ساو باولو – تلقت اللجنة التي أنشأتها الغرفة التجارية العربية البرازيلية لمساعدة الأسواق العربية في ضمان توفر السلع الغذائية واستمرار سلاسل الإمداد خلال فترة وباء “كوفيد 19″، طلبات من 26 هيئة عربية. وقد عقدت هذه اللجنة يوم الخميس الماضي (30/07) إجتماعاً افتراضياً مع ممثلي الجمعيات القطاعية البرازيلية والجهات الشريكة في المبادرة لبحث الخطوات المقبلة.
وبدافع قلقها إزاء تداعيات الجائحة وتأثيرها على الإمداد الغذائي في الدول العربية، لا سيما تلك التي لا تتوافر فيها الظروف المناخية المناسبة للإنتاج المحلي، قررت الغرفة إنشاء لجنة لتلقي الطلبات من الجهات الرسمية في الدول العربية ونقلها إلى الشركات البرازيلية القادرة على تلبيتها. علماً بأن الجمعيات القطاعية البرازيلية تسهم بفعالية في هذا السياق عن طريق التواصل مع الشركات الأعضاء.
وقد ارتكز الإهتمام العربي في البداية على المنتجات الغذائية، لتتسع هذه الدائرة فيما بعد وتشمل سلعاً برازيلية أخرى ذات القيمة المضافة الأعلى. وقد صرح رئيس المكتب الدولي للغرفة العربية البرازيلية في دبي “رافائيل سوليميو” خلال الإجتماع الإفتراضي، أنه في بداية يونيو كان هناك خمس مؤسسات على تواصل مع اللجنة لضمان استمرار سلاسل الإمداد. والآن أصبح عددها 26 مؤسسة.
والجدير بالذكر أن الجهات التي تلجأ إلى المبادرة للعثور على الموردين المحتملين في البرازيل تشمل لجان الأزمات، والشركات، والأمانات المنشأة في البلدان العربية لمواجهة الوباء، وكذلك الهيئات والجمعيات الأخرى المرتبطة بالحكومات. وحسب “سوليميو” فإن الخدمات التي قدمتها اللجنة لهذه الجهات ساهمت في تحقيق قفزة نوعية على صعيد تعزيز خبراتها في مجال التوريد من حيث التكلفة ومُهل التسليم.
ومن أبرز الطلبات التي تلقتها اللجنة مؤخراً هي الفواكه الطازجة ومنتجات الحمضيات ولحم البقر والسكر والذرة وأعلاف الحيوانات المصنوعة من الصويا والفواكه المجمدة والأسماك والحبوب والزيوت والأعلاف واللحوم والبيض ومنتجات الألبان ومشتقاتها والخضروات والأقنعة الواقية. وقد وردت هذه الطلبات من مختلف الدول العربية، ولكن بشكل رئيسي من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ويقول “سوليميو” أنه على عكس ما حدث في بداية تفشي الجائحة عندما شهدت الأسواق حالة من الهيجان لضمان توفير الإحتياجات المحلية، فقد عادت الأمور إلى الإستقرار. وقال: “لقد استقرت الطلبات، لكنها لن تتوقف”. خاصة وأن الشركات واللجان التي تم إنشاؤها للعمل في فترة الأزمة ستواصل نشاطاتها في مرحلة ما بعد الوباء.
ودعت المديرة التجارية في الغرفة العربية البرازيلية، “دانييلا ليتي”، ممثلي الجمعيات المشاركين في الاجتماع لتقديم اقتراحاتهم حول الخطوات التالية للجنة. وقدمت موجزاً للخطط التي وضعتها الغرفة للمضي قدما في هذه الأنشطة. والتي من بينها تقسيم الجمعيات حسب قطاعاتها لمتابعة الإجراءات المتحذة، والترويج الإعلامي للفعاليات، وعقد الندوات الإفتراضية لتوسيع نطاق المعرفة السوقية، وتنظيم الموائد المستديرة التجارية عبر الإنترنت.
وافتتح الاجتماع رئيس الغرفة العربية البرازيلية، روبنز حنون، الذي أطلق على المبادرة اسم “لجنة تحفيز الأعمال التجارية بين البرازيل والدول العربية”. كما قدم عرضاً مجملاً عن الأنشطة التي تقوم بها الغرفة والإمكانات والقدرات التي تتمتع بها السوق العربية التي تضم 420 مليون نسمة، علماً بأن أكثر من نسبة 50% منهم لا تتجاوز أعمارهم الـ 24 سنة. هذا يعني أن الشباب يغلب على تركيبة الفئات العمرية في الدول العربية.
وقدم الأمين العام للغرفة تامر منصور عرضاً لأرقام المبادلات التجارية ما بين البرازيل والدول العربية، والتي شهدت تراجعاً، سواء من حيث الصادرات أو الواردات، نتيجة تباطؤ الإقتصاد العالمي وإجراءات التباعد الإجتماعي والمشاكل التي يعاني منها قطاع النقل البحري، لا سيما عمليات الشحن من البرازيل عبر الحاويات، نتيجة تفشي مرض “كوفيد-19″،.
وأشار منصور إلى أن المنتجات الرئيسية التي تصدرها البرازيل إلى السوق العربية هي السلع الأساسية. لكنه أكد أن البلاد قادرة على تصدير سلع أخرى. وقال: “إن البرازيل مهيأة تماما لبيع منتجات ذات قيمة مضافة. وكافة الشروط متوفرة لتحقيق هذا الهدف: فهناك علاقات وثيقة بين البرازيل والدول العربية ومعرفة بجودة المنتجات البرازيلية”. كما أعرب عن سعادته بالقرار الذي اتخذته السلطات المصرية خلال النصف الثاني من الشهر الماضي بشأن فتح السوق لمشتقات الدجاج البرازيلي.
وفي بداية الاجتماع تم عرض نتائج الدراسة الإحصائية حول الجالية العربية في البرازيل، والتي أجرتها شركة (H2R Pesquisas Avançadas) وشركة (Ibope)، بناءً على طلب الغرفة العربية البرازيلية. حيث قامت مديرة شركة (H2R) “أليساندرا فريسو” بعرض أرقام الدراسة التي تبين قوة التواجد العربي في المناصب القيادية للشركات والجمعيات البرازيلية. إذ يشكل هؤلاء نسبة 10% من قادة الشركات، ونسبة 26% من قادة الجمعيات. هذا يعني أن التواجد العربي في المناصب القيادية يشكل نسبة تتجاوز بكثير نسبة العرب والمتحدرين من أصل عربي في البرازيل، والتي تبلغ 6% من إجمالي السكان.
*ترجمة صالح حسن