*بقلم ميريان أغيري
لا جدال حول أنَّ التعدد الثقافي هو أحد السمات البارزة للبرازيل. فمنذ تدفق المهاجرين في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وحتى الهجرات الأحدث، استضافت البلاد بترحيب و باستمرار الشعوب الأجنبية التي حلّت في أراضيها.
لقد تم تشكيل الشعب البرازيلي على مر الزمن استنادًا إلى حكمة الشعوب الأصلية المحلية، بالإضافة إلى المعرفة والتقاليد القادمة من الخارج، والنتيجة هي تَشَكُّل مجتمعٍ يُبدي نوعًا من السُّهولة في التعامل مع المهاجرين. ليس هذا فحسب، بل إنَّ هذا التنوع الثقافي قد ترك للبلاد إرثًا غنيًا من الموسيقى والرقص والنحت والطهي والعمارة والديانة، بما في ذلك الإسلامية.
هناك مصادر تشير إلى وجود زوار مسلمين في الفترة التي كانت فيها البرازيل مُستعمرة، ولكن الإسلام لم يصل فعليًا إلى البرازيل إلا في نهاية القرن الثامن عشر، كديانةٍ للعبيد القادمين من مناطق إفريقيا التي تعتنق الإسلام. وفي وقتٍ لاحق، قدم العديد من العرب وغير العرب في موجات هجرة جديدة ممّن يعتنقون ويؤمنون بالإسلام؛ الديانة التي بدأت تنمو في البرازيل المعاصرة.
إذا أمعنّا النّظر في البرازيل، فإنَّ ولاية ساو باولو تبرز كأغنى ولاية في الاتحاد، وقد فتحت بدورها العديد من الفرص للمهاجرين؛ لبدء حياتهم من جديد، مستندين إلى قيم العمل والتعايش السلمي. وجعَلَهم هذا شركاءً في بناء بلدٍ لا يزال في مقتبل عمره ومليءٌ بالفرص. لكن و بالرّغم من ذلك، كان هناك فجوة في هذا المجتمع المتعدد الثقافات بالنسبة للمسلمين الذين يقطنون في ساو باولو أو يقومون بزيارتها. إذ كيف يمكن للشخص المسلم المتواجد في ساو باولو معرفة أين يتناول الطعام، أين يتسوق، وكيف يمكنه التمتع بالترفيه والمشاركة في الأنشطة الثقافية في المدينة دون انتهاك مبادئ الإسلام؟ كيف وأين يمكنه العثور على مكان إقامة حلال؟ أو حتّى أين يمكنه العثور على مسجد لأداء صلواته؟ إلّا أنّ ساو باولو استطاعت لاحقاً ملء هذه الفجوة و أخذت خطواتٍ عمليَّة جعلتها فيما بعد ولايةً “صديقة للمسلمين أو كما يقال بالانجليزية (Muslim friendly). إذ قامت الولاية الواقعة في بلد غير إسلامي بالاكتراث لراحة كل مسافر مسلم. وتم إصدار دليل السياحة الحلال، الذي تم تطويره ونشره بواسطة حكومة ولاية ساو باولو، ضمن إطار مفهوم الحلال في الفئة C. وهو إجراءٌ يشجِّع على تقديم خدمات مخصَّصة للمسافرين المسلمين. و من خلال هذا التّقدم، نعتقد أنه يمكن للبرازيل أن تتبنى سياحة أكثر شمولًا بسرعة أكبر، وذلك استنادًا إلى تجربة ساو باولو.
في هذا السّياق وأمام هذه الفرص التي تفتَّحت في قطاع السياحة، تكرِّس وكالة ليلى للسفر (Laila Travel) نفسها لتقديم خدمات مخصَّصة باللغات البرتغالية والإسبانية والإنجليزية، ليس فقط في ساو باولو ولكن أيضًا في جميع أنحاء البرازيل وفي الخارج، حتى يشعر المسافر المسلم بالاستقبال الحسن و يكون قادرًا تلبية احتياجاته، ولكي تكون كلُّ رحلةٍ تجربةً إيجابيةً له. لأولئك الذين يرغبون في الحصول على خدمات السفر الموجودة في هذا المقال، تضع وكالة ليلى قنوات الاتصال الخاصة بها تحت تصرُّفهم.
*ميريان أغيري: محترفة في مجال التسويق، حاصلة على درجة الماجستير في تاريخ الفن، مديرة ومدرِّسة للغة الإسبانية للبرازيليين والأجانب في “Español a Full”، إضافةً لكونها كاتبة مقالات في وكالة ليلى للسفر (Laila Travel).
ترجمته من البرتغاليّة: يارا عثمان
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة تعبّر عن رأي الكاتب.