في المنطقة، وقال: “حتى الآن نلاحظ أن الأمور تتغير إيجابياً نحو الأفضل”.
وأكد السفير على ضرورة بذل المزيد من المساعي لتحسين العلاقات الإقتصادية ما بين البرازيل والدول العربية، مشيراً إلى حجم السوقين البرازيلية والعربية، حيث تضم السوق الأولى حوالي 200 مليون نسمة، بينما تضم السوق الثانية أكثر من 300 مليون نسمة. وحول الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها البرازيل قال السفير: “إنها لسوق عظيمة. ولدينا توقعات إيجابية إزاء إمكانية توسيع العلاقات، نظراً للفرص المتاحة لتحقيق هذا الهدف”. وحول تلهفه تجاه إحتمالات اتساع رقعة العلاقات الإقتصادية، أضاف قائلاً: “لقد توقفنا بعض الوقت عن الترويج للمسألة الإقتصادية، لكنني أعتقد أن هذه الزيارة ستكون فرصة جيدة للمضي قدماً في تعميق هذه العلاقات”.
كما أعرب السفير عن إعتقاده بإمكانية أن تلعب البرازيل دور الوسيط المحايد في الشرق الأوسط، خاصة وأن البرازيل بلد مرحب به للغاية في المنطقة، وقال: “إننا نحب البرازيل منذ الصغر. فأنا شخصياً ولدت محباً للبرازيل، وهذا الشعور لا يقتصر عليّ فحسب، بل هو شعور سائد في العالم العربي”. وأضاف بأن الدول العربية غير مكترثة بالعلاقات التي ترغب البرازيل بتعميقها مع دول أخرى، بما فيها اسرائيل. وقال لـ “أنبا”: “بالنسبة لنا نرى أنه من المفيد للبرازيل أن تلعب دور الوسيط”. وأضاف أنه بإمكان البرازيل أن تساهم في التخفيف من حدة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وحتى في إيجاد حل له.
والجدير بالذكر أن السفير شقير يشغل منصبه الحالي منذ تسعة أشهر. وكان قد شارك في شهر أبريل الماضي في حفل العشاء الذي أقامته الحكومة البرازيلية لسفراء الدول العربية والإسلامية في برازيليا، بحضور الرئيس “بولسونارو” ووزيرة الزراعة “تيريزا كريستينا”، ووزير العلاقات الخارجية “ايرنيستو أراوجو”. وقد أعرب عن أمله بتعميق الحوار، خاصة وأن هناك آفاق شاسعة للتعاون الإقتصادي ما بين البرازيل والدول العربية. وهذا التعاون لا يقتصر على المبادلات التجارية فحسب، بل ينبغي أن يشمل أيضاً مشاريع استثمارية مشتركة والشراكة الإستراتيجية.
وكان سفير جامعة الدول العربية قد تحدث مع “أنبا” قبل انتهاء زيارة النائب “ادواردو بولسونارو”، نجل الرئيس “جاير بولسونارو” ورئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع الوطني في مجلس النواب البرازيلي، إلى الإمارات العربية المتحدة، خلال الأسبوع الماضي، والتي أكد خلالها على الزيارة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية إلى المنطقة.
ترجمة صالح حسن