ساو باولو – انطلقت فعاليات معرض الأغذية والمشروبات Apas Show 2024 في يوم الإثنين (13) من الجاري في مدينة ساو باولو وسط توقّعات بإبرام أعمال بقيمة نحو ٣ مليارات دولار أميركي، وفي حضور أكثر من 850 عارضٍ، ويصل عدد العارضين الدوليين إلى 200 يتوزعون على 22 بلدًا، ومن بينهم ممثلو 15 شركة من خمس دول عربية: تونس ومصر ولبنان والإمارات العربية المتحدة والعراق.
وفي خلال مراسم افتتاح معرض Apas Show 2024، توجّه نائب الرئيس البرازيلي وزير التنمية والصناعة والتجارة والخدمات في البرازيل، جيرالدو ألكمين، في خطابه إلى أصحاب المتاجر الكبرى البرازيلية، الذين يشكّلون جمهورًا واسعًا من المشترين في المعرض، وقال، “استثمروا أكثر، وافتحوا المزيد من فرص العمل، وافتتحوا المزيد من المتاجر، فهذا القطاع أساسي على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي”.
شارك في فعاليات الافتتاح مجموعة من الجهات الرسمية، من بينها جهات عربية، مثل سفير تونس في البرازيل، نبيل الأكحل، ومدراء من الغرفة التجارية العربية البرازيلية، مثل المدير ويليام عطوي ومدير قسم الأعمال التجارية الجديدة، إستيفاو كارفاليو. ومن الجدير بالذكر أنّ الغرفة العربية هي من ينظّم مشاركة البلدان العربية في معرض “أباس”.
أمّا بالنسبة للخبر المتداول حول توقّعات الحركة الاقتصادية في معرض “أباس”، فقدّمها رئيس رابطة المتاجر الكبرى في ساو باولو (Apas)، بيدرو لوبيز، في خلال مراسم الافتتاح، وأفاد أيضًا إنّه في العام الماضي جنى القطاع في ولاية ساو باولو فحسب ما تصل قيمته إلى نحو 6 مليارات دولار أميركي.
وحرصت جهات رسمية عربية على الحضور منذ اليوم الأول من فعاليات المعرض لدعم الشركات العارضة من بلدانهم، إدراكًا منهم لأهمية هذه السوق الاستهلاكية الكبرى المتمثلة بساو باولو وبالبرازيل ككل. ويعرض المشاركون العرب منتجات مثل التمور وزيت الزيتون والزيتون المخلّل والوجبات الخفيفة والتوابل والفواكه المجمدة وغيرها من المنتجات في الجناحين الأبيض والأزرق في مركز “إكسبو نورتي” (Expo Center Notre).
سوق كبرى
زار سفير تونس، الذي استلم منصبه في برازيليا في كانون الثاني/ يناير من العام الجاري، معرض “أباس” للمرّة الأولى، وأعرب عن مدى تفاجئه به. كما قال إنّ الأهمية التي يمتلكها المعرض بالنسبة للبرازيل لا تقلّ عن أهميته بالنسبة لتونس. ومن أبرز المنتجات التي تعرضها تونس في المعرض التمور وزيت الزيتون.
وحرص الأكحل على الإشارة إلى فوز تونس مؤخرًا بجوائز في 26 فئة من أصل 30 نالتها الزيوت التونسية في سويسرا، وذلك تعبيرًا عن ثقته بالنجاح المبهر الذي يمكن أن يحققه زيت زيتون بلاده في البرازيل. وفي هذا السياق قال، “زيت الزيتون التونسي هو ربّما الأفضل في العالم”، فضلًا عن إشارته إلى تمور “دقلة نور” التونسية على أنّها الأفضل في العالم.
وكذلك حضر قنصل لبنان العام في ساو باولو، رودي القزّي، في المعرض لزيارة المساحة المخصصة لشركة “الطيبة” التي تعرض المنتجات اللبنانية في المعرض. تستورد الشركة أغذية من لبنان وبلدان أخرى وتوزّعها في البرازيل. ويشير القزي إلى أنّ البرازيل تستقبل على أراضيها الكثير من المتحدرين من أصل لبناني، وأنّ الشعب البرازيلي بشكل عام يحبّ أيضًا المأكولات والمنتجات اللبنانية.
ومن جهة أخرى، يذكر القزّي العقبات التي تعيق التجارة بين البرازيل ولبنان، مثل الرسوم الجمركية والمسافة وتكاليف الشحن وغيرها من الأمور, وقال إنّه “علينا أن نتوصّل إلى طريقة لخفض التكاليف والسماح لهذه المنتجات بدخول السوق البرازيلية بشكل أكثر سلاسة”. وفي ضوء الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، يقول القزي إنّه من الضروري أن تستهلك البرازيل المنتجات اللبنانية وإنّ ذلك من شأنه أن يساهم في إبقاء المنتجين في بلدهم.
أمّا المدير عطوي، فيؤكّد على جوهرية المشاركة العربية في معرض “أباس”، وذلك لتعريف الشركات العربية بالسوق البرازيلية وليكون المعرض بوابة دخول المنتجات العربية إلى البرازيل. كما يشير إلى أنّه يمكن تسويق تلك الأطعمة العربية لتدخل في الصناعات أو لتُباع مباشرة للمستهلك البرازيلي.
العلامات التجارية العربية
يشارك في المعرض، إلى جانب شركة الطيبة اللبنانية، شركة Great Food العراقية، وشركة الأغذية/ الفوعة الإماراتية، بالإضافة إلى الشركات التونسية الجزيرة و I3C+ و CBF Plus وتمور نوري و FIT، والشركات المصرية Mima Foods و Oriental Fruits و Frosty Foods و EGCT Frozen و Delta والسويدي ودلسا. كما تشترك الشركة البرازيلية O Primo Logística في المعرض مع الغرفة العربية.
كما حضر في اليوم الأول من المعرض وجهاء عرب آخرون، مثل المدير التنفيذي للغرفة العربية وأمينها العام، تامر منصور، ورئيس الغرفة، أوسمار شحفة، وقنصل الأردن الفخري في ساو باولو ومستشار الغرفة العربية، مصطفى عبدوني، وسفير فلسطين في البرازيل وعميد مجلس السفراء العرب في البرازيل، ابراهيم الزبن، ويرافق الأخير وفدًا من بلاده ينزل في مدينة ساو باولو من أجل بناء شبكة علاقات.
كذلك أعرب مدراء من قطاع المتاجر الكبرى في البرازيل وساو باولو في مراسم افتتاح المعرض عن تضامنهم مع ريو غراندي دو سول، وأعلنوا عن اتخاذ إجراءات لمساعدة الولاية التي أغرقتها الأمطار الغزيرة والفيضانات في الأيام الأخيرة. ويجدر الذكر بأنّ المياه غمرت حوالي 150 متجرًا كبيرًا في ولاية ريو غراندي دو سول.
ترجمته من البرتغالية مريم موسى