دبي – كل من يزور دبي إن كان بقصد العمل أو السياحة، لابد أن يقع في حيرة حين اختيار الهدايا التذكارية للعائلة والأصدقاء. حيث نرى بعض السائحين ينتهي بهم المطاف إلى شراء بضاعة بشعار “صنع في الصين”، ” فيتنام ” أو حتى في ” إندونيسيا” من محلات الهدايا التي توفر الكثير من الحلي مثل المغناطيسات وورق اللعب وقطع للديكور وكاسات المشروب والحيوانات المحنطة والأقلام والقمصان.
صحيح أن خيارات المنتجات المصنوعة في دولة الإمارات العربية المتحدة قليلة، ولكنها أثبتت بأنها الخيارات الأفضل. ومن بينها طبعاً صابونة حليب الإبل الخاصة بشركة “The Camel Soap Factory (TCSF) “. والتي تباع في السوق الحرة ومحلات الهدايا وفي السوبر ماركت، هذا المنتج مصنع يدوياً ومن مكوّنات محليّة وطبيعية عالية الجودة، خالي من المواد الكيميائية والملونات، لا يحتوي على زيت النخيل، ومصنع ليدوم فترة جيدة، ونسبة الهدر فيه معدومة.
الصابون العربي عموماً معروف برائحته القوية التي تطغي على الروائح الكريهة التي من شأنها أن تزيلها، أما هذا الصابون فهو جميل الشكل ورائحته فواحة ضمن الدرجة الملائمة. بالإضافة لكونه هدية مصنوعة في الإمارات المتحدة فإنه أيضاً منتج مرخص ليشارك في معرض ” أكسبو 2020 ” المزمع عقده في دبي ابتداءً من أكتوبر.
تواجد الفريق الصحافي لوكالة الأنباء العربية البرازيلية، في مصنع الصابون القائم في المنطقة الصناعية ” Dubai Silicon Oasis”، في شهر فبراير، وحضر عملية إنتاج الصابون كاملة. تحقق هذه الشركة التي تأسست عام 2013، من قبل المغتربة الجنوب إفريقية “ستيفي لوماس” نمواً بمعدل 90% في السنة، واليوم تمتلك القدرة على إنتاج 100 ألف صابونة في الشهر.
قال السيد ” دافييد ايسموندي وايت” مدير قسم التسويق في الشركة والذي رافق وكالة أنبا خلال زيارتها:” إنه منتج جميل جداً من الشرق الأوسط، وهو من المنتجات القليلة جداً المصنعة في دبي والمتوفرة للسائح وهو من أفضل المنتجات المحلية وبأقل الأضرار البيئية”.
المكون الرئيسي
يصل حليب الإبل إلى المصنع مجمد ومبستر، آتياً من أحد المزارع المحليّة التي تبعد حوالي 80 كيلو متر. “حينما نفكر بكلمة حليب، يخطر في بالنا الأبقار فقط، ولكن في حالة حليب الإبل فالأمر مختلف تماماً. حيث إن الإبل تدر الحليب لترضع صغارها، ولكنها إذا لم تكن سعيدة فلا يمكنها إعطاء الحليب”. هكذا أخبرنا السيد “وايت”. نضيف بأن حليب الإبل يحفظ مجمداً وذلك لأسباب صحية.
جاءت “لوماس” بفكرة استخدام حليب الإبل لرغبتها باستخدام مكون محلي مختلف في صناعة الصابون. تقول لوماس:”اليوم جميعنا يعرف بأن حليب الإبل رائع للبشرة وللصحة العامة، هو أسمك وأملح من الحليب العادي، إنها مسألة -عادة تذوق- لا أكثر، فحينما تعلم بأن الإبل تعيش في بيئة نظيفة جداً، فإنك تدرك بأن حليبها مليء بالعناصر الغذائية والبروتينات والفيتامينات والمعادن”.
بالإضافة إلى فوائد هذا الحليب للبشرة وللصحة، فإن حليب الإبل ملائم جداً للأشخاص ذوي الحساسية لحليب الأبقار. قالت وايت:” يحتوي حليب الأبقار على نوعين من البروتين اللذان من الممكن أي يسببا الحساسية، بينما لا يتواجدان في حليب الإبل. يقال بأن هذا الحليب هو الأقرب لحليب الأم”.
التحضير
أكد رئيس قسم التسويق بأن مراحل تصنيع الصابون شبيهة تماماً بتحضير قالب حلوة. نحصل على العجينة الأساسية من خلال مزج حليب الإبل مع زيوت نباتية بنسب محددة مسبقاً. تحتوي الصابونة في صيغتها النهائية على نسبة 25% – 30 % من حليب الإبل. أما بالنسبة للزيوت والزبدة النباتية المستخدمة فهي زيت جوز الهند، زيت الزيتون، زبدة “الشيا” وغيرها.
