ساو باولو – قررت الغرفة التجارية العربية البرازيلية تشكيل لجنة نسائية تعمل على تعزيز أواصر التقارب بين المرأة العربية والبرازيلية. وقد تم إطلاق هذه المبادرة والإعلان عنها رسمياً، يوم الأربعاء، الموافق 15 يوليو، خلال حدث إفتراضي، حاضرت فيه مسؤولات تنفيذيات في إدارة الأعمال من كلا المنطقتين.
وتهدف اللجنة، التي أطلق عليها اسم “وحي – النساء الملهمات”، إلى تعميق المعرفة المتبادلة، وتبادل الخبرات في مجالات نشاطهن، وانجاز مشاريع تجارية مشتركة، وتحويل هذه المبادرة إلى واقع ملموس ومصدر إلهام وإبداع لتعزيز ثقافة الريادة في حياتهن. والجدير بالذكر أن كلمة “وحي” (WAHI) تمثل أيضاً الأحرف الأولى من (Women’s Achievements High Inspiration)، أي “إنجازات النساء الملهمات”.
وفي تصرح لوكالة الأنباء العربية البرازيلية قالت رئيسة اللجنة ومديرة شركة (H2R Pesquisas) العضو في الغرفة العربية، السيدة ” أليساندرا فريسو”: “رغم إختلاف الثقافات فإننا نتشارك في قصص وتجارب متشابهة. فكلنا نساء رائدات، وملهمات، وأمهات، وربات بيوت، ومسؤولات تنفيذيات، وهذه الأدوار المتعددة تولد لدينا، في نهاية المطاف، مهارات قيادية حقيقية”.
يترأس اللجنة السيدة “أليساندرا” وتتكون الإدارة من المهندسة المدنية، السيدة “كلاوديا يازجي”؛ والمؤرخة، السيدة “سيلفيا أنتيباس”؛ والمسؤولة التنفيذية، السيدة “جانيني بيزيرا دي مينيزيس”. كما تضم اللجنة كل من: السيدة “دانييلا ليتي”، والآنسة “تامارا ماشادو”، والسيدة “ايزاروا دانيال”، والسيدة “كارينا كاسابولا”، والسيدة “آنا كريستينا اوليفيرا”، والسيدة “مارينا صروف”، الموظفات لدى الغرفة العربية البرازيلية.
وحول النتائج المثمرة والبناءة المرتقبة من تشكيل هذه اللجنة قالت “كلاوديا”: “النساء يساعدن بعضهن البعض. فعندما تعتزم إحداهن بيع مستحضرات التجميل، وكان هناك في الطرف المقابل من داخل اللجنة سيدة مستهلكة لهذه السلعة، فالرابط جاهز لعلاقة أوثق بين الطرفين. هذا يعني أن اللجنة ستعمل على مد جسور التواصل بين النساء العربيات والبرازيليات العاملات في مجال الأعمال”.
وأكدت “جانيني” أن هذه المبادرة ستحفز الروح الريادية لدى النساء العربيات والبرازيليات، وستوفر لهن فرصاً عديدة في مختلف القطاعات، كما ستنمي لديهن الثقافة والشعور بالمسؤولية الاجتماعية. وقالت: “سنقوم بتنظيم أنشطة وفعاليات من شأنها تعزيز التقارب بين بلداننا وتوثيق أواصر الصداقة من بين الشعبين العربي والبرازيلي”.
وبالرغم من أن الهدف الرئيسي من إنشاء اللجنة هو توطيد روابط التواصل بين سيدات الأعمال، فإن المجموعة لا تقتصر حصراً على هذه الشريحة من النساء. وقالت “سيلفيا أنتيباس”: “سنولي أهمية كبيرة أيضاً للتبادل الثقافي. خاصة وأن الثقافة تعد وسيلة لتعبر المرأة العربية والبرازيلية عن ذاتها. فالفروق الدقيقة في الفن تعكس النظرة إلى الحياة”.
وكانت فكرة إنشاء اللجنة قد بدأت تأخذ قالباً في منتصف العام الماضي، بناءً على طلب القيادة الحالية للغرفة. ففي عام 2019 شاركت “كلاوديا” و” أليساندرا” في منتدى سيدات الأعمال الذي أقيم في مصر، والذي نظمته جمعية سيدات الأعمال المصريات 21 (BWE21)، بهدف التعرف على الخبرة المصرية والإستفادة منها.
وقال “أليساندرا”: “لقد بدأت المرأة العربية باكتساب أدوار قيادية جيوسياسية بالغة الأهمية. فهناك العديد من المسؤولات التنفيذيات اللاتي يترأسن شركات عالمية. والمرأة البرازيلية بدورها تترأس العديد من الشركات المتعددة الجنسيات. هناك صدى واسع لقوة المرأة في العالم”. وحول دور النساء اللاتي يترأسن حكومات ودول، صرحت رئيسة اللجنة أنهن مارسن أدوار قيادية متميزة في مكافحة فيروس كورونا. وأردفت قائلة: “لقد تمكن من ممارسة أدوارهن في مرحلة تسودها ظروف شديدة التعقيد وتحديات شبه يومية”.
