ساو باولو – من المتوقع أن تقوم الحكومة البرازيلية الشهر المقبل بتقديم هيكلة السندات التي تدعم تخفيض انبعاثات الكربون ، وتتوقع البرازيل أن تكون الدول العربية من مشتري هذه السندات ومن مستثمري المنطقة. أخذت هذه المعلومات يوم الجمعة الموافق 01 ابريل، في العاصمة ساو باولو، من محاضرة وزير البيئة البرازيلي، جواكيم ليتي (في الصورة أعلاه) لأعضاء غرفة التجارة العربية البرازيلية.
بالعودة من اجتماع عقد في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصاديOCDE ، أظهر الوزير حماساً للدور الذي يمكن أن تلعبه البرازيل في التسويق الدولي للسندات التي تدعم تخفيض انبعاثات الكربون ، مما يساعد في مبيعات السندات ومساعدة البلاد والشركات على تحقيق أهدافها لخفض الانبعاثات. هذا ويعتقد الوزير أن البرازيل يمكنها أن تستحوذ على 25٪ من هذه السوق العالمية، والتي تبلغ 100 مليار دولار أمريكي.
يؤكد ليتي أن تكلفة تخفيض الانبعاثات في البرازيل ستكون قليلة، ويمكن أن تصل إلى فقط 10% ، وهي نسبة أقل مما هي عليه في البلاد الأخرى. يقول ليتي، بأنه توجد حالات من لتخفيض الانبعاثات يصعب على الانسان انجازها، وهي غير مجدية اقتصاديا. بالإضافة إلى ذلك، يرى الوزير أنه يوجد تنوع في المناطق التي يمكن استغلالها في البرازيل، والتي يطلق عليها اسم، منطقة ما قبل الملح للطاقة المتجددة. وقال، بالتأكيد العالم سينظر إلى البرازيل كلاعب أساسي في هذا السوق.
يعتقد الوزير أنه ستكون هناك فرصة للدول العربية لشراء السندات البرازيلة. كما أنه يرى في رجال الأعمال في المنطقة كمستثمرين في المشاريع التي تستوجب وجود هذه السندات في البرازيل، وخاصة في قطاعات إنتاج الميثان الحيوي، ليحل محل الديزل، والهيدروجين الأخضر وطاقة الرياح البحرية. وقال، أعتقد أن هذه القطاعات الثلاثة هي القطاعات التي يمكن للمستثمرين العرب أن يهتموا بالاستثمار فيها، وهذا سيساعد على تطويرها هنا بالبرازيل، بما في ذلك للتصدير.
سوق الكربون الطوعي موجود بالفعل في البرازيل والعالم، ولكن الدول تسعى إلى تنظيمه. هذا هو الهدف الذي تسعى اليه الحكومة الاتحادية، مع توقعات بعمل هيكلة للقطاع. قال ليتي، لقد قمنا بتصميم السوق الأكثر ابتكارا في العالم. ووفقا له، فإن العالم يصنع سوق كربون أكثر تعقيداً. قال الوزير، نحن نفهم أنه يمكننا القيام بعمل يتسم بالحرية وبدون قيود، ولكن في الوقت نفسه يصب في مصلحة خفض الانبعاثات.
قدم ليتي، لمحة عامة موجزة لما يمكن أن تكون عليه هذه اللائحة التنظيمية لسوق الانبعاثات الوطنية، التي ستؤدي الى إنشاء مركز تسجيل موحد في الحكومة الفيدرالية، والى تحرك لجنة الأوراق المالية والبورصات (CVM) للاعتراف به. حتى أنه يوجد مشروع قانون لسوق الانبعاثات الوطنية (PL) مقدم إلى رئيس مجلس النواب الاتحاديين، آرثر ليرا.
أوضح الوزير أن اللحظة الحالية تختلف عن تلك التي تم فيها تنفيذ بروتوكول كيوتو، حيث لم يكن هناك طلب على أرصدة الكربون في ذلك الوقت. ووفقا له، ولد هذا الطلب في أبريل من العام الماضي، في القمة العالمية لقادة المناخ وذلك مع انضمام الشركات. وقال، هذه السوق العالمية معقدة، ولكن تمت الموافقة على طلب انضمام الشركات، فهذه الطلبات لن تنتهي.
تحدث جواكيم لايت في المحاضرة، عن مشاركته لمدة يومين في اجتماع وزاري لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، عقد يومي الأربعاء 30 والخميس 31. قدم الوزير في الاجتماع مشروعا أطلقته الحكومة لإنتاج الميثان الحيوي بداية من النفايات العضوية، ليحل محل استخدام الديزل في المركبات الثقيلة. كما تحدث عن مشاريع توليد طاقة الرياح البحرية، مع تركيب معدات التوليد في أعالي البحار، والهيدروجين الأخضر.
قال، أن البرازيل تم استقبلها استقبالا جيدا في الاجتماع. وقال، لقد فهموا أن البرازيل هى جزء من هذا الحل. هذا وأكد الوزير أن البرازيل لديها حاليا فرصة فريدة لتكون موردا للغذاء ولاصدار السندات التي تدعم تخفيض انبعاثات الكربون والطاقة المتجددة عبر الهيدروجين الأخضر إلى العالم. وقال، إذا قمت بقياس البرازيل بالمؤشر البيئي، فسنكون متقدمين على التجارة العالمية بالتأكيد.
الغرفة العربية
محاضرة وزير البيئة تم افتتاحها من قبل أوسمار شحفي، رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، الذي تحدث عن مجهودات المؤسسة لربط العرب والبرازيليين مع بعضهم البعض، بحثاً عن زيادة المشاركة والتعاون في مجال الاستدامة. ذكر شحفي عن بعض الإجراءات التي تم تنفيذها في المنطقة، مثل تنظيم تخفيض انبعاثات الكربون، في إكسبو 2020 دبي، بحضور نائب رئيس البرازيل هاميلتون موراو.
ترجمة أحمد النجاري