العملية برمتها تتم بشكل يدوي. نمذج المكون الأساسي مع الزيت ليتكون لدينا عجينة توضع داخل قالب، شبيه بحجر فخار كبير. تترك العجينة لترتاح قرابة يوم واحد حتى تقسى، وبعدها تقسّم يدوياً إلى قطع صابون. يتم دمغ هذه القطع واحدة تلو الأخرى بشعار الإبل وثم نقلها إلى صالة حيث توضع لترتاح لمدة ستة أسابيع حتى تنخفض حرارتها وتقسى عجينتها.
في مقطع الفيديو أعلاه، عجينة الصابون يتم تقسيمها يدوياً: من الممتع مشاهدة ذلك. (برونا غارسيا/ أنبا)
“يحدث أنه عندما يقسى الصابون فإنه يولد حرارة، لذلك علينا تركه ليرتاح حتى يقسى وينشف بشكل كامل” يشرح السيد”وايت”.
قال “وايت” بأن هذا الشعار المدموغ على الصابون جاء حصيلة نقاشات عديدة حتى وصلوا للشكل الحالي له. ” نعشق شعارنا، إبلاً مع القمر أو مع الشمس، نحن نعلم بأن الإبل لديها سنام واحد فقط، ولكن نحن وضعنا اثنان في شعارنا لأسباب فنية” أخبرنا السيد وايت.
توضع قطع الصابون داخل أكياس من الجوت أو القماش عليها شعار الشركة، ويتم بيان نوع الصابون ورائحته، وكذلك يمكن للمستهلك استخدام هذه الأكياس لحفظ متاعه، كقطع العملة والإكسسوارات على سبيل المثال.
تعتمد الشركة مؤخراً على خط الإنتاج المسمى ب ” مجموعة التراث Heritage Collection” بروائحه الأربعة تكريماً لإمارات “المجلس والبحر والواحة والسوق”، وكذلك ” مجموعة الشرق Oriental Collection” ذو روائح العود والخشب. و ” مجموعة القشتالي Castile Collection” بروائح كلاسيكية مثل الخزامى والمسك، البرتقال والقرفة، عشب الليمون، إكليل الجبل والنعناع وغيرها.
هناك أيضاً صابون مخصص للبشرة الحساسة، ومجموعة صابون العناية بالوجه متوفرة بصيغ أكثر تعقيداً لاحتواء بعضها على ما يصل لستة أنواع من الزيوت. وهي متوفرة بثلاثة أنواع، من بينها ” شاركول ديتوكس” المعروف بصابون الفحم والمصنوع من الكربون النشط. لون الصابونة أسود ينصح بها للبشرة الدهنية وحب الشباب. “يختلف لون الصابونة حسب المواد التي نضعها، نحن لا نضيف أي ملونات، إنما ينتج اللون تبعاً للون الزيوت المستخدمة، وبالنسبة للصابون عديم الرائحة فإن لونه كلون حليب الإبل، أي لون بيج”، يقول وايت.
تزن صابونة ” The Camel Soap Factory” من 95 إلى 140 غرام، وتكلفتها على الموقع الإلكتروني للشركة من 32 لـ 45 درهم إماراتي، أي ما يعادل من 40 لـ 50 ريال برازيلي حسب سعر الصرف الحالي.
“نقوم بتصنيع حوالي أربعة أطنان من الصابون سنويًا، حسب الطلب” على حد قول السيد وايت. يمتلك المصنع القدرة على إنتاج 6800 صابونة في اليوم الواحد.
(يُستكمل بعد مجموعة الصور)
إكسبو 2020
بالنسبة لـ “إكسبو 2020“، في دبي، يوجد حالياً خمسة أنواع من الصابون المتوفر للبيع على موقع الشركة، بخمسة روائح مخصصة للمنتجات المرخصة التي ستباع في هذا الحدث الذي سيبدأ في شهر أكتوبر. وهي: الحليب مع العسل، اليوسفي مع الفليفلة، المخلّط، المسك والياسمين.
ولكنه وعلى حد قول “وايت ” سيتم حذف أحد هذه الروائح، وهو لم يرغب بالبوح عن اسمها – ومع حلول شهر يوليو ستنطلق المرحلة التالية والتي ستضيف منتجات أخرى وهي “أربعة أنواع جديدة للصابون”، كريم مرطب لليدين”، “كريم للبشرة” و”أربعة أنواع لمطري الشفاه”. وقال السيد وايت:” نحن وددنا أن نعمل معهم، وهم كذلك أعربوا عن رغبتهم بالعمل معنا، يوجد بيننا احترام متبادل”.
سيتم تغيير طبعة الشعار للصابون المخصص لهذا المعرض. “نحن نحب هذه الطبعة كثيراً، ولكن وبحكم أن هذا الصابون هو منتج مصنع يدوياً، فإن تقطيعاته، وخاصة بعد جفاف الصابون، لم تف بمعايير الجودة لدينا. سنعيد النظر بذلك، وكذلك قام المسؤولون عن المعرض بتأييدنا، حتى نصل إلى تقطيعات أكثر تركيزاً ” يشرح السيد “وايت “.