وأضافت “أليساندرا” أنه من خلال مشاركتها في المنتدى المصري أدركت المدى الذي يمكن أن تصل إليه مثل هذه اللجان، نظراً لشمولية الموضوع. وعلى الرغم من وجود العديد من مبادرات تأسيس المجموعات النسائية في البرازيل والعالم، فإن لجنة “وحي – النساء الملهمات” سيكون لها خصوصيتها. وقالت: “ما يميز مجموعتنا هي أنها لجنة مؤلفة من نساء عربيات وبرازيليات. وهنا يكمن العامل السحري لهذه اللجنة. سنأتي بكافة التحديات التي تواجه طريق الطرفين، وسنعمل معاً على تجاوزها”.
هذا وسترتكز عملية توثيق العلاقات مع السيدات العربيات على ثلاثة محاور رئيسية: (1) دعم التمكين الاقتصادي للمرأة. (2) توسيع نطاق التبادل الثقافي. (3) المسؤولية والتسويق الاجتماعي. وتضيف “أليساندرا” قائلة: “لكن الدور الأول والأهم لهذه اللجنة هو رفع الوعي بأنماط الحياة والسلوكيات والتحديات التي يواجهها العرب والبرازيليون، وطرحها على الجانبين، لإزالة الغموض عنها”.
وأضافت أن دخول شركة (H2R) في عضوية الغرفة العربية البرازيلية كانت بمثابة اكتشاف لعالم جديد واكتساب لرؤية جديدة. والجدير بالذكر أن (H2R) هي شركة أبحاث متخصصة في دراسة سلوكيات ورؤى المستهلك. وقالت: “بدأت أتداخل مع ثقافات مختلفة تمامًا، ثقافات غنية الجوهر والتراث، ترتكز على قيم أسرية راسخة، وتلعب فيها المرأة أدواراً رئيسية”.
في وقت لاحق، ستقوم اللجنة النسائية بفتح أبواب الإنتساب لأعضاء جدد، ابتداءً بالنساء العاملات في الشركات العربية والبرازيلية المنتسبة للغرفة، والإنتقال بعد ذلك لمرحلة ضم النساء العاملات في شركات أخرى، واللاتي يتقاسمن نفس الأهداف التي أنشئت من أجلها اللجنة التي تعمل أيضاً على جذب رائدات الأعمال الشابات اللاتي يتمتعن بالخصائص اللازمة للمساهمة في تحقيق أهداف اللجنة.
رائدات أعمال
تحمل رئيسة اللجنة، “أليساندرا”، شهادة في طب الأسنان. لكنها منذ عشرين عاماً حصلت أيضاً على شهادة إدارة الأعمال الإستراتجية في الخارج. فبدأت العمل في قطاع استشارات الأعمال، والآن تعمل في مجال الدراسات الإحصائية. أما “جانيني” فهي مديرة التسويق والاستراتيجية لدى الغرفة العربية البرازيلية. تحمل شهادات جامعية برازيلية وأوروبية وآسيوية. كما عملت كمديرة تنفيذية للتسويق العالمي والتجارة الخارجية، وأيضاً في مجال الخدمات الإستشارية. كما شغلت مناصب إدارية لدى الشركات متعددة الجنسيات، وفي قطاع الأعمال الزراعية، ولدى الهيئات الحكومية في البرازيل والخارج.
أما بالنسبة لـ “كلاوديا يازجي” فهي المديرة الفنية لشركة المقاولات (Construtora Yazigi)، حيث تشرف على عمليات البناء. كما أنها عضواً في مجلس إدارة الغرفة العربية البرازيلية منذ سنتين. علماً بأن والدها، السيد وليد يازجي، كان قد ترأس الغرفة سابقاً، كما كان جدها السيد يوسف يازجي أحد مؤسسيها. أما “سيلفيا” فهي المديرة الثقافية للغرفة. وقد حازت على جائزة اليونسكو – الشارقة للثقافة العربية سنة 2019. وكانت ايضاً قيّمة على العديد من الفعاليات التي تروج الثقافة العربية في العالم. وعملت لمدة 36 عامًا في مديرية الثقافة التابعة لولاية ساو باولو.
والجدير بالذكر أن عضوات اللجنة تصدرن مبادرات الغرفة العربية لمكافحة جائجة كورونا، حيث قدن حملة لجمع التبرعات والمساهمات المالية. تقول “كلاوديا”: “لقد فرضت علينا الجائحة الإنخراط في نشاط جديد، ألا وهو النشاط التضامني”. كما نظمت المجموعة حملة لتوزيع المستلزمات الطبية على المستشفيات.
في الصورة أعلاه، من اليمين إلى اليسار، “سيلفيا” و”جانيني” و”كلاوديا” و”أليساندرا”.
*ترجمة صالح حسن