دبي – يعتقد رجال الأعمال البرازيليون وممثلو الشركات والهيئات التي شاركت في بعثة وزيرة الزراعة والثروة الحيوانية والتموين، تيريزا كريستينا، إلى أربع دول عربية أن المهمة ساعدت على فتح المزيد من الأبواب أمام منتجاتهم في المنطقة. وكان الجدول الزمني للرحلة قد بدأ يوم السبت بتاريخ الرابع عشر (14) من الشهر الجاري في مصر، تلتها المملكة العربية السعودية فالكويت وانتهى يوم الأحد (22) في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وصرّح ريكاردو سانتين، المدير التنفيذي للرابطة البرازيلية للبروتين الحيواني (ABPA)، الذي رافق البعثة من بدايتها وحتى دولة الكويت، لوكالة الأنباء البرازيلية العربية (ANBA) “إن الزيارات الوزارية تحسّن دائما من مستوى العلاقات، ومن مستويات الأعمال التجارية، وتساعد في تعزيز هذه الشراكة القائمة منذ فترة طويلة”. وأشار بشكل خاص إلى فتح أسواق المملكة العربية السعودية أمام البيض السائل ومسحوق البيض المجفف، حيث ستسمح الاتفاقية الصحية للصادرات البرازيلية بالدخول إلى هذه البلاد.
وناقشت الوزيرة أيضاً موضوع فتح سوق لحوم البقر في دولة الكويت، والذي تأمل أن يحدث قريباً، وقد شجع هذا الأمر رجال ورواد الأعمال في هذا القطاع وملأهم حماسة، حيث أكّد مارسيو رودريغيز، مدير قسم التجارة الخارجية في شركة ماستر بوي (Masterboi)، بأن الشركة ترى العديد من الفرص السانحة الجديدة في الكويت، حيث أن الشركة تصدر فعلياً إلى أسواق أخرى أخرى مثل الإمارات ومصر، وعلاقاتها التجارية راسخة مع هذه البلاد، وأضاف قائلاً: “تساعد مثل هذه الزيارات، وعلى الدوام، بفتح المزيد من الأبواب”.
ورافقت شركة سديال حلال (CDIAL)، وهي مؤسسة لتوثيق شهادات منتجات الحلال، افتتاح الأسواق، وعلّق علي الصيفي، الرئيس التنفيذي للشركة، قائلاً: “نحن نوثق الشهادات للشركات، ونجاح هذه الشركات يُصيبنا وبالتالي يعني النجاح لنا أيضاً. إن مهمتنا هي عدم الوقوف مكتوفي اليدين بانتظار أن تسير الأمور بشكل حسن، فنحن نساعد على إقناع المشتري في الدول العربية، بتقديم المعلومات عن المنتجات البرازيلية الترويج لها ونبيّـن الاحترام الكبير الذي تكنه الشركات البرازيلية للمبادئ الإسلامية والتقيد بها”. ووفقاً لرأيه، أظهرت المهمة الاحترام المتبادل القائم بين البرازيل والدول العربية.
وصرّح جلال سليمان، مدير شركة مارفريج (Marfrig) في دبي، أنه استطاع إقامة المزيد من العلاقات والاتصالات مع الزبائن وحكومات الدول التي مرَّت البعثة بها. كما أن لديه توقعات إيجابية بافتتاح سوق الكويت ويقول إن الشركة تنتظر فقط أن تتم الإجراءات الرسمية لفتح السوق وتحرير المبيع للبدء بتدوين الطلبيات، كما كان في السابق، قبل إغلاق السوق في عام 2013، حيث كانت الشركة تبيع بشكل جيد في المنطقة.