أخبرنا المدير بأن المعرض رغب بالتعامل مع الشركة لكونها شركة محلية ولديها منتجات تعكس القليل من ثقافة دولة الإمارات وعبير الروائح فيها. وصرح “هم يعشقوننا ونحن كذلك”.
سادو Sadu
أطلقت الشركة مؤخراً خطاً إنتاجياً جديداً يقدم منتجاً بسعر أقل من المنتجات الأخرى. يتم تصنيع الصابون المخصص لـ “سادو” في نفس المصنع وتدخل في إنتاجه نفس المواد المستخدمة في إنتاج باقي المنتجات المصنعة في الشركة. الاختلاف الوحيد هو أن هذا المنتج لا يتم تصنيعه يدوياً. ترسل العجينة إلى ماكينة تعمل على تقطيع الصابون وطباعة اسم “Sadu” عليه، ويعبئ فوراً في الكرتونة المخصصة له. تصل قدرته الإنتاجية إلى 800 صابونة بالساعة، ويتم بيع منتجاته حالياً في سوبر ماركت ” كاريفور” في الإمارات.
“وأتى هذا المنتج تكريماً لأحياء دبي فهو موجود بأربع روائح على أسماء أربع أحياء في دبي وهي الجميرة و داون تاون و الخور والصحراء. فالجميرة من أقدم الأحياء في دبي، أردنا أن نعطيها هذ الرائحة المنزلية، والصحراء من دون رائحة، فيها رائحة حليب الإبل فقط، رائحة طبيعية” أخبرنا ” وايت “.
تزن صابونة “سادو” 130 غرام وتبلغ قيمتها 15.75 درهم على موقع الشركة، أي حوالي 20 ريال برازيلي.
(يُستكمل بعد مجموعة الصور)
لا يوجد هدر
بحكم أن الإنتاج يدوي، فإن بعض الصابون لا يفي بمستوى الجودة المطلوب من الشركة. والقطع التي لا تخرج بشكل ممتاز، تباع بالجملة وبأسعار أقل على موقع الشركة. موضوعة بعلب معادة الاستخدام بوزن 1 كغ، من نوع “صابون من اختيارك” بمبلغ 50 درهم أي (61 ريال برازيلي). قال وايت: “في بعض الأحيان تسخن عجينة الصابون وتسبب بعض التشققات وحسب نوع الزيت المستخدم يمكن أي يزيد من هذه التشققات، كما يحدث مثلاً بزيت القرفة”.
قال المدير بأنه عادة كل دفعة تنتج 300 صابونة. “مع مرور الوقت تمكنا من تحسين العجينة لتصبح ممتازة، أقل تشقق وأقل هدر” قال وايت.
الأسواق
تم تصميم هذا الصابون ليناسب سوق الهدايا، ويوجد لدينا طلبات من المحال التجارية المحلية، وكذلك يتم تصدير هذا الصابون إلى بلدان مثل السويد وفرنسا وألمانيا وسويسرا وتايلاند واليابان والصين، وهذه البلدان هي محور وجهات الصادرات حالياً.
بالنسبة للبرازيل، يقول وايت بإنه يوجد بالفعل أطراف مهتمة، ولكن حقيقة أن الصابون ثقيل تشكل عائقاً لوجستياً تجاه عملية استيراد هذا الصابون. وهو يأمل من البرازيليين الذين يأتون إلى دبي، أن يتعرفوا على المنتج ويشترونه كهدية. “لا ينكسر ولا يتسرب داخل حقيبتك، وعندما تصل إلى المنزل وتفتح الحقيبة فإنك ستتنشق عطر ذكريات دبي – قطعة من العالم العربي في رزمة” أنهى قوله.
أين يتواجد
من الممكن أن تجد صابون شركة “TCSF” في جميع محطات السوق الحرة لمطار دبي العالمي، ومطار أبو ظبي وأيضاً مطار عُمان. يعتبر كل من سوبر ماركت ” كاريفور” في الإمارات، و ” سبينرز ووايتروز” في دبي وأبو ظبي والعين ومدن أخرى، من أكثر محلات التجزئة بيعاً لهذا الصابون. كما يباع هذا المنتج في جميع فروع محل بيع الهدايا ” الجابر غاليري” – المتواجدة بكثرة في مجمعات التسوق هناك – وفي عدد كبير من المعالم السياحية مثل “برج خليفة”، ومتجر بيع الهدايا ” أتلانتس بالم ” و”الجامع الكبير” في أبو ظبي وقريباً في ” دبي فريم”. وكذلك توجد في أسواق الذهب والتوابل. ومن الممكن شرائها عن طريق الإنترنت عبر هذا الموقع.
تقوم الشركة أيضاً بتصنيع صابون لبعض المناسبات التي تنظمها الشركات، يوضع عليها شعار الشركة، وأيضاً لبعض حفلات الزفاف، وحفلات الأطفال وحفلات خاصة أخرى.
*ترجمة معين رياض العيّا