ساو باولو – أعلنت الغرفة التجارية العربية البرازيلية خلال الفعالية الإفتراضية التي أقامتها بمناسبة الذكرى الـ 68 على تأسيسها، عن إنشاء البيت العربي. وقد جاء هذا الإعلان على لسان رئيس الغرفة، السيد روبنز حنون، وذلك يوم الأربعاء الماضي (22/07) خلال ندوة إفتراضية تم الإعلان خلالها أيضاً عن نتائج الدراسة الإحصائية حول الجالية العربية في البرازيل. ومن المنتظر أن يلعب البيت العربي دوراً مهماً في تعزيز ارتباط أبناء الجالية العربية بأوطانهم الأم وترسيخ الإرث الثقافي العربي لديهم.
وحول هذا الموضوع قال رئيس الغرفة: “علينا أن نبذل ما بوسعنا من جهود لكي نتيح للبالغين والشباب والأطفال من أبناء الجالية فرص الوصول إلى تاريخ أسلافهم والتعرف على ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم في كل ركن من أركان البرازيل. وسعياً منا لتحقيق هذه الغاية نعلن اليوم عن إطلاق مشروع إنشاء البيت العربي، الذي سيبدأ أنشطته بشكل إفتراضي ليتحول مع مرور الزمن إلى كيان مادي”. وأضاف أن تركيز البيت العربي لن يقتصر على الجانب الثقافي، بل سيشمل مجالات أخرى مثل فن الطهو، والمجال الإقتصاد والإجتماعي، والأمور المتعلقة بالإنتماء للوطن الأم.
وكانت قد أشارت الدراسة الإحصائية إلى ابتعاد قسم من أبناء الجالية، وخاصة الشباب منهم، عن كل ما يربطهم بأوطانهم من الأخبار إلى العلاقات والاهتمامات. وفي هذا السياق فإن الهدف من تأسيس البيت العربي هو تقليص هذه المسافة الفاصلة بين هذين العالمين، حسب تصريح حنون الذي أكد أن هذا الكيان سيبدأ نشاطاته بشكل إفتراضي لإتاحة إمكانية الوصول لكافة الأشخاص من داخل البرازيل وخارجها. وأردف قائلاً: “كل ما هو عربي ستخصص له مساحة في هذا البيت العربي”.
هذا وقد خلصت الدراسة الإحصائية التي أجرتها مؤسسة (IBOPE Inteligência) بالشراكة مع شركة (H2R Pesquisas Avançadas)، إلى أن 11,61 مليون نسمة من سكان البرازيل ينتمون للجالية العربية. وأشار حنون إلى أن هؤلاء يشكلون أكبر تجمع سكاني للعرب خارج الوطن العربي. وذكر رئيس المجلس التوجيهي للغرفة السيد وليد يازجي أن تعداد الجالية كان يتم بشكل جزافي قبل إجراء الدراسة، وقال: “ونتيجة عدم توافر المعلومات الموثوقة قررت الغرفة العربية إجراء هذه الدراسة الإحصائية على أسس علمية”.
وأعرب رئيس الغرفة عن مدى سعادته بوجود هذه الجالية الكبيرة ومدى النجاح الذي حققته. وأشار إلى أن أبناء الجالية يعرفون أنفسهم على أنهم برازيليون وعرب. والأمين العام للغرفة العربية السيد تامر منصور هو خير دليل على ذلك، إذ يقول: “لقد ولدت في مصر، وقدمت إلى البرازيل منذ أكثر من 19 عاماً، وبالتالي فأنا جزء من هذا التاريخ. وأنا فخور بكوني عربي برازيلي وكوني برازيلي عربي”.
واستناداً إلى بيانات الدراسة الإحصائية قال حنون إن العمل التعاوني من أجل خدمة البرازيل يعد من أبرز السمات التي تتميز بها الجالية العربية، ومن أهم الأسس التي يرتكز عليها عمل الغرفة العربية لتصبح حالياً نموذجاً في هذا المضمار. كما أشار إلى خصائص أخرى يتميز بها العرب في البرازيل، مثل ريادة الأعمال والعمل المنتج والسلوك القيادي. وعرّف هذه الخصائص بأنها “نزعة فطرية”، إذ أن غالبية المغتربين بدأوا أعمالهم في البرازيل كباعة متجولين، ليقودوا الآن كبرى الشركات”.
وأكد حنون أن الغرفة العربية البرازيلية ستضع نصب عينيها هدف توثيق الروابط فيما بين أبناء الجالية. وفي هذا السياق، وبالإضافة إلى إنشاء البيت العربي، تعتزم الغرفة نشر كتاب يتضمن نتائج الدراسة الإحصائية باللغات البرتغالية والإنجليزية والعربية.
وتطرق رئيس المجلس التوجيهي للغرفة السيد وليد يازجي، خلال الحدث الإفتراضي، إلى تاريخ الهجرة العربية، منذ الزيارات التي قام بها الإمبراطور دوم بيدرو الثاني إلى الدول العربية، مما شجع العرب على القدوم إلى البرازيل، لا سيما السوريين واللبنانيين منهم، بحثًا عن ظروف معيشية أفضل، حتى الزيارات الأخيرة التي قام بها الرؤساء البرازيليون لدول المنطقة.
كما أرسل سيادة الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط كلمة مسجلة عبر الفيديو، تحدث فيها عن العلاقات الوطيدة التي تربط جميع الدول العربية بالبرازيل. كما أثنى بالمواقف البرازيلية الداعمة للقضايا العربية، لا سيما القضية الفلسطينية، استناداً إلى احترام الشرعية الدولية والقانون الدولي. وأعرب عن أمله بأن تستمر البرازيل على هذا النهج.
كما شارك في الندوة الإفتراضية من برازيليا سعادة عميد مجلس السفراء العرب في البرازيل وسفير دولة فلسطين السيد ابراهيم الزبن، حيث هنأ الغرفة بالذكرى الـ 68 على تأسيسها، وعلى مبادرة إجراء دراسة إحصائية حول الجالية العربية في البرازيل. وأكد على أهمية توسيع نطاق العلاقات العربية البرازيلية، خاصة وأن كافة الدول العربية، من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، لديها الكثير لتقدمه للبرازيل، تمامًا كما لدى البرازيل الكثير لتقدمه للدول العربية.
وحظيت الندوة أيضاً بمشاركة مديرة شركة (H2R Pesquisas Avançadas) السيدة “أليساندرا فريسو”، والمديرة التنفيذية لمؤسسة (IBOPE Inteligência) السيدة “مارسيا كافالاري نونس”. كما تخللت الندوة تصريحات مسجلة عبر الفيديو لبعض الشخصيات البارزة في الجالية العربية.
*ترجمة صالح حسن
تابع مجريات الندوة الإفتراضية أدناه