كما شارك أيضاً في البعثة رينان برانداو، مدير برنامج أمانة تنسيق النقل على الطرق السريعة، والذي قدم مشاريع اسثمارية لإستقطاب رؤوس الأموال العربية، وخاصة في مجال الخدمات اللوجستية الزراعية. وقال إنها كانت فرصة لاستئناف الاتصالات التي أجريت في عام 2017، والتي لم تكن مثمرة حينذاك، ويعتقد أن مشاريع السكك الحديدية لفتت إنتباه المستثمرين العرب. وأضاف برانداو قائلاً: “إن التغيير الرئيسي الكبير في الخدمات اللوجستية سيكون إذا استطعنا تنفيذ المزادات ومنح امتيازات السكك الحديدية التي ستدخل التحسينات إلى حد بعيد على مصفوفة النقل في البلاد”.
وأعلن عضو مجلس النواب الفدرالي عن حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية (MDB)، ورئيس الجبهة البرلمانية للزراعة، النائب ألسيو موريرا، انتهاء المهمة ونوه إلى أهمية التفكير في الإجراءات التي ينبغي اتخاذها بعد هذه الزيارة. ويرغب موريرا الإجتماع بكل المشاركين في الرحلة لمعرفة كيفية مواجهة الثغرات التي تم إكتشافها والتي تعيق الوصول إلى الأسواق، مثل القضايا البيروقراطية وتسويق المنتجات غير السلعية وغير المدعومة من مراكز الشركات الكبرى، مثل التعاونيات. واكـد ذلك بالقول: “إن ما نلاحظه هنا هو وجود أسواق لأكثر من مائة منتج”. وأضاف: “نحن هناك (في البرازيل) لدينا 12 مليون شخص عاطل عن العمل، ولدينا هنا سوق مفتوحة ضخمة لم نتمكن من الوصول إليها لأننا لم نضع نصب أعيننا أهمية هذه السوق وأهملنا وتناسينا بعض الأوراق والمعاملات موضوعة على الرفّ منذ أعوام 2013 وَ 2016″، على حد تعبيره.
وبنظر رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، روبنز حنّون، لا بدّ لنا من التفكير باستمرارية الإجراءات، والتي، حسب رأيه، هي على غاية الأهمية بالنسبة للأعمال التجارية كيلا تعطي نتائج أقل من الإمكانات. ويضيف قائلاً: “من الجانب البرازيلي، كانت المهمة مثمرة حيث تمكن الجميع من أخذ فكرة صحيحة عن حجم السوق وتشخيص ما يمكننا العمل عليه لتسخير هذه الإمكانات، في جميع المجالات، من الاستراتيجية إلى التكتيكية”، على حدّ قوله. “ومن الجانب العربي، كانت المهمة مثمرة أيضاً. فلقد وضعوا آرائهم حول العلاقات بين الدول واحتياجاتها ومواقفها الحالية. على أي حال، كان التواصل حاضراً وفعالاً وأدت هذه الزيارة إلى تمتين العلاقات وتقارب الأطراف”.
وقد لاحظت الوزيرة تيريزا كريستينا تغييراً كبيراً في موقف الدول العربية فيما يتعلق بالأمن الغذائي. وقالت: “لقد حددت كل دولة بطريقة أو بأخرى نيتها بالشراكات الاستراتيجية مع الشركات البرازيلية التي ترغب في المجيء إلى هنا وإنشاء الوحدات لتصنيع الأغذية التي يستهلكونها على مقربة منهم، أو جلب المنتجات من البرازيل، مقابل ولكن بشكل رئيسي الشراكات مع الشركات التي ترغب بتصنيع منتجاتها في دول الخليج”. وقالت الوزيرة، يحتاج تحقيق هذا الأمر إلى تضافر الجهود وعمل مشترك من قِـبَـل الحكومة البرازيلية ووزارة الزراعة وغرفة التجارة العربية البرازيلية. وأضافت: “حتى نتمكن من جمع رجال الأعمال الذين يصدّرون إلى البلاد العربية أو المهتمين بالتصدير إليها، بغية إظهار سياسة الأمن الغذائي الجديدة التي يودون تطبيقها”.
* ترجمة جورج فائز خوري